منذ 6 سنوات | خاص / خاص - LIBAN8

  مع تشكيل الحكومة الجديدة رحل رجل الانسانية وائل ابو فاعور عن وزارة الصحة واضعًا في سجله نقطة مميزة وخطوة استثنائية تتعلق بالتغطية الاستشفائية المجانية على كل الأعمال الطبية التي تجري في المستشفى لمن تخطى الـ64 عامًا لكنه ترك لخليفته الوزير غسان الحاصباني الكثير من الامور التي قد يقدّمها للبنانيين ليُقال عنه "الرجل المناسب في المكان المناسب" ومن بين هذه الخطوات تأمين الاستشفاء المجاني للأطفال .. 

ففي حين تتناحر الأحزاب السياسية لاقرار قانون انتخابي يضمن بقاءهم في السلطة ويعزز دورهم ، تتفشى ظواهر القتل والانتحار في لبنان والتي ينسبُها الغالبية الى غياب هيبة الدولة والفقر الذي يغزو العائلات اللبنانية نتيجة قلة فرص العمل التي صنعتها تبعات النزوح السوري ولعلّ الظاهرة التي لم يأت على ذكرها أحد والتي خٌلقت من رحم اهمال الدولة لأدنى حقوق المواطن "طلب المساعدة المالية لعلاج الأطفال على صفحات التواصل الاجتماعي " 

ففي حين أقرت جمعية الأمم المتحدة  في المادة 24 من اتفاقية حقوق الطفل " بحقه في التمتع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه وبحقه في مرافق علاج الأمراض وإعادة التأهيل الصحي،تبذل الدول الأطراف قصارى جهدها لتضمن ألا يحرم أي طفل من حقه في الحصول على خدمات الرعاية الصحية هذه." وفي حين يُعالج الأطفال بشكل مجاني في سوريا التي تعاني من ازمة حرب لمدة 5 سنوات على التوالي يموت أطفال لبنان على أبواب المستشفيات في حال لم تٌقدم لهم المساعدات من اصحاب الأيادي البيضاء..

 ورغم شريعة الغاب التي تتحكم بتصرفات اللبنانيين إلا أن المواقف الانسانية ما زالت تأخذ حيّزا كبيرًا من اهتماماتهم، فالطفل كرار الذي احتاج لعملية زرع كبد أنقذه "التعاطف" على الفيسبوك من الموت المحتّم كذلك على خطى أهل ابن السنتين لجأ الطفل مارون قزي الى طلب المساعدة على الفيسبوك لإجراء عملية في ايطاليا مستغلًا شهرته كما أقدمت والدة الطفلة ليلى أكعميش التي تعاني من سرطان الدم إلى طلب المساعدة من اصحاب الخير لاجراء عملية مستعجلة وعلى خطى هؤلاء الأطفال تداول ناشطون يوم أمس صورة للطفل "محمد حسين قشاقش البالغ من العمر 12 سنة" طلبوا خلالها مساعدته لتأمين كلفة عملية "زرع عظم" نظرًا لوضعه المأساوي.. 

هؤلاء ليسوا إلا غيض من فيض من اطفال لبنان الذين يعانون من إهمال الدولة لواجباتها اتجاهمم ، وان كانت وسائل التواصل الإجتماعي ساهمت إلى حد كبير في تأمين العلاج للأطفال عبر المساعدات والتبرعات فإن أطفال لبنان من أقل حقوقهم "الاستشفاء المجاني" باعتبارهم جيل لبنان الواعد .. 

فهل سيسير وزير الصحة الجديد على خطى السابق؟

 الإجابة رهن المستقبل






















أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024