يحبس الفرنسيون خاصة والعالم بأجمعه أنفاسهم اليوم بانتظار مآلات الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وسط مخاوف من تأثير التطورات الدولية مع صعود نجم اليمين المتطرف والتيارات الشعبوية، إضافة إلى الهجمات الإرهابية وآخرها في «الشانزيليزيه»، على رأي الناخب الفرنسي.

ووسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لهجمات جديدة، يحتدم السباق «الرباعي» إلى الإليزيه بين مرشح الوسط إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، ومرشح اليمين فرنسوا فيون، وممثل اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون. وتثير إمكانية فوز لوبن وزعيم «فرنسا المتمردة» ميلانشون، وكلاهما من كبار منتقدي الاتحاد الأوروبي، ويدعوان إلى الـ «Frexit» للخروج منه على غرار بريطانيا، مخاوف العديد من المسؤولين السياسيين في أوروبا وخارجها.

وإذ تقول المؤشرات إن ربع الفرنسيين «مترددون»، فإن المرشحين اللذين سيحلان أولا اليوم، سيخوضان مواجهة حاسمة في الدورة الثانية في 7 مايو المقبل.

ووسط الأجواء المتوترة تم نشر خمسين ألف شرطي وسبعة آلاف عسكري لتأمين الاقتراع، فيما يخشى المراقبون من أن ينعكس الهجوم الإرهابي في باريس على مستوى تعبئة الناخبين وخيارهم، في وقت هيمنت على الحملة الانتخابية قضايا الهجرة والأمن والبطالة.

وسيختار الناخبون بين 11 مرشحا، بزيادة مرشح واحد عن انتخابات 2012، وأقل بخمسة مرشحين عن العام 2002 الذي سجل رقما قياسيا على صعيد الترشيحات.

ويتصدر أربعة مرشحين استطلاعات الرأي، ولو بفارق ضيق جدا، وهم: مارين لوبن (48 عاما) عن حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، وفرانسوا فيون (63 عاما) عن حزب «الجمهوريون» اليميني، وإيمانويل ماكرون (39 عاما) عن حزب «إلى الأمام!» الوسطي وجان لوك ميلانشون (65 عاما) زعيم اليسار الراديكالي ممثلا «فرنسا المتمردة»، وقد تخطى هؤلاء المرشحون الأربعة الاشتراكي بونوا آمون (49 عاما).

والمرشحون الآخرون هم: نيكولا دوبون تينيان (56 عاما) وجاك شوميناد (75 عاما) وفرانسوا اسولينو (59 عاما) وهم من التيار السيادي، والتروتسكيان ناتالي أرتو (47 عاما) وفيليب بوتو (50 عاما) والنائب والراعي السابق جان لاسال (61 عاما).

ولا يزال ربع الناخبين مترددين وتوحي المؤشرات إلى امتناع نسبة كبيرة منهم عن التصويت في الانتخابات التي ستكون على ما يبدو أشبه بـ«مباراة رباعية» وسط منافسة حامية بين: ماكرون ولوبن وفيون وميلانشون.

وتشير استطلاعات الرأي إلى ان لوبن وماكرون يتصدران المشهد، أما فيون وميلانشون فيأتيان في مرتبة أدنى.

وسيتواجه المرشحان اللذان سيحلان في طليعة نتائج الدورة الأولى في الدورة الثانية في 7 مايو المقبل ولم تظهر استطلاعات الرأي حتى الآن فوز لوبن بالجولة الثانية، ولكن الاستطلاعات تقول إنها يمكن أن تحصل على أكثر من 40% في جولة الإعادة، متقدمة على نسبة الـ18% التي حصل عليها والدها جان- ماري لوبن بعدما صدم فرنسا بوصوله إلى الجولة الثانية في انتخابات 2002.

كيف يتم انتخاب الرئيس الفرنسي؟

باريس - أ.ف.پ: ينتخب الرئيس الفرنسي بالاقتراع العام المباشر على مرحلتين مع نظام يعتمد الغالبية المطلقة، وذلك لولاية من خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

وينبغي أن يحصل المرشح على الغالبية المطلقة من الأصوات التي يتم الإدلاء بها في دورة أو دورتين للفوز، أيا كانت نسبة المشاركة في التصويت.

ولا تعترف فرنسا بالبطاقات البيضاء التي يبدي الناخبون من خلالها رفضهم الاختيار بين المرشحين.

وعملا بقانون صادر عام 2014، يتم احتساب البطاقات البيضاء على حدة، بمعزل عن البطاقات اللاغية، وتدرج بصفتها تلك في محاضر مكاتب التصويت، غير أنه لا يتم الأخذ بها لدى احتساب الأصوات.

وثمة 46.97 مليون ناخب مدرجون على اللوائح الانتخابية، بينهم 1.3 مليون يقيمون خارج فرنسا.

وتعد هذه هي أول انتخابات رئاسية تجري في ظل حال الطوارئ التي أعلنت إثر اعتداءات 13 نوفمبر 2015.

ويحظر القانون الفرنسي نشر أي نتائج باستثناء تلك المتعلقة بنسب المشاركة، قبل انتهاء عمليات التصويت، مساء اليوم، لتفادي التأثير على الناخبين.

ويشار إلى أنه لم ينتخب أي مرشح من الدورة الأولى منذ اعتماد فرنسا نظام الاقتراع العام المباشر العام 1962.

وسيتم تنصيب الرئيس الجديد في موعد أقصاه 14 مايو المقبل، تاريخ انتهاء ولاية الرئيس الحالي فرنسوا هولاند.

ومنذ عام 1981 حتى الآن تولى الحكم في فرنسا 4 رؤساء، هم:

٭ فرنسوا هولاند (اشتراكي):2012-2017.

٭ نيكولا ساركوزي (يمين): 2007-2012.

٭ جاك شيراك (يمين): 1995-2007، حيث كانت ولايته الأولى سبع سنوات، والثانية خمس سنوات بعد تخفيض مدة الولاية الرئاسية.

٭ فرنسوا ميتران (اشتراكي): 1981-1995، حيث حكم ولايتين من سبع سنوات.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024