تمّ الكشف عن فتاة عمرها 35 عاماً تعيش في إسطبل للحيوانات منذ أن بلغت التّاسعة من العمر. بلا ثياب، بلا نظافة، وتعيش بين الحيوانات وكأنّها منهم تأكل معهم وتنام بجانبهم؛ هذه المرأة مريضة نفسيًّا منذ أن بلغت التّاسعة من العمر، ومرضها جاء نتيجة طلاق والديها، والصدمة التي حصلت لها بسبب ذلك.

والغريب في الأمر هو أنّ أمّها لم تعد تسأل عن ابنتها المريضة بعد أن عاشت حياتها بعد طلاقها وتزوّجت ثانيّة، والأب وهو طبيب يعمل ويقطن بتونس العاصمة تزوّج ثانيّة وترك ابنته بعد مرضها عند أمّه القاطنة بأحد أرياف مدينة القيروان.

والجدّة بلغت اليوم من العمر عتيًّا وشارفت على الخامسة والثّمانين ولم يعد بإمكانها العناية بالبنت المريضة، ولم تعد قادرة على السيطرة عليها.

وبعد التفطّن إلى هذه الحالة المأساوية توجّهت أنيسة السّعدي مندوبة وزارة المرأة والأسرة والطفولة، إلى المكان مرفوقة بالحرس الوطني لمعاينة الوضع المزري للمرأة المريضة، وتم نقل المريضة على متن سيّارة إسعاف إلى مستشفى "ابن الجزّار" بمدينة القيروان وإيواؤها بقسم الأمراض النفسيّة.

وفي لقاء له مع إذاعة "موزاييك إف إم"، قال الممرّض الذي انتقل في سيارة الإسعاف لجلبها إنه "وقف على مشهد مرعب صادم، ووجد امرأة حافية عارية في إسطبل وكأنّها تعيش في الأدغال في العصر الحجري، وقد تم سترها بما أمكن من ثياب وحقنها لتهدئتها".

أمّا ابن خالها، فحاول إيجاد مبرر بالقول أن السّلطة على علم بحالتها، ولكنها لم تتحرك وأن الجدة كبرت ولم تعد قادرة على العناية بها، خاصة أن المريضة تمزق كل فراش ولباس وأنها تعيش معزولة منذ 17 عامًا، وأنه تم إيداعها في ركن قصي من المنزل؛ نظرًا لرائحتها الكريهة ورفضها النوم على فراش.

وهزت هذه القصّة الرأي العام التونسي، وحمّل الناس المسؤوليّة كاملة للأب الذي مهما كانت الأسباب والظروف كان بإمكانه العناية بابنته المريضة وإيداعها بأحد مستشفيات الأمراض النفسية والعناية بها طبيًا، علمًا بأن سبب مرضها هو الطلاق الذي حصل بين والديها.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024