منذ 7 سنوات | العالم / Huffington Post

ما وجده المحققون الفرنسيون على هاتف الرجل الذي قام بقتل 84 شخصاً في متنزه قرب بحر مدينة نيس الفرنسية الخميس 14 يوليو/تموز 2016 كان مثيراً للدهشة. كانت الشرطة تتوقع أن تجده شخصاً متديناً، ولكنها وجدته عكس ذلك تماماً.

اتضح أن محمد منذر لحويج بوهلال كان شخصاً منغمساً في النشاطات الجنسية، وفقاً لما صرح به مسؤول رفيع بالشرطة الفرنسية لصحيفة دايلي بيست الأميركية.

كان مزدوج الجنس

كان يمارس الجنس مع كلا الجنسين، وكان زبونه الأوفى رجلٌ يبلغ من العمر 73 عاماً، وفقاً لمصادر صحيفة Le Parisien.

اتضح من التقارير المسربة لتحقيقات الشرطة مع معارفه أنه لم يكن مهاجراً تونسياً مضطرباً وحسب، بل كان مكتئباً وغاضباً ويمارس أنشطة مشبوهة.


وبحسب الصحيفة فإن هذا لا يعني أن بوهلال لم ينتمِ فكرياً لتنظيم"الدولة الإسلامية" (داعش)، أو ربما لبعض التنظيمات المرتبطة بالقاعدة. يقول ديفيد تومسون، مؤلف كتاب عن الجهاديين الفرنسيين، في مقابلة مع صحيفة Nice-Matin، "كونه غير متزنٍ لا يعني أنه لم يكن جهادياً.”

لا توجد صلةٌ واضحة بينه وداعش

في مؤتمر صحفي عقد في نيس الاثنين 18 يوليو/تموز 2016 قال المدعي العام في باريس فرانسوا مولانس، الذي يشرف على التحقيقات المتعلقة بالإرهاب، أنه على الرغم من زعم تنظيم داعش أن بوهلال كان متأثراً بدعايتها، إلا أنه لا توجد صلة واضحة بينهما. فلا توجد راية سوداء، ولا توجد أي رسالة بريد إلكتروني، ولا فيديو مسجل لـلـ”شهيد”.

خطّط مسبقاً للحادث

على الجانب الآخر، كان بوهلال قد خطط للهجوم قبل التنفيذ بعدة أيام. فقد تمكن من تأجير شاحنة تبريد يوم 4 يوليو/تموز، واستلم الشاحنة يوم 11 يوليو/تموز، ثم قادها في مسرح الجريمة يومي 12 و14، والتقط صوراً لنفسه.

كان يبحث بالإنترنت عن"حوادث قاتلة مروعة"

كان قد بدأ يطلق لحيته قبل أيام قليلة من المجزرة، وكان يبحث في الإنترنت عن المشاهد العنيفة: "حوادث قاتلة مروعة" أو "التسجيلات المفزعة، ممنوع لذوي القلوب الضعيفة".

أراد التخلص من حياته البائسة

يبدو أن بوهلال كان جزءاً من جيل جديد من الإرهابيين الفوريين الذين يقررون فجأة التخلص من حياتهم البائسة في مشهد مسرحي يهز العالم. يمكن استغلال الكثير من الناس من هذه النوعية. كما أشارت الصحيفة الفرنسية لوموند في تقريرها عن بوهلال "إن إثارة الدوافع المرضية لشد الأشخاص ذوي النفوس الضعيفة هو جزءٌ لا يتجزأ من استراتيجية داعش."

s

في الغالب يتم نسيان أمثال بوهلال، مثل الرجل المختل الذي صاح "الله أكبر" وهو يقود سيارته تجاه حشد في محطة للحافلات في مدينة ديجون الفرنسية عام 2014، أو الرجل الذي قطع رأس رئيسه على مشارف ليون العام الماضي.

رأي عالم الإجرام الفرنسي بمنفّذ الهجوم

ما يميز جريمة بوهلال هو حجم المجزرة، وكذلك البيئة السياسية والاجتماعية في الوقت الراهن. ما فعله بو هلال سيكون له صدى يتعدى حياته البائسة، كما يقول عالم الإجرام الفرنسي آلان باور، لأنه يغذي العديد من أنواع مختلفة من الغضب في المجتمع المعاصر، "إنه الغضب الخالص المرتبط باللحظة الراهنة."

