لم تكن عادية زيارة الرئيس سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية على متن طائرة الملك سلمان بن عبد العزيز. للخطوة من الناحية الشكلية رسائلها العديدة، وأبرزها، أن لبنان لا يزال ضمن أولويات الرياض وأن الحريري لا يزال الرقم واحد بالنسبة إلى المملكة في لبنان. طوت الزيارة بشكلها ومضمونها كل صفحات الإلتباس بين الرجل والمملكة، ولم تكن كلمة الملك السعودي التي وجهها إليه بأن المملكة ستكون إلى جانبه لآخر الدرب سوى تأكيد على تبديد كل الغيوم أو الغموض.
في الشكل، لقي الحريري استقبالاً احتفالياً من مختلف أمراء المملكة، وخاصة من ولي العهد وولي ولي العهد، اللذين التقاهما في لقاءين منفصلين وبحث معهما مختلف التطورات في لبنان والمنطقة، وتعزيز التعاون والتنسيق السعودي اللبناني.
لأكثر من أربع ساعات اجتمع الحريري بالأمير محمد بن سلمان، وبحسب ما تشير مصادر “الأنباء” فإن الحريري تلقى دعوة أخرى لزيارة الرياض بشكل رسمي وعلى رأس وفد وزاري لأجل الدخول في توقيع إتفاقيات جديدة للتعاون بين البلدين.
ولا تخفي المصادر مدى إعجاب القيادة السعودية بكلمة رئيس الجمهورية ميشال عون في القمة العربية، وهذا ما تعتبره قيادة المملكة بأنه نتاج لتأثير الحريري على مواقف عون الذي لم يخرج عن الإجماع العربي، وتكشف عن إمكانية إجراء عون زيارة أخرى إلى المملكة، على أن يعاد فيها تفعيل موضوع الهبة العسكرية للجيش اللبناني، بالإضافة إلى عقد قمة لبنانية سعودية، لأجل البحث في تشييد مشاريع سعودية في لبنان.
وتكشف المصادر المتابعة عن فحوى اللقاء بين الحريري وبن سلمان، قائلة: “إن البحث تناول مختلف الأمور، المتفق عليها والشائكة، سياسياً، مالياً، وإقتصادياً، وجرى الإتفاق على البدء بدراسة ثلاثة مشاريع إقتصادية كبرى على أن يبدأ تنفيذها في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى الإتفاق على وضع خطة سياسية للمرحلة المقبلة، والبحث في كيفية توفير الدعم الكامل لتيار المستقبل في لبنان، لا سيما على أبواب الإنتخابات النيابية”.
وتشير مصادر قريبة من الحريري للأنباء، إلى أن رئيس الحكومة بدا مرتاحاً لأجواء زيارته، خصوصاً أن موقف لبنان جرى توضيحه بشكل رسمي، ما عزز موقف الحريري في المملكة، وأعطى دفعاً إيجابياً جديداً للتسوية التي قادها الحريري، كما تلفت المصادر إلى ان الحريري وعد خيراً بشان حلّ أزمة شركة سعودي أوجيه، والحصول على مستحقاته المالية من الدولة السعودية على دفعات متتالية.
