منذ 6 سنوات | لبنان / الديار




اذا كانت الادارة الاميركية بقيادة الرئىس دونالد ترامب جادة في محاربتها للارهاب في المنطقة، فذلك يبدأ اولا من خلال دعمها للجيش اللبناني، اما اذا اختارت واشنطن وقف تزويد المؤسسة العسكرية بالمساعدات والتعاون معها، فذلك مؤشر واضح، ان «نوايا» الولايات المتحدة غير سليمة وغير صادقة في مكافحة الارهاب. ذلك ان الجيش اللبناني هو صمام الامان للبلاد وهو الدرع الذي يحمي اللبنانيين من المتشددين الاصوليين وهو الذي يقاوم الارهابيين على الحدود الشرقية بعد ان تفشوا في سوريا امام اعين التحالف الدولي التي تقوده اميركا.

وانطلاقاً من ذلك، هل يكون اضعاف الجيش عبر قطع المساعدات العسكرية عنه امراً ايجابياً في الاستراتيجية الاميركية ضد الارهاب؟ هل تطويقه يؤدي الى اضعاف الارهابيين ام الى خدمتهم؟ هل ضعف التنسيق بين الاجهزة الامنية اللبنانية شأن اميركي ام شأن لبناني؟ وهل الانتقام من حزب الله عبر معاقبة الجيش اللبناني امرا منطقيا ام انفعالياً هستيرياً؟

واشنطن التي تصنف حزب الله مجموعة ارهابية، عازمة على تدمير لبنان باسره لمواجهة المقاومة، ولذلك تتردد المعلومات التي تفيد بأن ادارة ترامب قد توقف المساعدات عن الجيش اللبناني، علماً أن هذه القرارات تصب كلها في خانة خدمة الارهاب وليس العكس. الجيش اللبناني والاجهزة الامنية استطاعت احباط عدة عمليات ارهابية في عدة مدن لبنانية، كما دفنت في مهدها نشوء خلايا ارهابية تخطط لتنفيذ تفجيرات واعمال عدائية، في حين كانت بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الغربية عرضة لهجومات ارهابية. وعلى الحدود الشرقية اللبنانية، تمكن الجيش اللبناني من التصدي لاكثر من مرة لمحاولات الداعشيين واخواتهم من التسلل الى الداخل اللبناني واستيلائهم على مناطق لبنانية.

والحال ان التقارير التي ارسلتها السفيرة الاميركية لدى لبنان الى وزارة الخارجية ارتكزت فقط على الجانب السلبي من الامور مظهرة جزءاً صغيراً من الواقع اللبناني ومتجاهلة كل المعطيات الاخرى. اضف على ذلك، المعلومات التي تتردد بان الادارة الاميركية تتهم الجيش بالتواطؤ مع حزب الله في حين لولا قيام حزب الله برد الارهابيين على الحدود الشرقية وتصدي الجيش لهم لكانوا دخلوا مناطق لبنانية عدة. اما واشنطن والتي شكلت تحالفا دولياً لمحاربة «داعش» فلم تقدم العون في محاربة التطرف على حدودنا والاسوأ من ذلك انها لم تضرب «داعش» بشكل جدي في سوريا بل رسمت له خطوطاً حمراء ممنوع عليه تجاوزها. واليوم تحارب واشنطن «داعش» بواسطة الاكراد في الرقة ولكنها لا تضربهم في مناطق سورية اخرى.

وفيما يتعلق بحزب الله، تصب ادارة ترامب غضبها عليه وتصفه بانه ميليشيا ارهابية رغم ان حزب الله هو في الحقيقة من يقاتل المتطرفين والاصوليين والارهابيين في حين لم تعد تشترط الادارة الاميركية رحيل الاسد لارساء الحل في سوريا. فلماذا تنتقم واشنطن من حزب الله وتغرق في حقدها الذي قد يطال الجيش اللبناني؟

ان الجيش اللبناني هو سياج لبنان والمؤسسة العسكرية التي تقف بوجه الارهابيين فاذا اختارت واشنطن وقف المساعدات تكون ضلت طريقها في مكافحة الارهابيين وامعنت في خلق تربة خصبة للاصوليين.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024