ربما يكون الجزء الأكثر رعباً في مشهد خروج بوهلال من الحياة هو أن الهجوم جاء في لحظة أصبحت فيها فرنسا، وأوروبا ككل، منقسمة، والمناخ السياسي حافلاً بدرجة تجعل أي تصرف مجنون لشخص عديم القيمة يحاول أن يتخلص من شياطينه بدماء الأبرياء قد تترتب عليه آثار كارثية.

s

منذ شهرين، حذر رئيس مديرية فرنسا العامة للأمن الداخلي (DGSI)، باتريك كالفار، لجنة في الجمعية الوطنية من أن المجتمع وصل إلى شفا الانهيار، بعد حادثة يناير/كانون الثاني 2015 في مكاتب شارلي ابدو، وفي متجر رجل يهودي، ثم مذبحة 13 نوفمبر/تشرين الثاني في مقاهي باريس، وكذلك قاعة للحفلات الموسيقية باتاكلان، ثم تلتها هجمات مارس/آذار في بروكسل. وقال إن المشكلة ليست فقط مع المتطرفين المسلمين، ولكن أيضاً مع المتطرفين المعادين للمسلمين، والمعادين للمهاجرين، أو "اليمين المتطرف".

"نواجه خطراً شديداً"

قال كالفار في شهادته يوم 10 مايو/أيار "أوروبا في خطر شديد. التطرف في تصاعد في كل مكان، ونحن في الأمن الداخلي نعمل على إعادة ترتيب الموارد للتركيز على اليمين المتطرف الذي ينتظر لحظة المواجهة”.

وأضاف ضابط المخابرات المخضرم، الذي يعتبر منصبه معادلاً لمنصب رئيس الـ FBI “تعلمون أنني أستخدم اللغة المباشرة، وأنا أعتقد أن المواجهة باتت وشيكة. إذا ما حدث هجومٌ آخر، ستحدث المواجهة”.

"نحن على شفا حربٍ أهلية”

وأضاف كالفار "نحن على شفا حربٍ أهلية” وفقاً لتقرير نشرته صحيفة لو فيجارو المحافظة، عن جلسته المغلقة مع اللجنة البرلمانية. ولم نصل لتلك المرحلة بعد، بالتأكيد. ولكن المزاج العام يزداد قبحاً يوماً بعد يوم.

في يناير/كانون من العام الماضي، بعد هجمات تشارلي إبدو، كان هناك تدفق هائل من الدعم للحكومة ولفكرة أن المجتمع الفرنسي ينبغي أن يكون، ويمكن أن يكون خالياً من الإرهاب. وكان شعار "أنا تشارلي" رمزاً عالمياً في ذلك الوقت. اليوم، أصبح الشعار "أنا منهك."

عندما زار الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس نيس بعد المجزرة، أملاً في طمأنة السكان بعد الصدمة، ولحضور حفل التأبين، أطلقت الحشود صياحات استهجان.

حتى نيس نفسها منقسمة بشدة بين حركة سياسية يمينية قوية وجيوب المهاجرين المسلمين الذين تبنوا المفاهيم الأصولية للإسلام، التي تتسبب في زيادة عزلتهم عن المجتمع الحذر والعدائي المحيط بهم.

كانت هناك تلميحات بأن بعض الأفراد أو الجماعات الصغيرة يخططون لإثارة حرب مفتوحة مع الجالية المسلمة في فرنسا، مثل هؤلاء المجانين في الولايات المتحدة تيموثي ماكفيز أو ديلان روفز، الذين يأملون أن تؤدي أعمالهم الإرهابية إلى مجيء "نهاية العالم”.

فرنسي هرّب أسلحة لإشعال حرب طائفية

في مايو/أيار، ألقت السلطات الأوكرانية القبض على شاب فرنسي حاول تهريب كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات من البلاد، وصرحوا بأنه كان ينوي استخدامها ليشعل حرباً طائفية في فرنسا. تحيط الشكوك بنواياه الحقيقية، فربما كان مجرد مهرب أسلحة غير ذي شأن، ولكن من الواضح أن الأمن الفرنسي قلقٌ بشأن تكرار مثل هذه المحاولات لإحداث فوضى في البلاد.

خطاب الجناح اليميني المتطرّف يثير الفتنة

مع اقتراب موعد الانتخابات الفرنسية في الربيع، بدأت مارين لوبان، زعيمة الجناح اليميني المتطرف، في بث خطابها المثير للفتنة. ولكن ربما يكون احتمال نجاح لوبان هو ما يجعل عناصر اليمين المتطرف الأكثر خطورة تحت السيطرة حتى الآن.

لعدة أشهر، أظهرت استطلاعات الرأي أن الفوز سيكون حليف لوبان في الجولة الأولى بفارق كبير (نحو 30 في المئة) ولكن الهزيمة في انتظارها في الجولة الثانية، عندما يتحد المنافسون ضدها.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024