منذ 7 سنوات | لبنان / وكالة وطنية

وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عند الخامسة والنصف من عصر اليوم، إلى مطرانية بعلبك للروم الكاثوليك، يرافقه راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة والمطران سمير مظلوم والأب بول كيروز.

وكان في استقباله أمام كنيسة القديستين بربارة وتقلا النائب اميل رحمة، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال وعدد من الكهنة، رئيس "مؤسسة النورج" فؤاد أبي ناضر، رئيس اتحاد بلديات شرقي زحلة وبلدية دير الغزال رفيق الدبس، رؤساء بلديات: رأس بعلبك دريد رحال، القاع بشير مطر، قوسايا خليل سمعان كعدي، رعيت كرم عبدو، عين كفر زبد بسام سركيس، تربل فادي خوري، وعنجر فاردكيس كوشيان. 

وبارك الراعي الكنيسة، وجال في أقسام مطرانية بعلبك، مستمعا إلى شروح المطران رحال عن تاريخها.

وفي مستهل اللقاء الذي نظمته مؤسسة "النورج" للتداول مع بلديات وفاعليات المنطقة حول أوضاع القرى الحدودية المسيحية، ومتابعة المبادرات المنوي تنفيذها لتعزيز صمود الأهالي، تحدث المطران رحال فقال: "هذه الزيارة الثانية التي باركنا بها سيدنا البطريرك، الاولى كانت عقب تفجيرات القاع حيث أعطانا القوة والعزم لنبقى ثابتين في أرضنا أرض الشهداء والقداسة، فنحن باقون للتعايش مع جميع أهل المنطقة ومنفتحون على الجميع، ويدنا ممدودة وقلوبنا مفتوحة، وسنبقى اليد باليد والقلب بالقلب للمحافظة على العيش الواحد المشترك. لم ترهبنا أحداث القاع، ونحن ثابتون مع أهلنا وفي أرضنا. بالأمس، زرنا المنطقة الجردية في رأس بعلبك والفاكهة وعايدنا الجيش في عيده، الصامد في كل الظروف وحامي منطقتنا، وقلت للعسكريين بعد ما شاهدنا وعورة الأرض، اسمحوا لي بتقبيل الغبار على أحذيتكم. فالجيش، كما شهداء القاع، يحمون الوطن، ونحن معتادون على الشهادة ولا نخاف، والشهيدة الأولى في تاريخ المسيحية هي من بعلبك القديسة ايدوينا التي استشهدت عام 113، وهذا وعدنا لك يا سيدنا بألا نتراجع عن تقديم حياتنا دفاعا عن أرضنا إذا استدعى الأمر". 

بدوره، قال أبو ناضر: "مؤسسة النورج التي أترأسها أخذت على عاتقها الاهتمام بالمناطق الحدودية، خصوصا بعد أحداث القاع، فهي سياج الوطن وقد دافعت عن كل لبنان. وانطلاقا من هنا، يأتي تحركنا مع مجموعات مساهمة لنحقق الحلم بصيانة أمن كل قرية، وقد جمعنا رؤساء بلديات البقاع الشمالي، رأس بعلبك، القاع، جديدة الفاكهة وغيرها لنشعر جميعا بأننا متضامنون مع بعضنا البعض. لقد طالبنا رؤساء البلديات بتقديم مذكرات بمتطلباتهم على كل الصعد الخدماتية والإنمائية، وجمعت كل المذكرات وأقدمها إلى غبطته للاطلاع على حاجات المنطقة".

وألقى الراعي كلمة قال فيها: "سيدنا الياس، نشكرك من كل قلبنا على هذا اللقاء اليوم في هذه المطرانية العريقة والمفتوحة لكل الناس، نحن نشعر عندما نزورها بأننا في بيتنا، فإني أحييك وأحيي كل أبناء الأبرشية. كما أحيي سيدنا المطران حنا رحمة الذي هو كما ذكرت رفيق الدرب، فأنتما سويا لخدمة هذه المنطقة. وأحيي أيضا سيدنا المطران سمير مظلوم والنائب إميل رحمة وكل رؤساء البلديات والفاعليات الموجودة معنا اليوم والدكتور فؤاد أبو ناضر البعلبكي".

