كأن عينيه صارتا قطعتي حديد  يتطاير منهما الشرر، كان يسحب صوته الواهن من أعماق حنجرته، فتترنح نبراته كدلو يترنح فى حبل مهترئ قديم، صدره يعلو ويهبط غليانًا وجموحًا وجنونًا.. يصرخ: “إنها فاجرة، تزوجتها رغم ما عرفته من أنها ليست بكرًا، وكنت أظن أنها ستحفظ لى الجميل وتصون عرضى، لكن شيئًا من هذا لم يحدث، لقد طعنت رجولتي وكرامتي وشرفي، ومارست الزنا فى فراشي، وليتها اقترفت الجريمة مع غريب، ربما كان الأمر أهون، لكنها اقترفت زنا محارم مع أبيها العجوز، الذى آويته بعد أن فقد الزوجة، وجعلته بمثابة والدًا لى، وها أنا رجل ضائع لى طفل يبلغ من العمر 4 أعوام، ولا أعرف ما إذا كان ابني أم أنه ثمرة حرام لزنا المحارم، وبالطبع لن أعرف الحقيقة إلا بعد تحليل الحمض النووي“.

عندئذٍ يتوقف “خالد” عن الكلام، ويبتلع بصعوبة ريقه، ثم يخفي وجهه فى راحتيه، كمن يريد أن يهرب من الدنيا، ثم يشهق بعنف فيقول: “كان يومًا أسودًا، دخلت بيتي قبل موعدى بنحو ساعة، حيث شعرت بإرهاق نظرًا لأنى أعمل موزع أدوية، وما أن أدرت مفتاح الباب، حتى سمعت تأوهات رخيصة تنبعث من غرفة نومي، طاش الدم فى رأسى، هرعت إلى الغرفة، وكلى تصميم على أن أغسل عاري بيدى، سأقتلها وعشيقها، لكن حين وقع نظري على المشهد الشيطاني، لم أستطع تمالك نفسى، سقطت مغشيًا علىي.. كانت عارية فى أحضان أبيها، البالغ من العمر 59 عامًا“.

ويقول خالد الذي رفع دعوى زنا أمام محكمة الأسرة بزنانيري: “ليتنىيمتُ قبلها وكنت نسيًا منسيًا، لقد فتحت بيتي لأبيها وعاش معنا بعدما فقد زوجته، وكنت أتعجب من مدى تعلقه بابنته وتعلقها به، لكن خيالي لم يذهب أبدًا إلى أن ثمة علاقة آثمة بينها، طوال 4 سنوات أشقى وأطعمه، ولم أحس يومًا أن العلاقة بينهما قد تتدنى إلى ذاك الحضيض والانحطاط“.

“كانت لا تخجل من أن ترتدي أمامه ملابس النوم الشفافة، وكانت تستلقي فى حضنه حينما كنا نشاهد التلفزيون، لكنى كنت أقول إن هذا يرجع بالضرورة إلى أنها بلا أم، وهو الذى تكفل برعايتها حتى شبت، منذ رحلت أمها وهى طفلة.. لم يكن خيالي ليصل إلى هذه الحقيقة بأى حال من الأحوال“.

ويقول: “تزوجتها منذ نحو خمس سنوات، إذ رأيتها فى حفل زفاف أحد الأقارب، كانت على قدر كبير من الجمال والفتنة، فى عينيها العسليتين يكمن سحر استثنائي، وقفت إزاء حسنها الطاغي مبهور الأنفاس، وقلت لنفسي: “هى لي“.

“تقدمت للزواج منها.. فرفضت، فشعرت بأن علي الانسحاب فى هدوء، لكن أباها دعاني ذات مرة إلى بيته ثم طلب منى أن أقسم على عدم إفشاء سر سيختصني به، قال: إن ابنته فقدت عذريتها فى حادث أليم قبيل سن المراهقة، وهو الأمر الذى ترك فى أعماقها ندوبًا غائرة، فإن كنت ستتحلى بالصبر والفهم، وستوافق على الزواج منها بعد ما نما إلى علمك من ملابسات، فهى لك“.

ويضيف خالد: “عندئذ قررت أن أتزوجها وليكن ما يكون.. الحب استبد بعقلي، وكانت فتنتها الطاغية تدفعني دفعًا لأن أتجاهل كل مخاوفي، وبعد الزواج بقيت 6 أشهر تتمنع عليّ، وترفض أن أعاشرها زوجًا لزوجة، لكني تحملت الأمر حتى تتجاوز آلامها النفسية“.

ويقول: “الآن أشعر أنى ورطت نفسى فى وحل العار، وإنى أنظر إلى طفلي البالغ 4 أعوام الآن، فلا أعرف ما إذا كان من صلبي أم أنه ثمرة حرام لزنا المحارم، هل هذا جزاء الإحسان إلى تلك الساقطة ابنة الساقط؟“.

الزوجة من جانبها دفعت أمام محكمة الأسرة بأن شيئًا مما يرويه الزوج فى دعواه بالزنا لم يحدث، ودفعت بأن الزوج مصاب بأمراض نفسية وتنتابه وساوس لا أساس لها من الصحة. 




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024