منذ 7 سنوات | لبنان / الديار


فيما تكبر المخاوف من استخدام المخيمات الفلسطينية وخصوصا مخيم عين الحلوة، قاعدة لتنفيذ أعمال إرهابية في الداخل في ظل الاخبار الكثيرة التي يتم تداولها مؤخرا عن خروج أجزاء كبيرة منها عن سيطرة الدولة والفصائل الفلسطينية ووضع تنظيمات متطرفة يدها عليها، عاد الوضع الامني في مخيم عين الحلوة الى دائرة الضوء مجدداً من باب عمليات تسليم النفس من قبل عناصر اسلامية مطلوبة،لجأت على مراحل الى داخل المخيم هربا من الملاحقات القضائية بحقها.

في هذا الاطار يكشف مصدر عسكري لبناني ان قيادات عين الحلوة تدرك جيدا دقة المرحلة وخطورتها،وابعاد المخطط الذي كانت تعد له مجموعة ارهابية، مدرجة تحت هذا العنوان الخطوات العملية على الارض وارتفاع منسوب تجاوب القوة الامنية الفلسطينية التي نجحت في كسر التوازنات التي انشأتها ورعت عملها طوال الفترة السابقة، مع نجاحها في توقيف احد ابرز المطلوبين للاجهزة اللبنانية والمتهم بعمليات ارهابية ،شقيق هلال هلال، بعد اطلاق النار عليه واصابته في رجلية، قبل اعتقاله اثناء محاولته الهرب وتسليمه لمخابرات الجيش، ما يشكل رسالة واضحة إلى من يرغبون بتسليم أنفسهم من المطلوبين داخل المخيم بأن الفرصة أصبحت متاحة لهم اليوم أكثر من أي وقت مضى.

ويشير المصدر الى إن هناك حركة كبيرة تحصل في المخيم  لحث ما تبقى من العناصر المطلوبين لتسليم أنفسهم على أن يخضعوا لمحاكمات سريعة وعادلة، لافتة إلى أن هذه المساعي أثمرت في الأيام الماضية بعدما سّلم اكثر من ثلاثين مطلوبا انفسهم إلى مخابرات الجيش، ابرزهم نجل قائد كتائب العزام ، مشيرة الى التعاون الفلسطيني الجاد هذه المرة والفاعل، في «تفكيك» أي بيئة حاضنة للمتطرفين والدفع باتجاه حلول سلمية، تحقق مطالب الدولة اللبنانية، وتحفظ «الخصوصية» الفلسطينية، نافيا وجود اي تدخلات سياسية او صفقات لا من تحت الطاولة ولا من فوقها، حيث أن كل موقوف يسلّم الى القضاء المختص ويخضع لتحقيقات شفّافة، رافضا الحديث عن «ممرات آمنة» لاخراج اي كان ،مؤكدا ان الجيش يعمل وفقا لاجندة المصلحة الوطنية اللبنانية.

خطوات سياسية وميدانية، تزامنت مع حركة شعبية مطالبة بدخول الجيش اللبناني، لعبت دورا اساسيا في الضغط على قيادات الاسلاميين التي اضطرت الى التراجع ،  بعدما اكتشف الفلسطينيون حقيقة هؤلاء وتأكدوا أن الجيش اللبناني يشكل حماية لهم، حيث يعيد المصدر العسكري ما يجري من «استسلامات» دراماتيكية، الى مجموعة من العوامل ابرزها:

- الضغط الشعبي الكبير الذي تنامى بشكل لافت داخل المخيم في الفترة الاخيرة ،بعد سلسلة الاخفاقات التي حصلت والتي ادت الى انفلات الوضع الامني، ما هدد بتحويل المخيم الى نهر بارد او يرموك آخر، في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اهل المخيم، وعدم وجود مكان آخر للجوء اليه، بعد نكبتهم الاولى.

