منذ 7 سنوات | العالم / اللواء







تتسارع التطورات الميدانية في سوريا على اكثر من جبهة مخلفة مجازر مروعة بحق المدنيين العالقين وسط آلات الموت؛ في حين تزداد تعقيدات المواقف السياسية وتتباعد تاركة الجهود والمساعي الدولية الهادفة لوقف حمام الدم السوري تذهب هباء.

وفي موازاة التطورات الميدانية برز امس، ما يمكن اعتباره استنفار اميركي واسع، في مواجهة التقارب التركي -الايراني-الروسي الذي سجل مؤخراً.

وفي السياق، تأتي الزيارتان اللتان سيقوم بهما كل من نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى تركيا، ووزير الخارجية جون كيري الى المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل، فيما وصل المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مساء أمس إلى جدّة لاجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين.

وفيما كانت الطائرات الروسية تدك احياء حلب  الآهلة بالسكان ،والواقعة تحت سيطرة المعارضة ،كانت البوارج الحربية الروسية تطلق حممها علىهذه الاحياء لتطال ايضا أحياء مدينة دير الزور .وذلك كله وسط وقاحة غير مسبوقة وصلت بموسكو الى حد نفي مسؤوليتها عن مأساة الطفل عمران الذي روعت صورته العالم وهزت الضمير الانساني.

وفي تطور ميداني لافت وغير مسبوق ايضا،يعد تصعيدا جديدا في النزاع ،ارسلت قوات التحالف التي تقودها واشنطن مقاتلات لحماية المستشارين الاميركيين العاملين مع القوات الكردية بعد ان قصفت طائرات النظام السوري منطقتهم في مدينة الحسكة التي تشهد قتالا عنيفا بين قوات لنظام والمسلحين الاكراد. 

 فقداعلن البنتاغون امس ان قوات التحالف التي تقودها واشنطن ارسلت مقاتلات لحماية المستشارين الاميركيين العاملين مع القوات الكردية بعد ان قصفت طائرات سورية منطقتهم.

 وفي خطوة لاعتراض الطائرات السورية، ارسل التحالف مقاتلاته الى المنطقة لكن الطائرات السورية كانت غادرت المنطقة قبل وصول المقاتلات الاميركية. وقال ديفيس ان ارسال المقاتلات يأتي «كاجراء لحماية قوات التحالف». 

واكد «سنضمن سلامتهم، وعلى النظام السوري عدم القيام بامور تعرضهم للخطر (...) وننظر بجدية بالغة للحوادث التي تعرض التحالف للخطر، ولدينا الحق الثابت في الدفاع عن انفسنا».

 ولكن يبدو ان هذا التحذير لم يلق اذانا صاغية لدى النظام السوري حيث عاودت طائراته قصف مدينة الحسكة امس لليوم الثاني على التوالي. 

   وتدور منذ ليل الاربعاء اشتباكات عنيفة بين قوات الاسايش ومجموعات الدفاع الوطني الموالية لقوات النظام، على خلفية توتر في المدينة اثر اتهامات متبادلة بتنفيذ حملة اعتقالات خلال الاسبوعين الاخيرين، وفق المرصد. 

وعلى جبهة أخرى،اعلنت روسيا امس انها قصفت مواقع للجهاديين في سوريا انطلاقا من سفنها الحربية المنتشرة في البحر الابيض المتوسط، بعد ان بدات الاسبوع الحالي باستخدام قاعدة في ايران لاقلاع قاذفاتها للغرض نفسه. 

وقالت وزارة الدفاع في بيان ان «السفن المزودة بمنصات لاطلاق الصواريخ «زيليني دول»  و«سيربوخوف» من اسطول البحر الاسود اطلقت اليوم ثلاث مرات صواريخ كروز ضد اهداف تابعة لجبهة النصرة (جبهة فتح الشام، بعد اعلانها فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)».

 وتابعت «تم تدمير مركز قيادة وقاعدة للارهابيين في دارة عزة (غرب حلب)، فضلا عن مصنع للمتفجرات ومستودع كبير للذخائر في منطقة حلب خلال هذه الهجمات». 

في هذا الوقت، رحبت الهيئة العليا للمفاوضات وهي المظلة الرئيسية للمعارضة السورية بحذر باقتراح هدنة أسبوعية في حلب للسماح بوصول المساعدات للمناطق المحاصرة بشرط أن تخضع لإشراف الأمم المتحدة.

وقال قيادي كبير في المعارضة إن هناك أجواء إيجابية تحيط بمحادثات وقف إطلاق النار لكن لم ترد تفاصيل حتى الآن.

وذكر مصدر عسكري أن طائرات حربية سورية نفذت 46 طلعة جوية في الساعات الأربع والعشرين الماضية شملت ضربات في حلب دمرت دبابة ومركبة محملة بالذخيرة وثلاثة مرابض لقذائف المورتر وقتلت عشرات من مقاتلي المعارضة.

سياسياً،قالت صحيفة واشنطن تايمز إن  جو بايدن نائب الرئيس الاميركي بصدد زيارة تركيا الأسبوع القادم في محاولة لاستمالتها، وتعزيز العلاقات معها بوصفها الحليف الأكثر أهمية في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأضافت أن الولايات المتحدة تعتبر تركيا الحليف الهام الذي يملك القدرات العسكرية اللازمة لكل مهمة في منطقة الشرق الأوسط. وقالت إنه يجب على بايدن أن يتوصل إلى صفقة جديدة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

من جانبه،يزور جون كيري الأسبوع المقبل السعودية، في إطار جولته في عدد من الدول الأفريقية، ويُنتظر أن يعقد الوزير الأميركي محادثات سياسية مكثفة مع القيادة السعودية.

وسيبحث كيري مع القيادة السعودية تطورات الأوضاع في سوريا واليمن والعراق وليبيا، إضافة إلى القضية الفلسطينية وجهود مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي.

الى ذلك، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وكيري، آخر تطورات الأوضاع في سوريا، وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما.وكانت الأزمة السورية مثار بحث أيضاً بين الوزيرين خلال اتصال هاتفي جرى يوم الثلاثاء الماضي.

 كما قام اوغلو ، الخميس بزيارة الى ايران لبحث مسائل اقليمية كما اعلنت وزارة الخارجية الايرانية امس.

 وهذه الزيارة غير المعلنة تاتي بعد زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى انقرة في 12 اب الماضي حيث اجتمع مع اردوغان. 

وتعهدت تركيا خلال تلك الزيارة بالتعاون مع ايران في التوصل الى حل في سوريا رغم الخلافات بين البلدين حول هذه الازمة. 

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي ان وزير الخارجية التركي «قام امس بزيارة قصيرة الى طهران، لمتابعة المشاورات بخصوص مسائل اقليمية والعلاقات الثنائية». 

واضاف ان البلدين قررا تنظيم «العديد من اللقاءات على مختلف المستويات بين كبار مسؤولي البلدين في مستقبل قريب».

 وتتحدث وسائل الاعلام الايرانية عن زيارة محتملة لاردوغان الى طهران في الايام المقبلة.

 وجاءت زيارة ظريف في 12 اب الى تركيا بعد ايام على زيارة اردوغان الى روسيا حيث اعاد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العلاقات الثنائية بين البلدين بعد توتر استمر قرابة تسعة اشهر. 

وتثير زيارة اردوغان الى روسيا وزيارة وزير خارجيته الى طهران تكهنات حول تقارب في الملف السوري بين هذه الدول الثلاث. 

(«اللواء» -وكالات)






أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024