لأكثر من خمسة عشر عاماً، ارتبطَت المغنيَّة اللبنانيَّة، نجوى كرم، بشركة "روتانا"، وهي التي كانت من أوائل الفنانات في العالم العربي اللواتي انتسبْن للشركة السعوديَّة، مع انطلاقتها منتصف التسعينيات من القرن الماضي.

وعلى الرغم من الولاء التام الذي شهدته السنوات الطويلة بين "روتانا" وكرم، لم تفلُح كلُّ الجهود في بقائها داخل الشركة. وكأنَّ الحفل الأخير الذي أقيم عام 2011 في بيروت، وأعلن فيه مدير "روتانا" للصوتيات، سالم الهندي، عن تجديد ما سُمي "بالعهد" بين الشركة وكرم، كان أشبه بحفلة وداعية. ومنذُ تجديد العهد إلى اليوم، لم يخرُج أي تعاون فنَّي بين الطرفين، وغردت نجوى كرم بعيداً عن الشركة، عبر مجموعة من الأغنيات التي كانت تصدرها "بالمفرق"، وتُصوُّرها برعايةٍ تجارية واضحة نظراً لكلفة "الكليبات".


عملت نجوى كرم طوال السنوات السابقة على تأسيس شركةٍ خاصّة بإنتاج وتسويق ونشر أعمالها الفنية. واتَّخذت الشركة مقرّاً لها في دبي، وآخر في بيروت. وهي تعمل وفق جدول لا يقتصر فقط على أعمال صاحبتها، على العكس، بدأت الشركة بتنظيم فعاليات خاصة بمعظم الفنانين العرب، وأصبحت جسر تواصل بين هؤلاء ومدينة دُبي طمعاً في سعة الانتشار على الصعيد الخليجي.

خمس أغنيات أصدرتها كرم في 10 أيام، شكَّلت مُفاجّأة وتساؤلات كثيرة، من قبل جمهورها الذي ذهب بالتحليل عن إمكانية أن تكون هذه الأغنيات تمهيداً لألبوم كامل سيصدر قريباً، وهذا ما بدا واضحاً، إذ بدأت الإعلانات التجارية للعمل المرتقب تظهر، ويحمل عنوان "مني إلك".


في جديدها، تعودُ نجوى كرم إلى قديمها الغنائي، والاعتماد بشكلٍ أساسيٍّ على التوزيع الموسيقي الجيد وهو يختلف عن الأغنيات المُنفردة التي أصدرتها لثلاث سنوات خلت.

تعاونت كرم هذه المرة، مع ميشال وجوزف جحا، والملحن اللبناني وسام الأمير، وعادت إلى الموزع الموسيقي المصري، طارق عاكف، الذي شهد على نجاحها، منتصف التسعينيات في أعمال كرست حضورها الفنّي، وأمنت لها قاعدة جماهيرية كبيرة.

مُؤخَّراً، بدأت نجوى كرم، مُخاطَبة جمهورها عبر وسائل التواصل، وافتتحَت لهذا الغرض أكثر من صفحة وتطبيق، للإعلان ونشرِ جديدها الغنائي، والردّ على جمهورها. وصرَّحَت قبل أسبوعٍ على موقع إنستغرام بأنّها ليست على خلاف مع شركة "أنغامي" المكلفة، بنشر أغنيات الفنانين، بصورة حصرية، وفضَّلت أن تعطي لنفسها مساحة أكبر، لكسب جمهور ينافس جمهور التطبيقات الإلكترونية الأخرى، عن طريق "التحميل" و"الاستماع" للأغنيات. فكرة هي الأولى، لفنانة لبنانيَّة تختار أن يكون كل إنتاجها في هذه الفترة ملكها وحدها، بعيداً عن شركات الإنتاج في عصر "الميديا" البديلة التي تجتاح يوميات الناس، فهل طلَّقت كرم شركات الإنتاج إلى الأبد؟

سؤال تجيب عليه الأيام القليلة المقبلة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024