تزامناً مع خوض قوات النظام معارك عنيفة في جنوب غرب حلب في محاولات عبثية ويائسة لاستعادة مواقع تقدمت اليها الفصائل المعارضة،كثفت الطائرات السورية والروسية ضرباتها خلال الساعات الـ24 الماضية على مناطق عدة في شمال وشمال غرب سوريا، متسببة بمقتل عشرات المدنيين, فيما وصلت سياسية الارض المحروقة الى بلدات ريف دمشق وخاصة داريا التي أمطرتها قوات النظام أمس بعشرات البراميل المتفجرة.

وعلى صعيد التصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية،اعلنت»قوات سوريا الديموقراطية» التي تحظى بدعم واشنطن امس عزمها على طرد الجهاديين من مدينة الباب بعد استعادتها مدينة منبج .

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس بغارات مكثفة استهدفت مناطق في جنوب وجنوب غرب مدينة حلب، حيث تدور معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل معارضة وجهادية.

وبدأت الفصائل امس هجوما عنيفا على حي جمعية الزهراء على الاطراف الغربية لمدينة حلب والواقع تحت سيطرة قوات النظام. 

واعلن فيلق الشام احد الفصائل المشاركة في الهجوم «بدء العمل العسكري بالتمهيد الناري الكثيف لتحرير جمعية ومدفعية الزهراء في حلب».

وبحسب المرصد وناشطين معارضين، بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة في الحي، من دون توافر حصيلة عن خسائر بشرية. 

ومساء امس، شنت الفصائل المعارضة هجوما عنيفا على منطقة مصنع الاسمنت في الشيخ سعيد المحاذي للراموسة.

 وبات مصنع الاسمنت الواقع جنوب شرق الراموسة ثكنة عسكرية لقوات النظام. 

وقال عبد الرحمن «انهم يريدون طرد قوات النظام لتعزيز مواقعهم وتأمين طريق الامدادات التي فتحوها». 

واحصى المرصد مقتل 45 شخصا على الاقل منذ السبت في الاحياء الشرقية ومناطق تحت سيطرة الفصائل في الريف الغربي جراء قصف مدفعي وجوي لقوات النظام والطائرات الروسية.

 كما قتل تسعة اشخاص اخرين على الاقل جراء قذائف اطلقتها الفصائل المقاتلة السبت على الاحياء الغربية في مدينة حلب.

 وتتزامن المعارك والغارات في حلب وريفها مع غارات كثيفة تستهدف منذ اسبوعين مناطق عدة في محافظة ادلب المجاورة في شمال غرب سوريا.

 ونفذت طائرات حربية وفق المرصد صباح امس غارات على مناطق عدة في المحافظة، ابرزها في مدينة إدلب واريحا وسراقب، وفق المرصد الذي احصى السبت مقتل 22 شخصا جراء اكثر من ستين غارة نفذتها طائرات سورية واخرى روسية.

 وبحسب المرصد، قتل 122 مدنيا على الاقل جراء الغارات السورية والروسية على مناطق عدة في ادلب منذ منذ بدء هجوم الفصائل في جنوب غرب حلب نهاية الشهر الماضي.

 وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «تكثيف القصف على محافظة ادلب تحديدا مرتبط بكون المحافظة تعد الخزان البشري لمقاتلي فصائل جيش الفتح» الذي تمكن الصيف الماضي من السيطرة بشكل كامل على محافظة ادلب. 

 واوضح عبد الرحمن ان «قوات النظام وحلفاءها هم حاليا تحت ضغط في حلب نتيجة الهزيمة الكبيرة التي تعرضوا لها على ايدي مقاتلي جيش الفتح وفصائل اخرى في جنوب غرب المدينة».

 وعلى جبهة أخرى في سوريا،اعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» التي تضم تحالفا من المقاتلين الاكراد والعرب عزمها على طرد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الباب بعد سيطرتها على معقلهم منبج في شمال سوريا. 

وقالت في بيان «نعلن تشكيل المجلس العسكري لمدينة الباب الهادف لتحرير أهلنا في الباب من مرتزقة داعش على غرار مجلس منبج العسكري الذي حرر منبج».

ومساء قتل وجرح العشرات أغلبهم من الجيش السوري الحر بعدما فجر انتحاري نفسه عند معبر أطمة الانساني في الجانب السوري من الحدود مع تركيا. وأفاد ناشطون أن التفجير حصل أثناء تبديل نوبات الحرس.

كما ذكرت وسائل اعلام تركية انه «قتل٣٥ شخصا وجرح ٥٠ آخرين من جماعات فيلق الشام وصقور الجبل ولواء الحمزة بانفجار عند معبر أطمة».

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها بلدة أطمة في محافظة إدلب (شمال سوريا) تفجيرات انتحارية، إذ استهدفت سيارة مفخخة في فبراير الماضي مستشفى البلدة، وألحقت فيه أضراراً كبيرة إلى جانب عشرات الضحايا والجرحى.

 سياسياً،كشفت صحيفة «وورلد تريبيون» الأميركية أن رئيس النظام السوري بشار الأسد زار روسيا سرا، قبيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأبلغ الأسد نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيعمل على ضمان هدوء الأوضاع على الحدود الإسرائيلية كما كانت هذه الجبهة لعقود، مقابل تقديم تل أبيب دعمها لنظامه.

وأشارت الصحيفة إلى أن كل الأحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة، أدت إلى ضمان أمن واستقرار إسرائيل أكثر من أي زمن مضى، باستثناء التهديدات التي تخشاها من الجبهة الشمالية، في حال تفرغ حزب الله من الحرب في سوريا ، وهنا يكمن دور الأسد بالتحديد وفحوى التطمينات التي نقلها سرا إلى بوتين.

ما يعيد للأذهان المعلومات التي تسربت سابقا عن طلب إسرائيلي عبر الوسيط الروسي بضمانات، للموافقة على تأجير هضبة الجولان السوري المحتل لـ99 عاما.

من جهة ثانية،قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، السبت إن أنقرة تتوقع حدوث تطورات «في غاية الأهمية» في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024