منذ 6 سنوات | تكنولوجيا / الديار



واقع جديد اجتاح البشرية وغيّر مسارها: الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.


يعرّف الـ "فيسبوك" الناس على شخصيتك، عائلتك، مهنتك، تفكيرك، شهاداتك، مشاريعك الماضية أو المستقبلية. يميل مستخدميه لحصد الاعجاب (لايك) في ظروفهم الحلوة كما المُرّة أو الحزينة.


فـالـ "واتساب" ، عمليّ يساهم في الاتصال و الدردشة  مع أفراد أو مجموعات...


أمّا الـ "تويتر" فيساهم بابداء الآراء في مواضيع الساعة على مساحة الكرة الأرضية، إضافة الى استطلاع الأفكار في المجتمعات والبلدان ، وذلك من حيثيات اجتماعية واقتصادية وحضارية ودينية مختلفة.


من البديهي القول أن وسائل التواصل الاجتماعي تسير بالشعوب الى عالم وهمي من حيث التفكير والنظرة الى الأمور والاحلام، ولكن لها تأثيره على الواقع بشكل غير متوقع، فكم من ثورات تحركت ونشأت بسببها وكم من نتائج انتخابية تغيّرت، وكم من قضية إنسانية تمّ تسليط الضوء عليها.


رغم سيئاتها النسبية، فالوسائل التواصلية الحديثة خلقت نمطًا جديدًا في حياة المجتمعات والافراد من تقارب رغم المسافات، وتسارع في الاحداث على نحو لا يمكن التنبؤ بنتائجه أو استيعاب ايجابياته أو سلبياته على الإنسانية والأجيال المقبلة التي لم تعرف الزمن الجميل حيث الوجود " الجسدي" و "المادي" للأشخاص وتبادل الاحاديث والنظرات والضحكات وسماع " أغاني" العمالقة " في فنون لا يمكن استبدالها " بشاشات" وبوحدة غامضة وقاتلة.


فالخطير في الامر هو حفظ كل المعلومات وآراء الأشخاص على مدى السنين واستعمالها ضدك عند الحاجة.

هذه الوسائل لا تظهر حقيقة الأشخاص بل ما يريدونك أن تراه وهي غالبًا ما تكون موجهة الى " شخص معيّن" .


الحرية " المطلقة " هي ميّزة مهمة لهذه الوسائل : فيمكن نشر أية صورة أو معلومة ، سواء كانت لك أم لغيرك ، كما يمكن تصوير معالم بلدك أم مراحل سفرتك...

الوسائل الاجتماعية " قرّبت" المجتمعات و " فرّقت" العائلات ، وبسبب سرعتها المضطردة يومًا بعد يوم ، لم يعد بالإمكان التحكم بها ، فالسرعة فائقة ولامجال الاّ أن تأخذ بدربها كل جامد أو بطيء حتى ولو كان جميلاً وحنونًا أو طاهرًا .

نقول عنها أنها عالم قائم بذاته مواز للعالم الواقعي ، كوننا نسخنا اليها كل تفاصيل حياتنا وظروفنا وعائلتنا وزملائنا وأفراحنا وأحزاننا ومدينتنا وآراءنا ...

ولكن... ولكن ما نعيشه من خلالها بشكل سريع ومتسارع مع الوقت، لا مجال للذاكرة أو المتعة أو الإنسانية في هذا العالم " الخيالي" القادم إلينا أن يصل اليه...


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024