منذ 6 سنوات | خاص / خاص - LIBAN8


سرطان أتلف معنى الرجولة في لبنان تجلّت ترجمته بمسلسل جرائم التعنيف المستمر ضد المرأة التي تدور أحداثه في وطن واحد لكن الذكور من مجتمعين يختلفان في العادات والتقاليد وحتى في الأسباب التي تدفعهم إلى القتل والضرب المبرح متجاهلين معنى الرجولة الحقيقي. 

 مرض مميت ضرب قلب المجتمع من السوريين المتواجدين في لبنان إلى اللبنانيين فأصبحت الجرائم ضد المراة أمرا غير مفاجىء إذ منذ آذار 2017 حتى اليوم وقعت 6 حالات تعنيف اُعلن عنها في الإعلام بينها 5 حالات أدت إلى موتهن وحالتين ما زلن يصارعن للبقاء على قيد الحياة.. 

 بعد حجرة على الرأس جانب المقبرة ودعت ريان إيعالي من شمال لبنان الحياة تاركة وراءها 3 أولاد لتكون بذلك أول حالة موت جراء التعنيف في العام 2017  ولأن لا قانون ذات ثوابت قوية يردع مثل هذه الجرائم تكرر مسلسل الجرائم والتعنيف ضد المرأة لتكون ابنة بلدة حبوش  سماح  الضحية التالية والتي وثقت بمروان إلا أن الحقائق التي كُشفت عنه جعلها ترفض فأشهر مسدسه واضعًا حدًّا لحياتها ثمّ حياته وكأنّ أحدًا نصّبه قدرًا يحدد مصيرها..  

مسلسل الجرائم لم يقف هنا إنما هزّت صور يوم أمس جريمة أخرى راحت ضحيّتها المعلمة "ماجدة حيدر"بعد طعن تعرضت له من قبل زوجها الذي اعترف اثناء التحقيق معه بجريمته نتيجة للخلافات الدائمة وزواجه بأخرى ..

  جرائم القتل هذه تخللها جريمة وحشية كانت ضحيتها الفتاة السورية أمل علي الخليل بعدما أقدم زوجها محمد هلال الخليل على سحب أسنانها بقاطعة حديد وإدخال شيش حامي في جسدها وضربها وذلك في بلدة سرعين لأنها "وسخة" على حد تعبير والدتها .

.واليوم أيضًا تعرّضت اللبنانية "خ.ح" الى الضرب المبرح  بعصا ثم بقطعة حديد من قبل عم زوجها وابنه بعدما كانت تتعرض للتعنيف المستمر من قبل زوجها نُقلت على أثرها الى مستشفى اليوسف الطبي في عكار..

    وإن كان الإعلام لم يعلم إلا بهذه الحالات فهناك يوميًا امرأة على الأقل تتعرض للتعنيف الجسدي والمعنوي دون البوح بما يجري معها خوفًا على أولادها من التشتت أو من النظرة الدونية للمجتمع الجاهل الذي يعزز الذكورية ويفضّلها على المرأة.. هذا المجتمع نفسه الذي يدعو للعدالة بين الرجل والمرأة ويلقي اللوم عليها في حال خانها الرجل أو عنّفها.. 

   الأسباب التي تدفع الرجل لتعنيف المرأة..  

-من دون أدنى شك فإنّ حالات الضرب المتكرر لمرأة ما في أكثر الأحيان يكون نتيجة السكر أو تعاطي المخدرات أو العصبية فيستيقظ الزوج بعدها من نزوته لينهال عليها بكيل من الإعتذارات .. الأمر الذي تتقبله المرأة فتزداد الأمور عن حدّها وينتهي بها إلى قتلها.. 

 -إثبات للرجولة المزيّفة والتي يظن الرجل فيها أن بعضلاته يستطيع إخضاع المرأة وأن عملها يُختصر في خانة "الخادمة" وتأمين مقومات السعادة للرجل بينما لا يحق لها أن تجاهر بحقوقها.. 

-الشعور بالتقصير تجاه عائلته فيعوّض عن هذا النقص بالضرب ..  


القانون اللبناني المتعلق بالتعنيف الأسري..

 جرائم قتل عديدة ماضية لم يبت فيها القضاء اللبناني حتى الآن وإن بت ببعضها إلا أن العدالة لم تتحقق نتيجة للعقوبات المخففة التي طالت المجرم أو القاتل وما في قضية رولا يعقوب التي ما زال حقها مهدورا بين أدراج المحاكم منذ العام 2013 خير مثال، وإذ أن صدور قانون التعنيف الأسري  لم يستطع حتى الآن توقيف مسلسل الجرائم فلا بد من الاشارة إلى أنّ المجتمع الذي يرى في المرأة الحلقة الأضعف شريكًا في قتل وتعنيف إمرأة من بين كل 3 يوميًا.


الحلول المتعلقة بحالات التعنيف والقتل

وان كانت لا حلول جذرية لوقف الاضطهاد والتعنيف فإن معاقبة المجرمين دون المماطلة قد يشكل عامل ردع كما أن التحرر من قيود المجتمع عبر القول "لا  لممارسة الذكورية" قد ينقذ امرأة ما من براثن الوحوش البشرية..



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024