أكد ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن بلاده قادرة على حسم الحرب في اليمن خلال أيام معدودة من خلال زحف الجيش السعودي البري لليمن، لكنه أشار إلى أن هذا الخيار "كان سيكلف الطرفين آلاف القتلى وبأن الخيار كان هو الانتظار أكثر".

وشدد محمد بن سلمان، في حوار تلفزيوني بثته القناة السعودية الأولى، ونقلته عنها عدد من القنوات الفضائية اليوم الأربعاء، على أن "علاقة السعودية مع إيران لا توجد فيها أي بوادر للحلول، بسبب العقيدة الإيرانية التي تعتبر تهديد السعودية أيديولوجيا رئيسية لها".

وقال في رده على أسئلة الإعلامي داوود الشريان: "لا أحد يريد الاستمرار في الحرب، فحرب اليمن لم تكن خياراً لنا، بل كان أمراً لا بد منه لتجنّب السيناريو الآخر الأكثر سوءاً، وهو انقلاب مليشيات إرهابية على الحكم الشرعي، وهي شكّلت تهديداً لكل جيران اليمن، ولو انتظرنا قليلاً لكان الخطر وصل لداخل السعودية".

وشدّد ولي ولي العهد السعودي على أن القوات المسلحة السعودية حقّقت نجاحات كبيرة، مضيفاً أنه: "حالياً الشرعية تسيطر على 85 في المائة من اليمن، في وقت نجد فيه التحالف الدولي في العراق وسورية لم يفعل شيئاً ضد القاعدة، بينما نحن 10 دول حققنا تقدماً كبيراً على الأرض".

وتابع: "نستطيع أن نجتثّ صالح والحوثي في أيام قليلة، ولكن هذا ستكون نتيجته ضحايا بالآلاف في صفوفنا، وخسائر كبيرة لليمن، الوقت من صالحنا، لهذا نحن غير مستعجلين".

وشدّد محمد بن سلمان على أن "الخلاف مع الإمارات في اليمن مجرد إشاعة"، فيما أكد على أن موقف علي عبدالله صالح قد يختلف لو كان بعيداً عن سيطرة الحوثي.

وأضاف: "صالح لديه خلاف كبير جداً مع الحوثي، وهو تحت سيطرته وحراسته، ولو كان في موقف آخر لكان موقفه مختلفاً، فقد يكون مجبراً على كثير من المواقف التي اتخذها".

وشدد ولي ولي العهد السعودي على أن الطريق مع إيران مسدود، ولا يمكن إيجاد حلول للخلاف مع إيران، متسائلاً: "كيف أتفاهم مع نظام لديه قناعة مترسخة وأيديولوجيا متطرفة، تقوم على أنه يجب أن يسيطر على المسلمين في العالم الإسلامي، ونشر المذهب الجعفري، للتمهيد لظهور المهدي المنتظر؟".

وأضاف: "عندما يكون الخلاف سياسياً أو اقتصادياً فيمكن حله، ولكن كيف أتفاهم مع المنطق الإيراني؟ أين نقاط الالتقاء التي يمكن أن نتفاهم معه فيها؟ يكاد يتضح أنها معدومة".

وشدد على أنهم: "لن يلدغوا من الحجر الإيراني مرتين"، متابعاً أنه: "نعلم أن هدف إيران هو الوصول لقبلة المسلمين، ونحن لا نريد أن تنتقل المعركة إلى السعودية، بل سننقلها لإيران".

ووصف ولي ولي العهد السعودي الموقف في سورية بالمعقد، متهماً الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بإهدار فرص الحل، مضيفاً: "الوضع بات معقداً، ونحن نحاول الخروج بأكبر قدر من المكاسب منها".

وعن العلاقات السعودية المصرية، أكد الأمير محمد بن سلمان على أنه لا توجد خلفات مع الحكومة المصرية، وأنها صلبة وقوية، مضيفاً أن: "لم يتغير شيء، فلم يصدر موقف سلبي من الحكومة المصرية ضد السعودية ولا من السعودية ضد مصر، هذه إشاعات يحاول أعداء السعودي أو مصر خلقها من جانب أو آخر".

وشدد على أنه "لا توجد مشكلة في الجزر السعودية، فما حدث هو ترسيم الحدود البحرية، وهي مسجلة في المواقع الدولية أنها سعودية، لم يحدث تنازل من أحد".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024