يكفي هدرًا لأرواح عانقت الحياة بأحلام مستقبلية وتمسّكت بحبل العمر سنوات وسنوات حتّى جاء الوحش قاطعًا هذا الوصل، مسبًّبا التعاسة لوالدة وزوجة وشقيقة وأصدقاءـ يكفي استهتارًا بحياة آخرين في وطن انتفض شعبه لوفاة امرأة على يد طبيب مشهور رغم عدم اصدار أي تعليق من الطبيب الشرعي حتى الآن ولم ينتفض ثأرًا لطفلة لم تر من الحياة الا جميلًا وشابا خطّ حياته بأسلوب هندسي وفتاة في ربيع العمر حفرت ابتسامتها في قلوب أصدقائها ذكرى لن تمحى.  

"أصدروا حكم الاعدام"، علّقوا المشانق ليكون عبرة"، "اقتلوه كما قتله".. عبارات لم تتعدّ حدود التعليقات في أي خبر يتعلق بجريمة قتل وانتفاضة في العالم الإفتراضي لم يأخذ أي ضجة إعلامية تُذكر بسبب انشغال هذا العالم بما هو أهم بالنسبة إليه "وسامة جبل، خطأ طبيب مشهور إن وُجد، الجوع في شهر رمضان" أمّا الوطن الذي بدأ بالإنحدار إلى الهاوية نتيجة شريعة الغاب التي تحكمه فلا بأس ان ثرنا باحتجاج لا يصل الى آذان المسؤولين

    8 ضحايا على الأقل في اسبوع واحد من شهر حزيران ينتظرون من الشعب الثأر لهم في محكمة العدالة من خلال اطلاق صرخة اعادة "تعليق المشنقة" لكل من يقضي على حلم آخر برصاصة الصمت الأبدية.. 

 رصاصة قد تكون مقصودة طوت صفحة لميس نقوش ابنة الـ8 سنوات وأخرى عن طريق الخطأ استقرت في رأس ابنة الـ17 عامًا ، سلاح ابيض قتل ابن الـ26 عامًا "ايلي كريدي" في ادونيس وجريمة مروّعة ادت لقتل الشاب روي حاموش ابن الـ24 عامًا الذي لم يع ان يوم ميلاده نفسه اليوم الذي خط نهاية لحياته على ايدي وحوش بشرية.. 

 تلاسن حاد في قضاء المتن أدى ألى موت الشيخ نضال الدنف مشهور واشكال على افضلية مرور فجر اليوم أدت لمقتل كل من عمار الاشقر و علي عيد في بلدة كفرملكي-عكار..  

أخيرًا وليس آخرًا.. مقتل اسماعيل زعيتر  في رياق الذي سُجن لـ11 عامًا  ثأرًا نتيجة قتله لأحد أشقاء القتلة أمام عائلته ورقصهم فرحًا أمام عائلته وذلك وفق نظام العشائر.  جرائم لن تنتهي اليوم أو غدًا، سلاح متفلّت  في يد "ألزعران" يحصد أرواحًا وألم لا يبقى إلا في قلب والدة لم تصدّق ان طفلها "الكبير" عاد جثة وصرخة شقيقة "اعدموا القاتل" لم يسمعها المسؤولون حتى الآن.  

فإلى متى سيبقى شبابنا ينضمون إلى لائحة "الموت على يد الزعران" وهم المقتنعون على صفحات التواصل الإجتماعي بأنّ  شعب لبنان قد يصل إلى مرحلة "كلٌ يقتل بعضه" في حال لم يصبح المجرمون عبرة ؟