من رحم الحرب والعذاب ولدت إرادتهنّ فكانت الحياة لعائلات عانين ويلات الحرب والفقر والعوز، ومن وحي لوحاتهن المرسومة بريشة ملوّنة ببراءة الطفولة وألم النزوح رُسمت ابتسامات على وجه أطفال جاعوا وأشخاص مرضوا، 

أربع فتيات لاجئات، أبدعت أناملهن في الرسم فكانت الريشة واللوحة عامل إنقاذ لـ "25" عائلة سورية محتاجة مساعدات غذائية بالاضافة الى فوط اطفال وحليب وكانت جهودهنّ بلسما ودواء لشفاء شخصين بعدما استطعن تأمين سعر الدواء  لهما  وأمّا تعبهن فأثمر أمانًا عندما دفعن ايجار اربع خيم بالمخيمات في لبنان .

ويا لتلك الإنسانيّة التي استطعن من خلالها تأمين "كشك صغير" لإمرأة سورية أرملة ورسم البسمة على ثغر أطفال بتقديمهن أقلاما ودفاتر لهم.

أية،تسنيم/ ضحى وبيان من مخيم بر الياس ، بجهودهن وعملهن الفردي اتفقن مع جمعية موجودة في بريطانيا اسمها " من سوريا مع الحب " لبيع لوحاتهن وبتلك الأموال أعدن الحياة للبعض وإن كن طفلات  فقد قدّمن درسًا في الإنسانية والإرادة وصنعن لأنفسهن نموذجًا لجيل قادم بعيد عن آتون الكراهية والحقد.

فبوركت سواعدكن أيتها الفتيات وبورك ذلك الوعي الفكري الذي لم يستغلّ فقر الناس للوصول للشهرة، فغبتن عن الأضواء ولكن من مثلكن يستحقّ الذكر.