لم تُخلد الأعمال الفنيّة القائمين عليها من موسيقييّن، وممثلين، وأدباء، ورسامين فقط؛ بل أيضاً غير البشريين، مثل الأشجار. هذه مجموعة الأشجار التي خلدتها الأعمال الفنيّة.
ظهرت شجرة الجميز تلك وسور هارديان، الواقعان الآن بمنتزه نورثمبولاند الوطني أقصى شمال شرق إنكلترا على الحدود بينها وبين إسكتلندا، في فيلم روبن هود أمير اللصوص، الذي عرض عام 1991.
وجسّد "كيفين كوستنر" دور روبن هود، رامي القوس البارع الذي عاش في القرن الثالث عشر، وتزعم عصابة من الخارجين عن القانون؛ فكانوا يسرقون الأغنياء ليطعموا الفقراء، ويخوضون معارك ضد مدير الشرطة الفاسد بنوتنغهام.
وعند تلك الشجرة، دارت المواجهة الأولى بين روبن هود ورجال الشريف، ومن ثم اكتسبت الشجرة شهرتها ونُسبت لروبن هود، وأصبحت مزاراً لمحبى الفيلم، وإحدى أشهر البِقاع المصوّرة.
شجرة البلوط، تُعد إحدى أشهر الأشجار فى تاريخ السينما، والواقعة في أحد المراكز المحلية بمانسفيلد في ولاية أوهايو الأميركية، بعد ظهورها في المشهد الأخير للفيلم الكلاسيكى، "الخلاص من شاوشانك" عام 1994م، الفيلم الذي حصل على أعلى التقييمات.
فى أحداث الفيلم، حاول ريد رينيج، الذي لعب دوره النجم العالمى مورغان فريمان، الوصول إليها بعد وصيّة من صديقه في السجن، آندي دوفرين، لعب دوره تيم روبنز، قبل هروبه من السجن.
وقرب نهاية الفيلم، يفتح رينيج صندوقاً دُفن أسفل الشجرة، بداخله رسالة من دوفرين، ومبلغ من المال لشراء تذكرة حافلة إلى المكسيك للقاء دوفرين.
تُعد الشجرة الآن مزاراً لأكثر من 35 ألف زائر سنوياً، لكن للأسف سقطت شجرة البلوط بفعل رياح عاتية فى شهر يوليو/تموز 2016، وكان جزء من الشجرة قد سقط بالفعل منذ نحو خمس سنوات فى عاصفة رعدية؛ ما تسبب في حزن جماهير الفيلم.
في عام 1986م، وبينما كان فريق الروك الأيرلندي U2، يستعد لإطلاق ألبومه الغنائي، الذي كان يحمل اسماً مؤقتاً، أغاني الصحراء، المستوحى من جغرافيا الصحراء الأميركيّة، أرسل الفريق مصورهم الخاص للبحث عن مواقع في الصحراء الأميركية لالتقاط صورة غلاف الألبوم، واقترح المصور على الفرقة تسمية ألبومهم الغنائي باسم "شجرة جوشوا".
ذُكرت هذه الشجرة، التي تنمو في صحراء موجيف بأميركا الشمالية، في الكتاب المقدس، بقصة يكون فيها النبي جوشوا رافعاً يديه عالياً في السماء للصلاة والدعاء، لذلك أطلق عليها هذا الاسم مجموعة من المستوطنين، عبروا صحراء موجيف في منتصف القرن التاسع عشر.
ولرمز الشجرة الديني، وافق أعضاء الفرقة على تسميّة الألبوم باسمها، واستخدامها غلافاً للألبوم، وبالفعل أطلق الألبوم عام 1987، يحمل اسم "شجرة جوشوا Joshua Tree ".
باع الألبوم أكثر من 25 مليون نسخة، ما جعله أكثر ألبومات الفرقة مبيعاً، ويعد أيضاً علامة في تاريخ الفرقة؛ فأصبح فريق الروك الأيرلندي U2، من أكبر الفرق الغنائية في العالم بعد أن كان الأكثر شعبية في أيرلندا فقط.
ومنذ ذلك الوقت، والشجرة مزار لمعجبي الفرقة، يقصدونها لالتقاط الصور الفوتوغرافية، فكانوا يستخدمون الصورة على الغلاف مرجعاً للاستدلال على الشجرة.
سقطت الشجرة أيضاً في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2000م، بعد أن صمدت لما يقرب من مائتي عام، لكن جثمان الشجرة ما زال موجوداً على أرض صحراء موجيف، ويقصده عديد من محبي الفرقة.
آن فرانك، طفلة يهودية ولدت في ألمانيا منذ أكثر من 85 عاماً، وانتقلت وعائلتها إلى هولندا هرباً من النازيين.
كانت آن تطل على شجرة الكستناء، التي آنستها خلال فترة اختبائها في سقيفة مكاتب شركة أوبتيكا بأمستردام، المبنى الذي لجأت إليه برفقة أفراد أسرتها.
ذكرت آن الشجرة في مذكراتها، التي كتبتها خلال تلك الفترة من الحرب العالمية الثانية.
اشتهرت المذكرات بعد الحرب في كتاب "يوميات آن فرانك"، وأصبحت من أهم الوثائق لضحايا النازية، ودليلاً بمأساة اليهود على يد النازيين.
وصفت آن الشجرة عدة مرات، فقالت "شجرة الكستناء العارية، على فروعها، القليل من قطرات الماء التى تلمع كالفضة وطيور النورس تنحدر مع هبوب الرياح"، وأيضاً "شجرتنا مزهرة من أسفلها إلى أعلاها، إنها مليئة بالأوراق ومنظرها أجمل من العام الماضي".
تحوّل المنزل والحديقة إلى أحد أشهر المعالم السياحية في هولندا. وفى عام 2010، اقتلعت الرياح العاصفة شجرة الكستناء، بعد أن صمدت أكثر من 150 عاماً.
جذع الزان العتيق، قرب مقاطعة هرتيفورد في بريطانيا العظمى، والبالغ من العمر أكثر من 400 عام، والواقع بـ"Frithsden Beeches"، أحد مواقع تصوير فيلم هاري بوتر الشهير، ومزار لمحبى الفيلم ومعجبيه خُلدت Whombing willow بعد ظهورها في فيلم "هاري بوتر وسجين أزكبان 2004"، بدورها السحري المميز.
فهي أكثر النباتات المسحورة قيمةً وعنفاً؛ فتُهاجم أي شخص، أو أي شيء يقترب من محيط فروعها، وتُعد أيضاً أحد الممرات السرية غير المعروفة، تصل أراضي هوغورتس بقرية هوجسميد المجاورة، حيث منزل شرينكنج الصارخ.
تبنت الشركة الوطنيّة للحماية الشجرة، والمحافظة على الأشجار القديمة، لكن لم تصمد الشجرة طويلاً، فسقطت خلال عام 2014.
والمعروفة أيضاً باسم "aparrerinja Corymbi"، شجرة تنمو وسط أستراليا بارتفاع 20 متراً بلحاء أملس وأبيض اللون، تزدهر Ghost gum في فصل الصيف، لتعطي زهوراً بيضاء، لا تلبث أن تتحول إلى ثمار كأسية الشكل وبنية اللون.
اكتسبت الشجرة شهرتها على نطاق واسع من خلال اللوحات الزيتيّة التي رسمها الفنان الأسترالي، namatjiraa فى القرن العشرين، تعبيراً عن موطنه الأصلي، أستراليا.
