منذ 6 سنوات | لبنان / الديار




قرأت مصادر نيابية مقربة من تيار المستقبل، في  زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الكويت، محاولة لإعادة ترميم العلاقات اللبنانية ـ الكويتية التي كانت في منطقة خطرة وتنذر بتداعيات دراماتيكية لا تقتصر فقط على الموقف الكويتي الرسمي من لبنان، بل قد تنسحب على مجمل العواصم الخليجية. وكشفت هذه المصادر أن المحاولة قد نجحت، على الأقل، في سياق تفادي استمرار الإشكال مع دولة الكويت، موضحة أن الحريري، ومن خلال محادثاته التي كانت شاملة وصريحة مع المسؤولين الكويتيين وتخلّلتها عرض لمجمل الإشكال المرتبط بعناصر الخلية . وفي هذا المجال، تحدّثت المصادر عن اتصالات جرت ب«حزب الله» من قبل الحريري، وخلال اللقاءات مع المسؤولين في الكويت، وساهمت في إتاحة الفرصة أمام الجانب اللبناني لتأكيد حرصه على حسن العلاقة مع الكويت، وإبقائها في إطار أخوي، وذلك شأنها شأن العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي سياق متصل، أوضحت المصادر نفسها، أن اللقاءات اللبنانية في الكويت تناولت قضايا تهمّ البلدين على المستوى اللبناني الإقتصادي والإجتماعي الداخلي، كما على المستوى الخليجي لجهة تأكيد رئيس الحكومة للقيادة الكويتية، دعم لبنان لمبادرة الوساطة التي تقوم بها الكويت بين قطر ودول الخليج المقاطعة لها. ولم تغب أزمة النزوح السوري وتردّداتها على المجتمع اللبناني عن المحادثات، إذ أن الكويت، التي دعمت لبنان على مدى السنوات الماضية، كرّرت استمرار وقوفها إلى جانب الحكومة اللبنانية في مواجهتها لأعباء هذا النزوح في كل المجالات الإقتصادية والإجتماعية، تزامناً مع التأكيد على دعم أمن واستقرار لبنان في مواجهة التحديات الإرهابية. وبالتالي، فإن تعزيز أمن البلدين قد تكرّس أولوية لدى الحكومتين اللبنانية كما الكويتية، حسبما أضافت المصادر نفسها، والتي أكدت أن صفحة الإستياء والعتب قد طويت، وأن المرحلة المقبلة ستشهد بلورة كاملة للمشهد المتوتّر، وانطلاق مرحلة جديدة من التعاون، لا سيما وأن الموقف الرسمي اللبناني، كما موقف قيادة «حزب الله»، متفقان على أهمية متانة العلاقة مع الكويت، والعمل بكل الوسائل للحؤول دون أي إساءة لهذه العلاقة.

وخلصت المصادر النيابية المطلعة نفسها، إلى أن العلاقات المميزة اللبنانية ـ الكويتية تتّجه للعودة إلى سابق عهدها في ظل التوضيحات اللبنانية، والتي لم تقتصر فقط على المسؤولين الرسميين، بل شارك فيها «حزب الله» الذي أكد بشكل مباشر رفضه لأية ممارسات تطال الأمن الكويتي.

وأكدت الاوساط أن الأيام المقبلة ستحمل ترجمة لهذه التوجهات من خلال إظهار حيثيات القضية المرتبطة بخلية «العبدلي»، وذلك من خلال الرد الرسمي على المذكرة الكويتية التي كانت تلقتها الحكومة اللبنانية منذ نحو ثلاثة أسابيع، وبالتالي، فإن إغلاق هذا الملف يحمل رسالة إلى دولة الكويت ومنها إلى دول مجلس التعاون الخليجي، تؤكد حرص الدولة اللبنانية على متانة العلاقات المشتركة التي تربط البلدين.




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024