مع التطور التقني الذي طرأ على البشر في عصرنا الحالي، فقد تلاشت العديد من المهارات التي كُنا نتباها بها في السابق.
اعتاد الناس قديماً على حفظ الأرقام التي يتصلون بها باستمرار، وقد ظلّت أرقام مثل تليفونات الوالدين والصديق المفضل والطبيب وغيرها من الأرقام مُسجّلة في أذهاننا، حتى نتمكن من مُهاتفتهم سريعاً. لكن الآن فقد أصبح الوصول إلى هذه الأرقام مرهون بالضغط على زوجين من مفاتيح الهاتف المحمول، مما يعني أن فنَّ تذكر الأرقام قد اندثر.
في ظل وجود محافظ التليفون المحمول وماكينات البطاقات الذكية في كلِّ متجر تقريباً، أصبح من النادر أن يدفع شباب الجيل الجديد النقودَ خارج إطار هذه الوسائل. وهذا ما يعني أنهم أضاعوا مهارة العدّ للنقود عند التعامل مع الصرافة.
إلى جانب القدرة على تذكُّر سلاسل من الأرقام وعَدِّ القليل من النقود، سقطت الرياضيات العقلية جانباً مع وجود الآلات الحاسبة الجاهزة في الهواتف الذكية.
لقد كان الشخص فيما مضى ينتظر لأيامٍ بفارغ الصبر حتى يحصل على الصورة التي التُقطت له، لكن مع وجود الهواتف الذكية وكاميرات الطباعة الفورية أصبحت العودة إلى استخدام فيلم الكاميرا أمراً يصعب فهمه على كثير من الناس.
مع توفر الخرائط وتطبيقات الملاحة في متناول أيدي الجميع، فقد انعدمت الحاجة إلى الخرائط المادية. لقد أصبح البحث عن الإحداثيات واستنباطها، لمعرفة أي الاتجاهات شمالاً شيئاً لا يحتاجه الشباب أبداً اليوم.
أصبح البحث على جوجل أمراً شائعاً، لأن الطرق التكنولوجية تفوَّقت على الأساليب التقليدية للبحث عن المعلومات في الموسوعات الورقية.
بفضل أدوات اللغة الأكثر تطوراً من أي وقت مضى، كتطبيق ترجمة جوجل والسماعات التي تترجم الحديث فورياً بأُذن المستمع مثل الفلاتر، صرنا أكثر ميُلًا للكسل في أمر تعلم لغات أجنبية.
إن إمكانية الوصول الدائم إلى الهواتف الذكية، طوى الرغبة في معرفة التوقيت من خلال الساعة التي عفى عليها الزمن، كما أن الأجهزة المحمولة أصبحت تعرض الوقت رقمياً وبدقة، وتتكيف أوتوماتيكياً مع اختلاف التوقيت في المناطق المختلفة.
بعد أن صار تأدية الواجب المنزلي على الحاسب الآلي، وحفظ العمل رقمياً، تدهورت قدرة الناس على الكتابة بشكل متزايد.
مع إضافة التصحيح التلقائي في الأجهزة الإلكترونية، تراجعت قدرتنا على الهجاء، وقد تتركز قدرتنا قريباً فقط في القدرة على الاتصال عبر الوسائل التكنولوجية.