أشار موقع Debka Files الإستخباراتي الإسرائيلي في تقرير له إلى أن تحويل جزء صغير من الأرض على الحدود بين سوريا والأردن والعراق و"إسرائيل" يمضي قدمًا من دون إثارة أي اهتمام كبير - حتى في إسرائيل، حيث ينبغي أن يسبب قدرا من القلق.


فقد قامت مجموعتان من الجيش الروسي من شمال القوقاز بإنشاء قاعدة في بلدة تل الشحم السورية والتي تبعد عن الجولان 13 كيلو مترا. ووفق تقرير موقع "Debka" فإن مهمة الكولونيل الروسي اليكسي كوزين تولي الحدود السورية مع إسرائيل عبر إقامة 10 نقاط عسكرية على الحدود.


وقد تم تحديد هذه المنطقة كواحدة من 4 مناطق خفض التوتر التي اتفق عليها بوتين وترامب عند لقائهما في 7 تموز الماضي. ووفقا للتفاهمات التى تم التوصل اليها بين واشنطن، موسكو وإسرائيل، ووفق التقرير فإن قوات فض الإشتباك التابعة للأمم المتحدة (UNDOF) ستعود الى قاعدة فوار مقابل القنيطرة كقوة عازلة بين الجيش الإسرائيلي والقوات الروسية، ويضيف التقرير أن تاريخها السابق في لعب هذا الدور بين الجيش الإسرائيلي والقوات السورية لم يكن مثيرا للإعجاب.


وقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الجمعة فى 11 آب أن روسيا ستأخذ في عين الاعتبار مصالح اسرائيل فى إطار محادثات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية. وفي نفس اليوم تطابق قول لافروف مع بيان واشنطن المفاجئ، وهو أن ترامب يخطط لإرسال مستشاره الكبير جارد كوشنر ووسيط السلام الإسرائيلي - الفلسطيني جيسون غرينبلات إلى الشرق الأوسط لمواصلة هذه المهمة، على الرغم من أنه في خضم أزمة مخيفة مع كوريا الشمالية.


وحتى نرى كيف أن هذه العناصر المتفاوتة تكمّل الصورة،  ننتقل 70 كيلومترا شرقا من القنيطرة في الجولان السوري إلى المعارك الجارية في السويداء في جنوب شرق سوريا مقابل الحدود الأردنية والعراقية، وقد انتقلت القوات الروسية إلى مدينة درعا الرئيسية، على الحدود الأردنية في 13 يوليو / تموز، وبعد شهر حصل نفس الشيء في القنيطرة، حيث أقامت مراكز قيادة لمراقبة أول منطقة خفض تصعيد اووقف إطلاق نار والتي يتم إنشاؤها بموجب اتفاق هامبور. .


وكانت مهمة القوات الروسية هناك وقف القتال وتنفيذ انسحاب الجيش السوري، القوات الإيرانية وحزب الله إلى بعد 40 كلم ولكن هذا الأمر لم يتم.

وبعد 4 أسابيع تقريبا،وتحديدا ليل 9 آب وفي نفس الليلة التي انتقلت فيها القوات الروسية الى القنيطرة،نفذ الجيش السوري وحزب الله هجوما عنيفا على محافظة السويداء. وبعد ثلاثة أيام، وبحلول يوم السبت، أجبر المسلحون على التراجع إلى الأردن واستولوا على 57 كيلومترا من الحدود الجنوبية لسوريا مع المملكة الهاشمية.


ولم يتدخل الروس والأميركيون في الحملة التي قادها الجيش السوري وحزب الله، على الرغم من أن الروس يتحملون مسؤولية الحفاظ على وقف إطلاق النار، وأن القوات الخاصة الأمريكية كانت ولا تزال موضوعة في شرق السويداء في التنف على الحدود السورية - الأردنية - العراقية المثلثة.


وتضيف مصادر عسكرية لـ"Debka Files" وفي التقرير الذي ترجمه  "Liban8" أن الهجوم الذي شنه حزب الله على سوريا انتهك اتفاق وقف إطلاق النار. وأن الجماعات السورية المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة سقطت بدون إطلاق نار على الجانب السوري، وسلمت أسلحتها التي زودتها بها الولايات المتحدة إلى الجيش السوري ومقاتلي حزب الله.


ما حصل في السويداء يفسّر رؤية تحالف إيران - سوريا - حزب الله لمناطق وقف إطلاق النار التي اتفق عليها ترامب وبوتين وكيف يستخدمها بمثابة باب مفتوح للسيطرة على جنوب سوريا والإستيلاء على الحدود الأردنية والإسرائيلية. وتتفكك الجماعات السورية المسلحة بمعدل مثير بعد "زلزال جبير" وهذا حدث هام آخر اختارت الصفحات الغربية والإسرائيلية تجاهله.


وفي الأسبوع الماضي، أبلغ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وفدا من قادة المعارضة السورية المدعومين إلى الرياض بأن حكومته تسحب دعمها من ميليشياتها المقاتلة، في أعقاب قرار الرئيس ترامب بتخفيض العمل العسكري الأمريكي في سوريا فقط إلى الحرب على داعش - وبالتالي إنهاء المقاومة الأمريكية لنظام الأسد..

ولم ينكر المسؤولون السعوديون التقرير، ولكن وصفوه بـ"غير الدقيق".


وفي هذا الوقت انتشرت قرارات الرياض وواشنطن بالتخلي عن معارضي الأسد بين الجماعات السورية المسلحة كالنار بالهشيم فقام العديد منهم بوضع أسلحتهم والإستسلام.


إن مصير حركة "التمرد" بعد ست سنوات من الحرب القاسية ضد الأسد يجب أن يكون درسا أساسيا للمتلقين الآخرين للوعود الأمريكية والروسية. لذلك، فإن تعهد لافروف بأخذ مصالح إسرائيل في عين الإعتبار ينبغي أن "يؤخذ مع بعض الشك". لافروف كان يحاول تهدئة الشكوك الإسرائيلية حول احتمال إبقاء القوات الروسية على القوات السورية والإيرانية وحزب الله على حدودها الشمالية حتى لو كان التعهد من قبل واشنطن.

بدل أخذ ما قالته أميركا وروسيا، تحتاج إسرائيل الآن فقط إلى مراقبة ما جرى في الساعات القليلة الماضية عبر الحدود في السويداء، لتقدير قيمة هذه الوعود.


عاجلا أو آجلا، سيتم تكرار ما حصل في السويداء في القنيطرة. ولن تقاتل القوات الروسية ولا قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لوقفها، وبحلول ذلك الوقت، ستتناقص الجماعات السورية المسلحة، التي استثمرت فيها إسرائيل منذ سنوات كقوة عازلة ضد القوات السورية والإيرانية وحزب الله، وسيتبرأ منهم الداعمون السعوديون، وسيسحقون من قبل الأميركيين والروس المسؤولين عن "خفض التصعيد". وقريبا، ستجد إسرائيل كما الأردن على ثلاث قوات معادية تتمركز تماما عند حدودها.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024