منذ 7 سنوات | لبنان / الأخبار








أمنياً، لم يكن مخيم عين الحلوة أكثر هدوءاً مما كان عليه أمس. حالٌ من الارتياح تسود مخيم الشتات الأكبر، بعدما ارتضى عشرات المطلوبين تسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية. فخلال يوم أمس وحده، بلغ عدد المطلوبين الذين سلّموا أنفسهم للجيش والأمن العام سبعة أشخاص. وبدا لافتاً أنّ حملة «التوبة» هذه جاءت عقب التصعيد الإعلامي بشأن تورّط أفراد من المخيم بالإعداد للقيام بأعمال أمنية لمصلحة تنظيم «داعش». وبحسب المعلومات، بادر هؤلاء المطلوبون إلى تسليم أنفسهم «استفادة من أجواء التسهيلات والتنسيق التي تطغى على العلاقة بين الفصائل والقوى الفلسطينية واستخبارات الجيش في الجنوب، ولتشجيع المطلوبين على تسوية ملفاتهم».


وفي هذا السياق، تكشف مصادر عسكرية أنّ «تهافت المطلوبين لتسليم أنفسهم جاء بعد فترة اختبار نيّات بين الأجهزة الأمنية والمطلوبين»، مشيرة إلى أنّ هؤلاء ترقّبوا تعاطي القضاء مع عدد من الموقوفين الذين سلّموا أنفسهم، ولا سيما أمير «جند الشام» السابق أبو العبد محمد شمندور، شقيق الفنّان التائب فضل شاكر. 


وبالفعل، فقد جرت الموافقة على إخلاء سبيله بعد ثلاثة أسابيع، بعدما تبيّن أنّه غير متورّط في الأحداث الأمنية. وبناءً عليه، كرّت السبحة بعدما لمس هؤلاء جدية وعدالة القضاء في التعاطي مع ملفاتهم. وعلمت «الأخبار» أنّ «الشيخ أياد أبو العردات، المقرّب من اللواء عباس إبراهيم والعميد خضر حمود، لعب دوراً أساسياً في تشجيع المطلوبين على تسليم أنفسهم مع ضمانة بمعالجة ملفاتهم بجدية والإسراع في تسويتها»، ولا سيما المطلوبون غير المتورطين في قضايا كبيرة. وقد دخل على خط الوساطة أيضاً المتحدث باسم «عصبة الأنصار» الشيخ أبو شريف عقل، باعتبار أنّ ذلك يلعب دوراً في تنفيس التوتر الأمني في المخيم.


أما في ما يتعلق بالمطلوبين الذين سلّموا أنفسهم، فإنّ كلاً من مروان صلاح وغالب حجير والإسلامي بلال البدر وشقيقي الأخير أحمد وشراع وابن شقيق أسامة الشهابي طارق (سلم نفسه لشعبة المعلومات في الأمن العام)، وإبراهيم عطية وأحمد ورد، يدخلون في خانة أصحاب «الملفات الأمنية غير الخطيرة التي تنحصر بتهم الانتماء إلى تنظيمات إرهابية»، بحسب المصادر المواكبة لملف التسوية القائم.

 وبالنظر إلى مصير من سبقهم بتسليم نفسه، فإن إخلاء سبيلهم لن يكون بعيد الأمد. على صعيد متصل، وفيما توقعت المصادر أن يقوم بعض الإسلاميين بتصعيد أمني في المخيم بعد أن حل «الشباب المسلم» نفسه ورفع الغطاء عن أي مجموعة تبادر إلى افتعال اشتباك أو إشكال، اعتبرت مصادر مقرّبة من الإسلاميين المتشددين في مخيم عين الحلوة أن قرار حلّ التجمّع رسالة إيجابية من الإسلاميين بأنّهم يشاركون في سحب فتيل التفجير، بعد كل التهويل بإمكان حدوث تفجير للوضع الأمني في لبنان انطلاقاً من المخيم. وتجدر الإشارة إلى أن التسليمات قابلها استمرار مغادرة شبان من عين الحلوة للقتال مع داعش والنصرة في سوريا والعراق


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024