- نجاح الاجهزة الامنية اللبنانية وفي مقدمتها مديرية المخابرات في قلب المعادلات، في اطار خطتها المحكمة التي مزجت بين «العصا والجزرة»، مع نجاحها في كشف مخططات المجموعات الارهابية واحباطها قبل التنفيذ وهي في طور الاعداد والتحضير، فضلا عن سلسلة اجراءات بقيت بعيدة عن الاضواء اظهرت فيها جدية في التعاطي مع ملف عين الحلوة بعدما تحول الى لغم يهدد الامن العام اللبناني والفلسطيني ويخدم المصالح الاسرائيلية.

-  الليونة الامنية والقضائية في التعامل مع ملفات المطلوبين كل على حدة، وفقا لحيثياته، في اطار «متساهل» وتقديم الاغراءات اللازمة، تحت سقف القانون اللبناني الذي يضبط العملية ككل، علما ان غالبية الذين سلموا انفسهم من الصف الثاني والثالث من اصحاب القضايا الصغيرة.

- المعاملة الحسنة التي تُعامل بها مخابرات الجيش من يسلمون أنفسهم وبالمقابل ضغط الأوضاع النفسية والمعيشية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها المطلوبون أنفسهم، حيث بات معظمهم يعتبر أنه بوضعه الحالي داخل المخيم كمن يمضي محكومية في سجن كبير حيث لا يمكنه الانتقال خطوة واحدة خارجه أو ربما خارج الحي الذي يتواجد فيه داخل المخيم كما هي الحال بالنسبة لبعض المطلوبين، بينما يعتبر آخرون أنهم يظلمون معهم عائلاتهم وأسرهم سواء الموجودة داخل المخيم والتي تصبح بطبيعة الحال تحت العين الأمنية إذا خرجت من المخيم، أو المقيمة خارجه إذا أرادت التواصل مع أبنائها المطلوبين داخل المخيم.

- عدم توافر الظروف الموضوعية التي تسمح للتكفيريين من حسم الوضع عسكريا لصالحهم داخل المخيم، اذ لا يملكون القدرة على استخدام المخيم كمنصة تحرك وتحكم للخروج من داخل المخيم الى خارجه خاصة أن الدولة اللبنانية عبر الجيش والمخابرات، تقيم شبكة علاقات متنوعة باتجاه المخيم وداخله تسمح لها ان تكون طرفاً أساسياً.يضاف الى ذلك ان عددا لا باس به من عناصر تلك المجوعات قد غادر باتجاه سوريا للمشاركة في القتال هناك ،حيث تكشف المصادر عن مقتل اكثر من 15 منهم في عمليات انتحارية.

الخطوات التي تركت ارتياحا ظاهرا، رأت اوساط مطلعة انها تساهم الى حد كبير في تنفيس الوضع الامني الثقيل الذي يعيشه المخيم، والذي اتى كنتيجة طبيعية لآليات التعاون والتنسيق الجديدة بين الطرفين اللبناني والفلسطيني، في سياق خطة مشتركة لمنع استخدام المخيمات الفلسطينية كمقرات او ممرات للاساءة للامن والاستقرار اللبنانيين او الإعتداء على المخيم ، مشيرة الى ان الجيش الساهر على امن الحدود الخارجية كما في الداخل، لديه قرار نهائي بالقضاء على أي اعتداء دون السماح لوجود بؤر أمنية او قنابل موقوتة تعمل لحساب بعض الجهات الخارجية ، دون اغفال حق الفلسطينيين في العيش بسلام وأمان تحت سقف القانون اللبناني. 

من تشكيلات فتح الى حل الشباب المسلم شيء ما يجري على الساحة الفلسطينية . فهل يكفي ذلك لتفكيك لغم عين الحلوة؟ وهل يسبق سيف السلطة والدولة عزل المتطرفين في عين الحلوة؟ ام ما كتب اقليميا ورسم من دور للاجئين المئة الف قد كتب؟ كل الفرضيات مباحة الا ان اكيدا واحدا اصبح في حكم الامر الواقع ،قرار القيادة العسكرية اللبنانية بحسم الموضوع ايا كان الثمن طالما ان الامن القومي اللبناني في خطر. العالمون ببواطن الامور وكواليس مطابخ «المؤامرات» في المنطقة يسارعون الى النفي جازمين بان الانفجار قادم لا محال ان لم يكن غدا فبعده بكل تاكيد. 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024