ذكرت صحيفة الغارديان ، إن إيران غيرت مسار الممر البري الذي تستخدمه للوصول إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، على خلفية تنامي قلق طهران من زيادة الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا.

وأوضحت الصحيفة أنه تم نقل الممر الجديد لمسافة نحو  140 ميلا جنوباً بالمقارنة مع المسار القديم، لتجنب الاقتراب من مواقع القوات الأمريكية التي حشدتها واشنطن في شمال شرق سوريا لمحاربة تنظيم "داعش". وحسب الصحيفة، يخطط الإيرانيون لاستخدام بلدة الميادين بريف دير الزور، التي مازال "داعش" يحتلها، كمركز لعمليات الترانزيت في شرق سوريا، وستتجنب الشمال الشرقي للمناطق التي يسكنها الأكراد.

وبحسب الغارديان، جاءت هذه التغيرات بأمر من قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني وأمين عام "منظمة بدر" والقيادي في "الحشد الشعبي" هادي العامري. ولفتت الصحيفة في هذا الخصوص إلى أن القوات التابعة للعامري تقترب حاليا من بلدة البعاج العراقية، التي ستصبح  حلقة وصل رئيسة في الطريق الإيراني المخطط له. وسبق لتقارير صحفية أن تحدثت عن تواجد زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في هذه البلدة مرارا خلال السنوات الثلاث الماضية.

وتابعت الصحيفة أن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا أثار قلق المسؤولين في بغداد وطهران. ونقلت الغارديان عن مصادر عراقية رفيعة المستوى أن القادة الإيرانيين يرون أن حشد القوات الأمريكية في سوريا يستهدف ردع طموحات طهران. وقال أحد المسؤولين العراقيين الكبار للصحفية أن الإيرانيين سيردون على ذلك ببذل جهودهم القصوى الإتمام مشروع الممر البري الجديد في أسرع وقت ممكن، وذلك سيعني بسط السيطرة على البعاج بأسرع وتائر ممكنة، ومن ثم طرد "داعش" من الميادين ودير الزور، قبل وصول الأمريكيين إلى تلك المناطق.

وحاولت طهران الحفاظ على مسار ممرها الحالي بأكبر قدر ممكن، وهو يبدأ من مدينة جلولاء التابعة لقضاء خانقين ضمن محافظة ديالى العراقية، ويتجه عبر مناطق جنوبي الموصل إلى قضاء الشرقاط، وثم شمالاً إلى تلعفر المحور الغربي الحدودي مع سوريا، دون المرور بقضاء سنجار. ويدفع هذا المسار الجديد بقوات الحشد الشعبي إلى الاشتباك المباشر مع قوات "داعش"، وهو أمر يحقق هدفين، هما تفعيل دور القوات المدعومة من قبل إيران في الحرب ضد الإرهاب، والتمهيد لتشغيل الممر البري الجديد.

وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين عراقيين أن المسار الجديد سيمر من دير الزور إلى السخنة في ريف حمص، ومنها إلى تدمر، ومن ثم إلى دمشق والحدود اللبنانية. ومن هذه النقطة، يفتتح الطريق إلى اللاذقية والبحر الأبيض المتوسط، وهو أمر يضمن لإيران طريق  إمداد بديلا لمياه الخليج التي تخضع للرقابة المشددة.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024