منذ 7 سنوات | العالم / Huffington Post


تسعى تحقيقاتٌ متعلّقة بتحطم طائرة فلاي دبي في روسيا، التي أودت بحياة 62 شخصاً، للكشف عما إذا كان قائد الطائرة قد تعمّد إسقاطها.

وانتشرت أخبارٌ تشير إلى أن المحققين يختبرون صحة نظرية تفيد بأن الطائر القبرصي تعمد الهبوط بشكل حاد من ارتفاع 3000 قدم قبل أن تتحطم الطائرة في مطار روستوف نا دونو، الذي يقع على بعد 600 ميل جنوب موسكو.

وتحطمت الطائرة بوينغ737-800 بسبب سوء الأحوال الجوية، ليضطر قائد الطائرة للهبوط بشكل يدوي، وذلك في 19 آذار الماضي مما أودى بحياة جميع ركابها الـ 55 فضلاً عن الطاقم المكون من 7 أفراد.

وحتى تلك اللحظة تشير النظريات التي تفسر سبب سقوطها إلى احتمالية ارتكاب الطيار لخطأ ما، أو تعرض الطاقم لحالة إنهاك، أو حدوث مشاكل فنية. ولا تزال التحقيقات دائرة حول صوابية إحدى تلك الفرضيات أو غير ذلك.

ونقلت إحدى وسائل الإعلام الروسية بعد فترة قليلة من سقوط الطائرة، أن الطيار كان على وشك الاستقالة بسبب جدول العمل الذي لا يمكن تحمله، وأن تلك الرحلة كانت من ضمن الرحلات الأخيرة له مع الشركة.

وفي الوقت الحالي، تقول وكالة إنترفاكس الإعلامية الروسية غير الحكومية، إن التحقيقات تبحث في فرضية وجود تصرفات متعمدة للطيار قد تكون تسببت في تحطم رحلة فلاي دبي 981 القادمة من دبي.

ونقلت إنترفاكس عن أحد المصادر قوله إن "التحقيقات الأولية أكدت أن قائد الطائرة بوينغ 737-800، الذي يحتمل أن يكون مدركاً حينها لتصرفاته وأنه تمكن من تقييم الموقف ووضع الطائرة بالنسبة للأرض بشكل ملائم، أدار مقبض التحكم لـ 12 ثانية. لكي يدير الموازن الأفقي استعداداً لوضع الهبوط".

وذكر المصدر أن بيانات الصندوق الأسود تشير إلى أن الطيار أريستوس سوكراتوس (38 عاماً) تجاهل تساؤلات الطيار المساعد حول مدى إجرائية التصرفات التي يتبعها قائد الطائرة.

وقال المصدر "إن قائد الطائرة رد على تساؤلات الطيار بأن كل شيء على ما يرام. وكانت نبرة صوته هادئة، ولم يستشعر أي توتر في صوته".

وأوضحت إنترفاكس أن مصدرها على دراية بمجريات التحقيقات. ومن الناحية الرسمية، قالت لجنة ماك MAK إنها لا تعلم شيئاً عن الآراء التي تقول إن الطيار تعمد إسقاط الطائرة.

وقال متحدّث رسمي "إن ماك ليس لديها ما تقوله عن تلك المعلومات، لذا لا يمكننا التعليق على ذلك الأمر".

وتحطمت الطائرة بعد فشل محاولة هبوطها على ارتفاع 220 متراً؛ على الأرجح بسبب زيادة مفاجئة في سرعة الرياح، حسبما أوضحت النتائج المؤقتة للتحقيقات التي صدرت في نيسان عن لجنة الطيران الدولية الروسية المسؤولة عن التحقيقات.

فعندما وصلت الطائرة إلى ارتفاع 600 متر، أطفأ الطيار عجلة القيادة مما تسبب في انخفاض عامل التحميل الرأسي وتراجع تلقائي لأجنحة الطائرة لعشر درجات.

ثم أدار الطيار عجلة القيادة واستمر في الارتفاع. وعندما وصل إلى ارتفاع 900 متر، دُفع عمود التحكم وتم تشغيل الموازن من أجل الهبوط، مما تسبّب في انحدار الطائرة من ارتفاع 1000 متر.

وقالت اللجنة في نيسان الماضي "ونتيجة التصرفات التالية التي ارتكبها طاقم الطيار، صار من المستحيل تجنب اصطدامها باليابسة".

وقالت ابنة عم الطيار في تأبين الفقيد خلال جنازته في شهر حزيران "لقد فقدنا أحد أهم أبناء عائلتنا، وعمادها". ولم يتمكن سوكراتوس من رؤية ابنه الذي وُلد بعد الحادث بشهرين.

وأضافت ابنة عمه خلال الجنازة التي نُظمت بكنيسة سانت نيقولا بمدينة ليماسول القبرصية، إن الطيار كان "رجلاً عظيماً، وكريماً، وميمون النقيبة".

وأوضحت قائلة "كان يمكن تجنب تحطم الطائرة، وسيتم السعي وراء تحديد مسؤولية الحادث".

وواجهت شركة الطيران، التي تتخذ من دبي مقراً لها، انتقادت متعلقة بأنها تُجبر طياريها المرهقين على التعرض لمخاطر الطيران لساعات طويلة على الرغم من الاعتراضات المرتبطة بإجراءات السلامة.

وزعمت تقارير مسربة كتبها طيارو الشركة أن الجدول يجعلهم مرهقين بصورة خطيرة.

وأنكرت فلاي دبي تلك الادعاءات، كما أكدت أن السلامة هي الأولوية الأولى لها، إذ قال متحدث باسم الشركة "نحن نعمل بأعلى المعايير".

وبدأت فلاي دبي في العمل عام 2009، من خلال شبكة طيران تصل إلى 90 جهة وصول حول العالم. وهم في الوقت الحالي ينظمون 1700 رحلة أسبوعياً.

وفي النبذة التعريفية لشركة فلاي دبي، والتي كتبتها على صفحتها على موقع فيسبوك، تقول "من مركزنا في دبي، نسعى لإزالة العوائق للمسافرين من أجل تحسين عملية التواصل بين الثقافات المختلفة بشبكتنا الممتدة. وعززت المرونة والخفة التي نتمتع بها باعتبارنا خطوط طيران جديدة من تحقيق التطور الاقتصادي لدبي في ضوء رؤية حكومة دبي، وذلك من خلال المساعدة على تدفق فرص التجارة والسياحة بالأسواق التي كانت محرومة من توفر تلك الفرص من قبل".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024