منذ 6 سنوات | صحة عامة / BBC



لدى الكثيرين منّا طرقٌ خاصة للتعامل مع ما بداخلهم من مشاعر وعواطف. فعلى سبيل المثال، قد تلجأ إلى تركيز اهتمامك على الشهيق والزفير، إذا ما شعرت بضغوط وذلك بهدف تهدئة أعصابك.

كما قد تسعى إلى الاستغراق في التأمل لمواجهة آلام الأسنان المبرحة. أما في حالة شعورك بالاكتئاب، فقد تحاول رفع روحك المعنوية وبعث البهجة في قلبك عبر تخيل نفسك في المكان الذي تشعر فيه بالسعادة أكثر من غيره. ويدرك من جربوا أساليب مشابهة لذلك أنها غالباً ما تؤتي ثمارها، ولكن بدرجات نجاح متفاوتة.

الآن، فلتتخيل أنه كانت لديك القدرة على رؤية ما يجري من نشاط دماغي داخل رأسك وقت حدوثه، وذلك خلال شعورك بأحاسيس ومشاعر مثل الألم أو القلق أو الاكتئاب أو الحزن أو الخوف أو السعادة. فعندها ربما يُماط اللثام بغتة عن الألغاز التي تكتنف أسباب شعورك بهذا الإحساس أو ذاك، وسترى بعينيك مدى فعالية الأساليب الذهنية البسيطة، التي تلجأ إليها للتعامل مع الانفعالات التي تجتاحك في حياتك اليومية، وهي ترتسم أمامك بوضوح وفي صورة ملموسة.

هذا هو المفهوم الذي تعتمد عليه تقنيةٌ جديدة تُعرف باسم "الرنين المغناطيسي الوظيفي لرصد نشاط المخ وقت حدوثه".

فهذه التقنية ستمكننا من أن نحصل على صورٍ للنشاط الذي يجري داخل المخ خلال ممارستنا حيلاً واستراتيجيات ذهنية، وهو ما سيتيح لنا الفرصة لتعلم كيفية التحكم - وبوعي - في مشاعرنا وأحاسيسنا والرغبات التي تجتاحنا، كما لو كنا نتحكم في مستوى الصوت في أي نظام صوتي مجسم.

ومن خلال ممارسة هذه التقنية والتدريب عليها، سيتسنى لك تعلم كيفية تعزيز قدرتك على التحكم في ذهنك وقدراتك العقلية، بشكلٍ مماثل لما يفعله لاعبو رفع الأثقال من تركيز في تدريباتهم على مجموعات بعينها من العضلات لتقوية قدراتها. كما يزيد ذلك من احتمال أن نشهد مستقبلاً ينطوي على إمكانيات جذابة ومحيرة في الوقت نفسه، فيما يتعلق بالقدرة على تطوير قدراتنا العقلية إلى آفاقٍ أبعد كثيراً من تلك المتاحة لنا في الوقت الراهن.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024