منذ 6 سنوات | صحة عامة / نصف الدنيا

الشعور بالوحدة هو شيءٌ دائماً ما نقرِنُهُ بالأجيال الأكبر سناً، في حين يعتقد الكثيرون أن الشباب هم الأكثر اجتماعية ومخالطةً بالناس وإنشاءً للعلاقات.

لكن يبدو أن هذا غير صحيحٍ نسبياً، يشير بحثٌ جديد إلى أنَّ الملايين من الرجال في جميع أنحاء المملكة المتحدة يُخفون مشاعر العُزلة، وأنَّ الرجال في عمر الـ35 هم الأكثر شعوراً بالأمر، بحسب النسخة البريطانية من "هاف بوست".

ووجدت الدراسة أنَّ ما يقترب من 8 ملايين رجل (بنسبة 35 %) يشعرون بالوحدة مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، في حين يتكرر الأمر يومياً مع حوالي 3 ملايين رجل (11%).

ويعاني أكثر من شخص من كل 10 رجال من الوحدة، ولكنَّهم لا يعترفون بذلك لأحد.

نُشر هذا البحث بمناسبة بدء حملة تسليط الضوء على معاناة الرجال من الشعور بالوحدة، والتي استمرت لمدة شهر، ونُفِّذَت برعاية لجنة جو كوكس البرلمانية المشتركة بين الأحزاب البريطانية، والمعنية بمشكلة الوحدة والعزلة بين سكان المملكة المتحدة.

وأطلق الحملة كل من راتشيل ريفيس (من حزب العمال) وسيما كينيدي (من حزب المحافظين) لتسليط الضوء على شعور الرجال بالوحدة، واكتشاف حلول عملية لمعالجة ذلك.

البحث، الذي أجرته منظمة Royal Voluntary Service، وهي منظمة تطوعية تهدف إلى مساعدة المحتاجين في جميع أنحاء المملكة المتحدة، كشف أيضاً مُسبِّبات الشعور بالوحدة.

اختلفت الأسباب

فهؤلاء الذين شعروا أو مازالوا يشعرون بالوحدة اختلفت أسبابهم: حوالي 18% منهم قالوا إنَّ السبب هو البعد عن الأهل والأصدقاء، ونحو 17% بسبب الانفصال عن شركائهم، وحوالي 17% بسبب البطالة، و17% بسبب وفاة أحد أفراد العائلة.

وقال أكثر من 25% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ65 والـ69 إنَّ التقاعد عن العمل هو سبب شعورهم بالوحدة.

وفيما يلي بعض النتائج الرئيسية الأخرى التي تضمنها البحث:

- سن الـ26 هو الوقت الذي يعتقد خلاله الرجال أنَّه كان لديهم أكبر مجموعة من الأصدقاء، بينما قالوا إنَّه في سن الـ38 كان لديهم أقل عدد من الأصدقاء.

- من بين الرجال الذين عانوا أو يعانون من الوحدة، كان الرجال في سن الـ35 هم الأكثر شعوراً بالأمر.

- أكثر من واحد من كل 20 رجل (بنسبة 7%) يقولون إنَّهم ليس لديهم أصدقاء، وهناك واحدٌ تقريباً من كل 10 رجال ممن لديهم أصدقاء (بنسبة 8%) يقولون إنَّهم ليس لديهم أي أصدقاء مقربين.

- فقط أقل من ثلاثة من كل 10 رجال (بنسبة 28%) يتقابلون ويتحدثون إلى أصدقائهم وأسرهم بانتظام.

- تقريباً واحد من كل 10 رجال (بنسبة 9%) لا يرون أي شخصٍ بصورة منتظمة.

- يقول الرجال الذين عانوا أو يعانون من الشعور بالوحدة إنَّها تؤدي إلى العُزلة (39%)، والاكتئاب (35%) وفقدان الثقة (27%).

"وباء صامت مختف"

ووصفت راتشيل ريفيس، الرئيس المشارك للحملة، الشعور بالوحدة بأنَّه "وباءٌ صامت مختبئ في كل عائلة وفي المجتمع البريطاني".

وقالت راتشيل: "بالنسبة للشهر القادم، سنكتشف كيف ولماذا يعاني الرجال من تجربة الشعور بالوحدة، والأهم من ذلك سنسلط الضوء على الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لمقاومة الأمر. الآن هو الوقت المناسب لكسر الصمت وبداية النقاش".

ولدعم الحملة، أنتجت شركة "Prudential UK" العالمية للخدمات المالية والتأمين على الحياة، وشريكة منظمة "Royal Voluntary Service"، فيلماً يتناول معاناة ثلاثة من الرجال كبار السن من الشعور بالوحدة، وتغلبهم عليه من خلال الدعم الاجتماعي.

وقال كين ستانير، أحد نجوم الفيلم من مدينة ستوك الإنكليزية: "كنت دائماً شخصاً اجتماعياً، ولكن وفاة زوجتي صدمتني، لم أر حينها أي شخصٍ لعدة أيام، وعانيتُ من الشعور بالوحدة بشكلٍ لا يُصدَّق".

وأضاف: "قررتُ فعل شيءٍ حيال ذلك، وسألتُ الناس إلى أين أذهب حيث يمكنني تعلُّم الرقص وتكوين صداقات، أخبروني عن نادي الرقص بمركز هانلي الاجتماعي، والذي تديره منظمة "Royal Voluntary Service"، وأحدث ذلك فارقاً كبيراً بالنسبة لي، الآن أيام الإثنين هي الأكثر إثارة ومتعة بالأسبوع".

ولدعم الحملة، شجَّعت اللجنة البريطانيين أيضاً على استخدام هاشتاغ #happytochat عبر الشبكات الاجتماعية كتويتر وفيسبوك لرفع مستوى الوعي بالأمر وإمكانية تأثيره على الكثير منا.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024