أضاف: "نعتبر هذه الزيارة تكملة لزيارتنا للتعزية في القاع، نظرا ما سمعناه من شعبنا من خوفه من المستقبل وحاجته الى الطمأنينة ووجود الجيش الذي يحمي الجبهة. جئنا اليوم وتنادينا لنقول لأبناء المنطقة مسيحيين ومسلمين جميعنا متضامنون للمحافظة على وطننا والامن والعيش معا بكرامة".

وتابع: "هذه المنطقة هي سياج الوطن، فنحن نجدد تعازينا لأهالي الضحايا والجرحى الذين افتدوا لبنان كله. لقد كان الارهاب يريدها الباب لإدخال الرعب والإرهاب، فنحن ننحني امام الشهداء، وهذا يقتضي منا كلنا أن نتعاون لنكون سدا منيعا لقطع يد الارهاب ومواجهة كل المحاولات التي تريد ادخال الارهاب الى لبنان".

وأردف: "لبنان هو البلد الوحيد في هذا الشرق الأوسط الذي ما زال صامدا بأعجوبة وإرادة أهله، الذين يريدون الحفاظ على وجودهم رغم كل شيء. وجميعنا كلبنانيين، وخصوصا كمسيحيين وعمرنا 2000 سنة على هذه الأرض، حرصاء على استمرارية بقائنا وثباتنا. وهنا، نتحدث عن بقاء المسيحي المنفتح على كل الناس والديانات".

وقال: "ما يجعل لبنان دولة مميزة في هذا المشرق، هو الثقافة التي نتحلى بها، ونحن ضنينون بأن تستمر هذه الثقافة التي بناها المسيحيون والمسلمون معا في سوريا والعراق وفلسطين والاردن والمشرق، فلا نستطيع أن نتركها لتصبح أرض داعش والقاعدة والمنظمات الارهابية، ولا أرض المرتزقة التي تأتينا من كل أنحاء العالم".

أضاف: "هذه أبعاد زيارتنا ولقائنا اليوم مع رؤساء بلديات المنطقة وفاعلياتها، إضافة إلى كيفية التضامن مع الاجهزة الامنية والقوى العسكرية كافة، فنحن معهم ونتضامن معهم لتحقيق الأمن في المنطقة. نحن نحيي الجيش وننحني أمام تضحياته وأمام الغبار الذي يحمله على أرجله من الأرض التي يحميها، فالشهداء الذين سقطوا رووا الارض بدمائهم، وهذا يعني أن نعطي الارض قيمتها وكرامتها ونحافظ عليها لتستمر أرضا مقدسة، أرض الوحدة اللبنانية. نشكر صمودكم، ونحيي الجيش اللبناني الذي قدم إلينا الطمأنينة، ونتمنى لهذا اللقاء كل النجاح ليعيش شعبنا في فرح وطمأنينة".

وكان الراعي زار دار مطرانية دير الأحمر المارونية، والتقى المطران حنا رحمة وكهنة الأبرشية.

وألقى رحم كلمة قال فيها: "تداولنا مع البطريرك الراعي ببعض الشؤون الحالية وواقع المنطقة وحاجاتها وهمومها. وكانت كلمة تشجيع من غبطته وتأكيد على التشبث بالأرض وبالعيش المشترك الواحد المسيحي - الإسلامي، والحفاظ على لبنان الرسالة، لبنان التاريخ، لبنان البطريرك الياس الحويك باني دولة لبنان الكبير، وبأن نكون حاضرين على أرضنا، ونعيش تاريخنا وتراثنا مع كل لبناني شريف وأصيل يحب أن يحمي لبنان وتاريخه ورسالته". 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024