منذ 7 سنوات | لبنان / السفير








لم يلغ يوما ضجيج محركات معمل توليد وتحويل الطاقة الكهربائية في دير عمار ـ  المنية اصوات المعترضين عليه في المنطقة، حتى قبل ان يبصر النور في العام 1995.


يتنوع هذا الضجيج بين السياسي والبيئي والانمائي والصحي، وصولا الى المطالبة باغلاقه وهو ما حصل خلال الاعتصام التحذيري الذي نفذه حشد من أبناء المنية أمام مدخله أمس. ولعل المنية التي لم تعرف من الانماء الا القليل كانت استقبلت في اوائل التسعينيات بحالة من الغضب العارم خبر انشاء هذا المعمل، الذي اقيم بمحاذاة شاطىء البحر لجهة المدخل الرئيسي لبلدة  دير عمار.
وقد بدأت الاعتراضات تتفاقم بعد دخول المعمل الى الخدمة الفعلية واكتشاف عدم فعاليته المطلوبة على المستويات التقنية والفنية والهندسية، وهو ما تكشف بعد سنوات من تشغيله وتحديدا عند استهدافه من قبل العدو الاسرائيلي.


هذا الواقع فتح بابا من التساؤلات حول نوعية المعدات المستوردة من ايطاليا وفاعليتها وقدرتها على العمل وفق الشروط المطلوبة، ليتحول منذ ذلك الوقت الى معمل لتوليد الازمات، وفي مقدمتها الأزمة البيئية الناتجة عنه،  فضلا عن عدم استفادة ابناء المنطقة من المعمل لا في التوظيفات، ولا حتى في الحصول على امتيازات في ساعات التغذية من الطاقة الكهربائية، حيث يضاف الى التقنين الرسمي القاسي، الانقطاع المتواصل بسبب عدم تحمل المحول الاساسي للمنطقة لحجم الضغط على الشبكة، وذلك نتيجة وجود عشرات مخيمات النازحين والذين وفق ابناء المنطقة فان الامم المتحدة تدفع عنهم فواتير الكهرباء لكن الشركة لم تقم بوضع محول يتحمل كل هذا الضغط.


يضم المعمل نحو 100 موظفا وعاملا 40 في المئة منهم من منطقة المنية، وتبلغ قدرته الانتاجية نحو 450 ميغاوت، اي بمعدل 30 في المئة من انتاج الكهرباء في لبنان، وقد تناوبت على تشغيله شركة ايطالية، قبل ان يتم ابرام اتفاق قبل سبعة اشهر مع شركة اميركية تتولى عملية الصيانة والانتاج، حيث يتهمها ابناء المنطقة ومن خلفها شركة كهرباء لبنان، بانهما يضربان بعرض الحائط كل شكاوى الاهالي ولا يلتزمان بالشروط المطلوبة لجهة صيانة المعدات المخصصة لمراقبة التلوث ومعالجته، فضلا عن عدم تامين الكهرباء.


بالامس نقل ابناء المنطقة اعتراضاتهم الى الشارع، ونفذوا اعتصاما تحذيريا طالبوا فيه بتأمين الكهرباء للمنطقة بشكل دائم، كتعويض للاهالي عن الاضرار التي تلحق بهم، وهددوا باللجوء الى التصعيد في حال لم يصر الى تلبية طلبهم، وصولا الى المطالبة بنقل المعمل الى منطقة اخرى، وفق ما اكد رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير.


وقال الخير: "إن المعمل يشكل كارثة بيئية بحق أهالي منطقة المنية ومدينة البداوي، حيث هناك ارتفاع ملحوظ بأعداد المصابين بالأمراض السرطانية، ولكن للأسف حتى الدولة والوزارات المختصة لم تكلّف نفسها عناء إجراء الإحصاءات الدقيقة واللازمة التي تضع الأمور في نصابها الصحيح، وتقف على معالجة هذه المعضلة".


واضاف: "لقد انشىء هذا المعمل رغم اعتراض الاهالي على موقعه، وجرى تمديد خطوط التوتر العالي فوق المنازل، وقد تحملنا الكثير ولكن ان يصل الامر الى حرماننا من الكهرباء، فهذا الامر لم نسكت عنه وسنواصل تحركاتنا حتى نحصل على حقنا اسوة ببقية المناطق التي تقام فيها معامل وتحصل على مكتسبات منها.


وختم: المعمل بالنسبة لنا وباء، ومن يريده فلياخذه الى منطقته، لانه من غير المنطقي ان يموت اولادنا وان نخسر ارزاقنا، فيما غيرنا يتنعم بالكهرباء". 





أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024