رفعت إسرائيل وتيرة انخراطها في المشهد السوري، عبر حضورها عسكرياً في القنيطرة؛ إذ نفذت 3 ضربات على مدى 48 ساعة استهدفت تمركزات وتحركات الجيش السوري في المنطقة الحدودية مع هضبة الجولان المحتلة، بالتزامن مع المساعي الدولية لإنشاء قوة مراقبة لمناطق تخفيف التوتر، تشمل الجنوب السوري أيضاً، وذلك في وقت حاول فيه الناطقون العسكريون «الطمأنة» بأنه لا يوجد خطر حرب بين إسرائيل وسوريا.

وكان الجيش السوري قد حذر، ليلة أمس، إسرائيل من استمرار هجماتها على الحدود، وحملها المسؤولية عن الأبعاد الخطيرة لتكرار هذه الهجمات. جاء هذا التحذير في أعقاب قيام الجيش الإسرائيلي، يومي السبت والأحد، بتدمير دبابتين و3 بطاريات مدفعية وشاحنة ذخيرة تابعة لقوات الجيش السوري، شمال الجولان الشرقي، وذلك في أعقاب استمرار سقوط القذائف في الجولان المحتل منذ يوم الجمعة الماضي. ونفذت إسرائيل عملياتها بغارات لسلاح الجو.

وفسر خبراء عسكريون في إسرائيل، أمس، ما يحدث على الجبهة الإسرائيلية - السورية بقولهم: «إسرائيل ليست جزءا من الحرب، وجميع العناصر المتحاربة في سوريا تعرف ذلك. إنما إسرائيل أيضا لا تقبل أن يصبح سقوط القذائف على مناطقنا عادة، ولكن النظام السوري يدخل في حالة عصبية تفقده البوصلة». وقال مصدر عسكري في تل أبيب: «في هذه الأثناء، في هضبة الجولان، قرب الحدود الإسرائيلية، تم تسجيل تحرك خفيف بالذات في الاتجاه المعاكس، حيث شنت تنظيمات المتمردين السنّة هجمات على قوات الأسد في منطقة الخط الفاصل بين الطرفين، بين القنيطرة القديمة والقنيطرة الجديدة». وكما يبدو، فإن الجيش السوري يتخوف من نجاح المعارضين في التقدم نحو طريق دمشق - القنيطرة وقطع شريان المواصلات الرئيسي بين دمشق والجولان. ويوم السبت الماضي وقع تبادل مكثف للنيران في المنطقة، فقد أطلقت القوات السورية قذائف «هاون» وقذائف دبابات باتجاه المتمردين، فسقطت 10 منها على الأقل في الجانب الغربي من السياج الحدودي، في هضبة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل. وردا على ذلك، دمر الجيش الإسرائيلي دبابتين وموقعا عسكريا للجيش السوري، ما أسفر عن مقتل شخصين. وصباح الأحد، حذر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو السوريين من مواصلة إطلاق النار، لكنه في ساعات الظهر تسللت عدة قذائف أخرى إلى المنطقة الإسرائيلية. وقام الجيش الإسرائيلي بشن هجوم آخر على الأراضي السورية ردا على سقوط القذائف.

ويقول الإسرائيليون إن تبادل الضربات هذا نتاج للاعتراف بأن «داعش» قد هزم في سوريا والعراق. وجميع الأطراف الضالعة في القتال مستعدة لـ«اليوم الذي يتلو سقوط التنظيم»، بهدف السيطرة على المساحات التي كان يحكمها.

وبينما لم يدرج اتفاق «مناطق خفض التصعيد» في سوريا منطقة القنيطرة، وبموازاة المعلومات عن محادثات أميركية - روسية لإنشاء منطقة آمنة في جنوب سوريا، ضاعفت إسرائيل حضورها في المشهد الميداني. ولا ينظر مصدر سوري معارض إلى الحادثة بوصفها انخراطاً إسرائيلياً فعلياً في المشهد؛ إذ وضعها في سياق «الضربات التحذيرية لإيران من التمدد في الجنوب السوري». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن الرسالة من الضربات «تفيد بأنه ممنوع اقتراب إيران إلى الجولان، خصوصا أن الضربات تزامنت مع معارك بين الجيش السوري والمعارضة في المنطقة، وأنها تضع خطوطاً حمراء أمام اقتراب إيران، وأنها قد تواجه هذا التمدد وتدعم المعارضة السورية لمواجهته». وأعرب عن قناعته بأن هذه الضربة «غير بعيدة عن التفاهم الإسرائيلي مع روسيا، كون موسكو لم تصدر أي بيان إدانة أو تعليق على الضربات الإسرائيلية».



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024