أعلنت القاهرة أن العلاقات المصرية - التركية تاريخية وأن الوضع الحالي غير طبيعي حسبما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، الذي قال إن بلاده ترحب بأي «جهد حقيقي وجاد» للتقارب مع أنقرة.


وأضاف أبو زيد في تصريحات لفضائية «سي بي سي» المصرية، أمس: «نرحب بأي جهد حقيقي وجاد للتقارب مع تركيا على أساس القانون الدولي واحترام حسن الجوار والتعاون بين الجانبين«. وأوضح أن «تطوير الوضع الحالي بين مصر وتركيا يجب أن يكون على أسس سليمة أهمها احترام إرادة الشعب المصري»، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية ـ التركية «تاريخية والوضع الحالي غير طبيعي«.


واعتبر المتحدث باسم الخارجية المصرية أن ثمة «رغبة في تركيا لفتح صفحات جديدة بالمنطقة(...) لمسنا ذلك في زيارة (الرئيس التركي رجب طيب) اردوغان الأخيرة إلى روسيا، وكذلك تطوير العلاقات مع دول الخليج»، مضيفا انه «في هذا الإطار نفسر أسباب التطور في التصريحات التركية بشأن مصر».


ورداً على سؤال حول ما تردد عن تحرك سعودي للتقارب بين مصر وتركيا، قال: «لم نرصد أي محاولات إقليمية أو وساطة في هذا الصدد«.


وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال استضافته من قبل محرري «الأناضول«: «نتمنى تطوير علاقاتنا مع مصر. في الحقيقة لم نتمن في أي وقت أن تسوء العلاقات، إلا أن الانقلاب أدى إلى حدوث انقطاع بطبيعة الحال، للأسف، فإن كل التحذيرات التي وجهناها خلال فترة الانقلاب حدثت، كنا قد قلنا بأن الانقلاب سيضر باستقرار مصر، وسيضع أمن البلاد في خطر«.


واستطرد قائلًا: «تواجه مصر في الوقت الراهن خطرًا على أمنها، وللأسف فإنها تشهد حاليا أزمة اقتصادية كبيرة، وفي حال أوقفت الدول دعمها ستنهار البلاد في أسبوع، حال مصر هذه لمنفعة من؟ نحن لا نريد أن نرى مصر هكذا، نريد أن نرى مصر عظيمة«.


وبين جاويش أوغلو أنه «إذا أرادت مصر أن تتخلى عن الهشاشة الداخلية التي تعيشها، وإنشاء ثقافة مبنية على المصالحة، فنحن مستعدون لمساعدتها في ذلك، العديد من المحكومين سجنوا بدوافع سياسية، هناك أحكام إعدام صادرة، كل ذلك ليس لصالح مستقبل مصر«.


ولفت إلى أنه «إذا أرادت مصر أن تخطو خطوات إيجابية فنحن مستعدون لمساعدتها، حتى في الوضع الراهن فهناك إمكانية لإجراء لقاءات على مستوى الوزراء، نحن نريد لمصر أن تتجاوز هذا المرحلة، وبإمكاننا العودة بعلاقاتنا إلى سابق عهدها«.


لكن الوزير التركي شدد على أنه «من غير الممكن في ظل استمرار هذه الإجراءات، تحسين العلاقات بليلة وضحاها، نتمنى أن تحدث تطورات بالمستوى الذي تحدثتُ عنه، وترجع علاقاتنا مع مصر إلى ما كانت عليها في السابق«.


وتشهد العلاقات بين القاهرة وأنقرة توتراً منذ الإطاحة بالرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، بلغ قمته في 24 تشرين الثاني 2013، عندما اتخذت مصر قراراً باعتبار السفير التركي «شخصا غير مرغوب فيه»، وتخفيض مستوى العلاقات الديبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال وردت أنقرة بالمثل.


وفي سياق متصل بالعلاقات المتوترة بين تركيا والولايات المتحدة منذ الانقلاب الفاشل الشهر الماضي، قال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن سيجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم خلال زيارة إلى تركيا هذا الشهر. 


وستكون زيارة بايدن لأنقرة في 24 آب الأولى لمسؤول أميركي كبير منذ محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في منتصف الشهر الماضي. ونقلت وسائل إعلام تركية عن يلدريم قوله إن موقف واشنطن تحسن بشأن تسليم الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة تلك.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024