فيما تحقق قوات البيشمركة الكردية المكاسب الاستراتيجية بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة باستعادة قرى مهمة قرب الموصل مركز محافظة نينوى من سيطرة تنظيم «داعش«، تصاعدت الخلافات بين السياسيين العراقيين على خلفية محاولة ميليشيات «الحشد الشعبي» فرض نفسها قسراً على عملية تحرير المدينة التي تعتبر عاصمة للتنظيم، وسط رفض احزاب ومرجعيات روحية وقيادات السنة، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف الى صدام شيعي ـ سني يحاول كثر تلافي الوصول اليه.


وأكد اثيل النجيفي محافظ نينوى السابق وقائد الحشد الوطني (تشكيل سني مسلح) وجود تحركات لدى ميليشيات الحشد الشعبي للمشاركة في معارك تلعفر وسهل نينوى والاقتراب من الموصل.


وقال النجيفي في تصريح صحافي امس ان «اتفاقات وتفاهمات ابرمت مع الولايات المتحدة في ظل التحضيرات الجارية لمعركة استعادة الموصل وطبيعة القوات التي ستشارك فيها»، مشيرا الى ان «القوات التي ستشارك في المعركة تتمثل بالجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية والحشد الوطني (السني) بالاضافة إلى الشرطة العراقية«.


وأوضح النجيفي أنه «هناك قوات أخرى ستشارك في معركة الموصل من خارج المدينة من بينها الحشد العشائري (السني)»، مؤكدا أن «الحشد الشعبي يريد المشاركة في معارك تلعفر وسهل نينوى ولكن حتى الان لم يصدر أي قرار من الحكومة بشأن مشاركته في معركة الموصل والاقتراب من الموصل»، ومشيرا إلى أن «أطرافاً تنتقد مشاركة الحشد الشعبي لعدم التعاون مع التحالف الدولي«.


وحذر السياسي العراقي غانم العابد من صدام شيعي ـ سني في حال دخول الحشد الى مدينة الموصل. وقال العابد وهو احد ابرز منظمي احتجاجات الموصل قبل سقوطها بيد «داعش« في تصريح صحافي، «لا نريد مواجهة أخرى مع الميليشيات الشيعية بعد التخلص من تنظيم داعش«. واضاف ان» الجميع يعلم بأن الجرائم التي ارتكبها مسلحو الحشد الشعبي في المدن السنية كانت كبيرة جدا، ونحاول منع الحشد من دخول الموصل من اجل عدم تكرار هذه الجرائم»، منوها الى ان «الحشد تورط بالأحداث الأخيرة في الفلوجة عندما قام باعتقال 7 الاف من أهالي الفلوجة وحجزهم ومات كثير من هؤلاء بسبب الحر الشديد والتعذيب والظروف القاسية«.


كما أوضح العابد ان «الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الوطني بالإضافة إلى 50 الفاً من قوات البيشمركة التي حققت في الفترة الأخيرة الكثير من الانتصارات، كافية جدا لاستعادة الموصل من داعش لذا لا حاجة للاستعانة بالحشد الشعبي من اجل المشاركة في المعركة كي لا تتسبب مشاركته بدمار الموصل«.


ويذكر ان اغلب القيادات السياسية السنية اعلنت رفضها الصريح لمشاركة قوات «الحشد الشعبي» في الحملة العسكرية الخاصة بطرد «داعش« من الموصل، وأبلغت واشنطن اعتراضها خشية حصول انتهاكات ضد المدنيين في المدينة ذات الاغلبية السنية خصوصا ان ما قامت به المليشيات المدعومة من ايران من اعمال خطف وقتل ونهب للممتلكات في المناطق التي شاركت في استعادتها من داعش، ما زال عالقا في الاذهان حتى الان ويثير انتقادات واسعة داخلية ودولية.


وحققت قوات البيشمركة الكردية مدعومة بغارات من مقاتلات التحالف الدولي هجوما صباح امس على مقاتلي «داعش« من محوري الخازر والكوير في إطار خطة للاطباق على معقل التنظيم في الموصل وتمكنت خلالها من السيطرة على 9 قرى بالكامل .


وتعتبر القرى التي تمت استعادتها في الحملة العسكرية التي ما زالت مستمرة حتى الآن، اهدافا استراتيجية مهمة بالنسبة لعملية تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش لكون بعض القرى تقع على مشارف المدينة التي سقطت بيد التنظيم قبل اكثر من عامين وتعتبر احد اهم معاقله.


واصبح بامكان قوات البيشمركة الكردية بعد تطهير القرى في محور الخازر والكوير استخدام الدبابات والهاونات لقصف معاقل تنظيم داعش خصوصا ان الموصل باتت تبعد نحو 20 كم عن اماكن تمركز قوات البيشمركة.


وقال اللواء عزيز ويسي قائد قوات النخبة في البيشمركة الكردية ان «القرى التي تمت استعادتها حتى الان هي أبزخ وقرقشة وتل حميد والتآخي وكنشي الصغيرة وشنف وسطيح وحميرة والعامرية«.


وبدأت قوات البيشمركة في الساعة الخامسة والنصف من فجر أمس عملية باشراف رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني من عدة محاور ضد تنظيم داعش بهدف استعادة 10 قرى في محوري الخازر والكوير، فيما حاول تنظيم داعش منع تقدم قوات البيشمركة باستخدام 5 سيارات مفخخة دون ان ينجح في تفجير أي واحدة منها.


وأعلن منصور البارزاني قائد قوات «كولان» الخاصة الكردية مقتل 120 مسلحاً من تنظيم داعش في المعارك الدائرة قرب الموصل. وقال ان «داعش لن يتمكن من الوقوف بوجه البيشمركة، لذا فهم يرسلون الانتحاريين والسيارات المفخخة وأسفر ذلك عن وقوع عدد من الضحايا والجرحى»، كاشفا عن تمكن «قوات البيشمركة بدعم من طيران التحالف الدولي من قتل 120 مسلحا من داعش«.


وفي الانبار (غرب العراق) تمكن مقاتلو العشائر السنية من احباط سلسلة عمليات انتحارية على نقاط تفتيش للقوات الأمنية شمال الرمادي.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024