منذ 7 سنوات | العالم / روسيا اليوم

اجتمع موظفو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لأول مرة بمرشح الحزب الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، يوم الأربعاء 17 أغسطس/آب 2016.

وقد تم ذلك لاستعراض أبرز التهديدات الأمنية للبلاد، عقب انتقاده أداءها. واستمر الاجتماع المغلق، الذي عقد في مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك، لمدة ساعتين بحضور مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كليبر، ومحافظ نيوجيرسي كريس كريستي، والجنرال المتقاعد مايكل فلين.

 فعقب اتهام المدير السابق للـ "سي آي إي" مايكل جي موريل، في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" في الخامس من الشهر الجاري، مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، بأنه "عميل للاتحاد الروسي من دون أن يدري". وأنه، أي ترامب، لا يعرف كثيراً في قضايا الأمن القومي، وقد يشكل خطراً على مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية، جاءت ردة فعل الاستخبارات على عكس ما تمنى موريل؛ إذ تم عرض عدة ملفات أمنية وقومية حساسة على ترامب لمعرفة رأيه فيها وكيف يمكنه التعامل معها.

وأثار دونالد ترامب الجدل بعد تصريحات أطلقها في تجمع لداعميه بمدينة ويلمينغتون بولاية نورث كارولاينا في 16 من أغسطس/آب 2016، رأى كثيرون من المحللين أنها تحمل تهديداً مباشراً ضد منافسته مرشحة الرئاسة هيلاري كلينتون. وكانت البداية بتصريح رئيسة الاستعلامات في الوكالة "كاثي ميلون"  لشبكة الـ "CNN"، بأن الوكالة على علم كامل بتصريحات ترامب، التي رأى فيها الكثيرون تهديداً مباشراً ضد كلينتون.

في البداية حاول مدير الوكالة السابق موريل الإيقاع بترامب وإيقاف تقدمه في الانتخابات الرئاسية؛ ما دفع ترامب إلى الرد على الوكالة بصفة عامة للإعراب عن عدم ثقته بها. ووفق عدد من الصحف والمواقع الإخبارية الأمريكية، كانت ردة فعل ترامب على تلك التصريحات عفوية. إذ رأى ترامب أن وكالة الاستخبارات المركزية يجب أن تهتم بقضايا كان يمكن أن توفر على الخزانة الأمريكية أكثر من 4 تريليونات دولار؛ وهي كلفة حروبها الخارجية منذ عام 2003.

من جانبها، ذكرت محطة "فوكس نيوز" أن الجنرال المتقاعد مايكل فلين، مستشار ترامب، حضر جلسة الإحاطة مع وكالة الاستخبارات المركزية، وأن المسؤولين الذين أداروا الجلسة، التي استمرت نحو ساعتين، كانوا "محترفين بكل معنى الكلمة"، وأنها شهدت حوارًا رائعًا"؛ حيث كان ذلك الاجتماع يشبه تحضير للمرشحين للرئاسة الأمريكية للمسؤوليات التي قد تلقى عليهم في حال فوزهم بمنصب الرئاسة. وكان هذا الاجتماع لاستيضاح رأي ترامب حول عدة قضايا تهم الأمن القومي الأمريكي، ومنها: العراق وسوريا وافغانستان وليبيا وغرب أفريقيا. وحسب محطة "ABC" فقد كان الاجتماع مع كبار الشخصيات الأمنية في الوكالة. 

وتجدر الإشارة الى أنه على الرغم عدم ثقته بها، فقد تلقى ترامب تقارير الاستخبارات من مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في شهر يونيو/حزيران الماضي. وكان اجتماع الوكالة يوم 17 أغسطس 2016 لسماع رأيه حول تلك القضايا، وفق "Business Insider".  وكانت صحيفة الـ "واشنطن بوست" قد أشارت إلى أن "اجتماع الاحاطة والاستماع إلى ترامب كان بهدف الإفادة السرية للغاية، حيث يحصل عليها كل مرشح وهي أمر اعتيادي لتجنب أي شكل من أشكال التحيز".

كما أنه يمكن للمرشحة الديموقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون حضور جلسات الإفادة بشكل منفصل. إذ يقوم مكتب مدير الاستخبارات بتنظيم هذه الاجتماعات التي تهدف عامة إلى تزويد كلا المرشحين بمعلومات عن واقع التهديدات العالمية التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأعوام الأربعة المقبلة.   

وفي المقابل، قالت محطة "NBC": "لم يطلع ترامب على أي معلومات حول العمليات الاستخباراتية أو التجسسية". وأضافت أن ترامب قلل من أهمية هذا الاجتماع، مشيرة إلى مقابلة محطة "Fox News" معه حول المعلومات التي نقلتها إليه الاستخبارات الأميركية، إذ قال: "ليس صحيحا. انظروا إلى ما حدث خلال السنوات العشر الأخيرة. لقد كان الوضع كارثياً".

وكان الديمقراطيون قد شعروا بقلق من جراء إمكان حصول ترامب على معلومات حساسة؛ حيث أطلق الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنفسه تحذيراً مبطناً في هذا الإطار خلال مؤتمر صحافي في 4 أغسطس/آب 2016، حين قال: "إذا أرادا أن يصبحا رئيسين، فعليهما التصرف مثل الرؤساء".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024