منذ 7 سنوات | صحة عامة / البوابة

أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن الإفراط في النوم أو قلته يؤثران بشكل مباشر على حالة الإنسان الصحية. كما توصلت العديد من البحوث إلى أن معدل ساعات النوم المثالية هو ثماني ساعات يوميًا. ومؤخرا كشفت دراسة أميركية أن الإفراط في النوم من شأنه أن يزيد احتمالات وفاة المصابات بسرطان الثدي.

وتؤكد العديد من الدراسات أن للإفراط في النوم العديد من التأثيرات السلبية على صحة الإنسان ومؤخرًا أفادت دراسة أميركية حديثة، بأن نسبة احتمال وفاة المصابات بسرطان الثدي اللاتي ينمن 9 ساعات فأكثر يوميًا، متأثرات بمرضهن، أعلى من نسبة احتمال وفاة المريضات اللاتي ينمن 8 ساعات يوميًا.

وأجرى الدراسة باحثون بكلية تي إتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد. ودرس الباحثون بيانات النوم الخاصة بـ3 آلاف و682 امرأة سواء قبل أو بعد تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي، وصعوبات النوم التي واجهتهن بعد الإصابة، بغرض كشف العلاقة بين زيادة مدة النوم ورفع معدلات الوفاة بالسرطان. وشملت الدراسة نساء كان معدل أعمارهن عند تشخيص الحالة نحو 65 عاما وكن مصابات بالمرحلة الأولى أو الثانية من سرطان الثدي، أي في المرحلة التي لم ينتشر فيها المرض إلى أعضاء أخرى في الجسم ولم يصل إلى الغدد الليمفاوية.

وبقي ما لا يقل عن نصف عدد النساء اللاتي شملتهن الدراسة على قيد الحياة بعد 11 عاما من تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي. ووجد الباحثون أن احتمال وفاة النساء اللاتي ينمن 9 ساعات فأكثر نتيجة لإصابتهن بورم في الثدي تزيد بنسبة 46 بالمئة مقارنة بالنساء اللاتي ينمن ساعات أقل. وخلصت الدراسة بعد 30 عاما من المتابعة البحثية إلى أن النساء اللاتي ينمن مدة أطول يزيد احتمال وفاتهن بأمراض أخرى بنسبة 34 بالمئة. وقالت قائدة فريق البحث بجامعة هارفارد، كلوديا ترودلفي تزجيرالد، إن “مدة النوم والتغير في مدته بعد تشخيص الإصابة بالمرض وقبلها، بالإضافة إلى صعوبة النوم أو صعوبة الاستمرار فيه، جميعها عوامل تؤثر في احتمال وفاة المصابات بسرطان الثدي”.

وأوضحت أن “الدراسة كشفت أن الصلة بين مدة النوم والوفاة لا تقتصر على النساء المصابات بسرطان الثدي بل هناك علاقة محتملة بينها وبين الوفيات بأنواع أخرى من السرطان، ولكن الأمر يتطلب المزيد من الأبحاث”. أفادت كريستن كنوتسون، باحثة في مركز الطب اليومي وطب النوم في كلية فينبرج للطب بجامعة نورثويسترن الأميركية، معلقة على نتائج الدراسة، بأن بعض المريضات قد ينمن لفترة أطول لأنهن لا يتحركن كثيراً ويقضين المزيد من الوقت في الفراش أو يعانين الاكتئاب والرغبة في العزلة والوحدة. ووفقًا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم عامة، ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو مليون و400 ألف حالة إصابة جديدة كل عام، ويودي بحياة أكثر من 450 ألف سيدة سنويًا في العالم.

وكانت دراسة سابقة أعدها باحثون من جامعة نيويورك للطب قد كشفت أن مخاطر النوم أكثر من 8 ساعات في اليوم قد تصل إلى رفع فرص الإصابة بالسكتة الدماغية. ووجدت الدراسة التي أجريت على 290 ألف شخص أن النوم ما بين 7 و8 ساعات، يحمي الإنسان من الإصابة بالسكتة الدماغية، بينما النوم أكثر من 8 ساعات يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 146 بالمئة فيما يعتبر النوم لأقل من 7 ساعات خطرا بنسبة 22 بالمئة.

وكانت دراسة سابقة أجرتها جامعة وارويك قد خلصت إلى أن النوم أقل من 6 ساعات يومياً أو أكثر من 8 ساعات يتسبب في ضعف الذاكرة ومشاكل في القدرة على اتخاذ القرارات. ورغم أن العلماء لا يزالون غير قادرين على تحديد السبب العلمي للمشاكل الناجمة عن الإفراط في النوم فإن هناك نظرية تؤكد أن النوم لساعات عديدة يقلل من جودته. وتتفق نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسة أميركية كانت قد توصلت بدورها إلى أن الإفراط في النوم يمكن أن يضاعف ثلاث مرات خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بين الذين يعانون ضغط الدم المرتفع، كما أن الذين ينامون أقل من خمس ساعات أكثر عرضة للإصابة بنزيف في المخ.

وقام الباحثون بتحليل بيانات 204 آلاف شخص بالغ على مدى عشر سنوات، ووجد الأطباء أن الذين يواظبون على النوم أكثر من ثماني ساعات أكثر عرضة بنسبة 14 بالمئة للإصابة بالسكتة الدماغية، وهو ما يعادل نحو ثلاثة أضعاف نسبة الخطر الذي يواجهه مَن ينام مِن سبع إلى ثماني ساعات ليلا. كما وجدت الدراسة أن الذين كانوا ينامون وقتا قليلا جدا كان لديهم أيضا خطر متزايد للإصابة بالسكتة الدماغية، وأظهرت أن النوم أقل من خمس ساعات يعني احتمال الإصابة بنزيف في المخ بنسبة 11 بالمئة.

وفي السياق ذاته حذّرت دراسة أجراها علماء أعصاب بجامعة بوسطن الأميركية ونشرت نتائجها خلال شهر فبراير الماضي من أن النوم لأكثر من 9 ساعات يزيد فرص الإصابة بالزهايمر والخرف. وركز الباحثون في دراستهم على الأشخاص الذين يضطرون إلى النوم لأكثر من 9 ساعات ولاحظوا أن الأشخاص الذين دأبوا على النوم 9 ساعات يوميا كانوا الأكثر عرضة للإصابة بالخرف والزهايمر بنسبة بلغت 33 بالمئة.

وغالبا ما يربط الباحثون في دراساتهم بين الإفراط في النوم والعديد من الأمراض لأن الكثير من المرضى تقل حركتهم ونشاطهم البدني ويميل بعضهم إلى العزلة والوحدة ما يجعلهم يضطرون إلى قضاء ساعات عديدة في الفراش وبالتالي تتجاوز ساعات نومهم معدل الثماني ساعات المنصوح بها للتمتع بصحة جيدة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024