منذ 6 سنوات | لبنان / الديار



نقلت أوساط سياسية لبنانية عليمة عن عدد من سفراء دول أوروبية سياسية في لبنان أن قوّة حزب الله بات من شأنها أن تكتب مصير الشرق الأوسط مثل أميركا و روسيا، و احياناً يقوم حزب الله بما لا تستطيع القيام به القوى العالمية كما هي الحال في سوريا، لبنان، اليمن، و العراق. و يقول السفراء أن مكاتب الشرق الأوسط بأمريكا تنظر بدهشة للقدرات البشرية و التكتيكية لمقاتلي حزب الله في الجرود المعقدة التي تشبه جبال تورا بورا و قندهار في أفغانستان و التي هزمت الإتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الأميركية. و صرح أحد السفراء:»كانت واشنطن تعتقد أن بناء قواعد أمريكية قرب التنف و القلمون يعني شرق أوسط أميركي بامتياز، إلاّ أن المفاجئة كانت باختراق حزب الله للحدود السورية العراقية و نصب أعلامه الصفراء فوق أعالي جبال القلمون و هذا يعني سقوط حلم تل أبيب.»


أعلن هؤلاء، بعد أربع سنوات و نيّف و في أعتى حرب مجنونة أقرّ كبار خبراء التعبئة الفكرية في كل من واشنطن و بروكسل أن التكفير وقع بشكلٍ أسطوري أمام التراث الديني و الفكري المدهش الذي يغذّي عقل مقاتلي حزب الله.


وفي اتصالٍ أجراه سفير دولة أوروبية غربية في لبنان فاعلة في الإقليم و شديدة التأثير مع شخصية سياسية لبنانية أفرغ خلاله جام غضبه على الجيش اللبناني الذي كان عليه برأيه تولي مهمة ضرب الإرهاب في عرسال و لديه ما يكفي من الأسلحة و العتاد لنجاح مهمته و لكن إحجامه عن ذلك سيدفعنا لإعادة النظر بكل ما نوفّره له من دعمٍ منذ سنوات . و عندما سألت الشخصية السياسية السفير المتصل عن الجهة التي عليها ان تخشى هذا الإنتصار الكبير لحزب الله أجاب السفير:» من عليه أن يخشى بالدرجة الاولى هي تل أبيب و بعض القوى السياسية في لبنان.»


وأشارت الأوساط السياسية أن الإجتماع الذي انعقد أمس الأول في زعامة الجيش يندرج في سياق هذا الغضب الذي أوجب اللقاء السريع مع قائد الجيش لاستيضاح الكثير من الأمور و الذي سيتحدد من بعده استكمال الدعم الغربي للجيش اللبناني أو إنهائه. و حذّرت الأوساط نفسها من مؤامرة تستهدف الجيش اللبناني و وحدته و هذا ما تجلّى من الحملة الشرسة التي تعرّض لها الجيش قبل بدء معركة جرود عرسال لدفعه إلى كمين تطهير جرود عرسال لوحده نظراً لحساسية المنطقة التي يدفعونه إليها لكن حكمة قائد الجيش الذي أصرّ على تطبيق عملية مدروسة أولويتها حماية عرسال و النازحين و هذا ما شرحه بدقّة لرئيس الحكومة سعد الحريري خلال الإجتماع الذي عُقد بينهما و أدلى بعده الحريري بتصريحٍ وفّر فيه الغطاء السياسي للجيش لتنفيذ عمليته المدروسة و الذي أسكت فيه كل الذين تحاملوا على الجيش.


ولفتت الأوساط السياسية إلى المحاولات الجديدة التي تدفع الجيش لتنفيذ عملية تطهير جرود رأس بعلبك والقاع من مسلّحي داعش ودعت أيضاً قيادته إلى الحذر من وقوع بعض عسكرييه و ضباطه ضحية عملية اختطاف مدبّرة كما حصل مع عسكرييه ال 35 و الذين ما زال مصير عدد منهم يلفّه الغموض ولم تبادر الحكومات المتعاقبة علي إيماطة اللثام عن هذا الملف الذي صرح عنه رئيس حكومة سابق أن 35 عسكرياً من الجيش اللبناني ليسوا أغلى من 35 ألف نسمة في عرسال. ولكن نسي رئيس الحكومة هذا أن كرامة هؤلاء من كرامة كل لبنان.


من جهةٍ أخرى، رأت الأوساط السياسية أن إنتصار حزب الله في القلمون و جرود عرسال على مسلّحي جبهة النصرة التي عرضت الموت و الدمار في الكثير من المدن اللبنانية جعلت الحزب يستعيد ما خسره من بعد التأييد الشعبي على خلفية الإنقسامات السياسية التي افتعلتها بعض القوى السياسية بسبب ذهابه إلى سوريا لا سيما في الأوساط المسيحية و على شكلٍ غير مسبوق. كما وفّر انتصار حزب الله على الإرهاب في الجرود فرصة لرئيس الحكومة سعد الحريري من أجل إعادة إبتكار نفسه سياسياً من جديد و أولى مظاهر إعادة الإنتاج هو احتضان الرئيس الأميركي له خلال استقباله في البيت الأبيض، و قد يطلب الرئيس الاميركي من السعودية توفير الإمكانات المالية للحريري لإعادة إحياء بعض التجمعات السياسية في لبنان.


وتوقعت الأوساط أن ينجح الحريري في تحييد بعض القطاعات الإقتصادية والمالية اللبنانية من دائرة استهداف العقوبات الأميركية المزمع إقرارها في الكونغرس الأميركي وحصرها فقط على حزب الله وبيئته الإقتصادية والمالية وبيئة حلفائه المقربين جداً.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024