منذ 7 سنوات | العالم / رويترز

قدمت بريطانيا رسمياً، اليوم الأربعاء، طلب خروجها من الاتحاد الأوروبي، لتكون أول دولة تقوم بهذه الخطوة في تاريخ الاتحاد، وتنهي علاقة دامت 44 عاماً بين بريطانيا وأوروبا، وبذلك تبدأ مفاوضات خروجها من الاتحاد، التي تستمر عامين.


ووقعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، رسالة وجهتها إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، وتعني البدء رسمياً بإجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي تستغرق عامين، وبذلك سوف تصبح الأسرة الأوروبية 27 عضواً بدلاً من 28 عضواً.


وسيكون أمام رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، عامان للاتفاق علي شروط الانفصال، إذ أنه سيصبح سارياً في آخر مارس(آذار)2019.


وستشكل نتيجة المفاوضات مستقبل اقتصاد بريطانيا البالغ حجمه 2.6 تريليون دولار، وهو خامس أكبر اقتصاد في العالم، وستحدد ما إذا كان يمكن لبريطانيا الاحتفاظ بمكانتها كواحدة من أكبر المراكز المالية في العالم.


وبعد هذا الإبلاغ الذي يفتح فترة مفاوضات من عامين لتحديد سبل الخروج، دعت ماي نواب وشعب بريطانيا إلى "الوحدة" للتوصل إلى "أفضل اتفاق ممكن" مع الاتحاد الأوروبي.


وقالت ماي، أمام النواب، "آن الأوان لأن نتحد ونعمل للتوصل إلى أفضل اتفاق ممكن"، مضيفةً أنها "لحظة تاريخية" وأنه لم يعد من الممكن الآن "العودة الى الوراء".


وسلم السفير البريطاني لدى الاتحاد الأوروبي، تيم بارو، الرسالة التي كانت ماي قد وقعتها مساء الثلاثاء، لتنطلق بذلك رسميا آلية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.


ردود فعل دولية... "وداعاً بريطانيا"

ومن جهته، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الأربعاء، أنه تسلم رسالة رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي تطلب فيها الخروج من الاتحاد. وبذلك ستبدأ عملية العد التنازلي لخروج بريطانيا من التكتل بمقتضى المادة 50 من معاهدة لشبونة. 


وقال توسك إنه "يوم غير سعيد لبريطانيا وبروكسل وإن المحادثات الصعبة التي ستبدأ تهدف لتقليص الأضرار التي سيتحملها الطرفان".


ولوح توسك، رئيس الوزراء البولندي السابق، بأوراق قبل أن يلقي بياناً مقتضباً، موضحاً أن هدف الاتحاد الأوروبي تقليص تكلفة الانفصال لمواطني الاتحاد الأوروبي قدر الإمكان.


ألمانيا

وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن أسفها العميق لتقديم بريطانيا طلب الخروج من الاتحاد الأوروبي، مؤكدةً أن ألمانيا وشركاء الاتحاد الأوروبي الآخرين لم يأملوا أن يشهدوا هذا اليوم. إلا أنها وصفت الاتحاد بأنه "قصة نجاح باقية".


وقالت ميركل: "إننا نفقد عضواً قوياً ومهماً"، ولكنها أشارت إلى أن اليوم يعد أيضاً يوماً للتحرك واتخاذ إجراءات، لأن الاتحاد الأوروبي يحتاج لمزيد من الوضوح حالياً حول كيفية عرض الجانب البريطاني للانفصال.


وعلقت أولريكي ديمر، المتحدثة باسم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، علقت في مؤتمر صحفي بعد دقائق من بدء لندن عملية الخروج بقولها إن "المملكة المتحدة تبقى شريكاً لأوروبا والحلف الأطلسي".


الدنمارك

ومن جهتها، اعتبرت الدنمارك إعلان بريطانياً رسمياً إطلاق مفاوضات خروجها من الاتحاد الأوروبي "أمراً محزناً حقاً"، وتمنى رئيس الوزراء لارس لوك راسموسن، في تصريح أن "يحدث الانفصال بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بصورة لائقة، وأن نستطيع الحفظ على علاقات وثيقة في المستقبل، فهذه في مصلحة الجميع".


غير أن رئيس الوزراء أوضح أيضاً أن "قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي والسوق الموحدة سوف يكون له تداعيات"، بقوله إن "الحقوق والالتزامات تمضيان على نحو متلازم".


النمسا

أما وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس، فاعتبر أنه "يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يشد الحزام ويقتصد في النفقات، ويعمل على تسليم سلطات للدول الأعضاء نتيجة لخروج بريطانيا من التكتل".


وأوضح الوزير المحافظ أن "خروج بريطانيا من الاتحاد (بريكست) أظهر أنه يجب أن يتم أخذ مخاوف المواطنين على محمل الجد، وأن على البلدان المتبقية في الاتحاد خفض التكاليف، بدلاً من رفع مساهمات الدول الأعضاء".


تصويت البريطانيين

وكان 52% من البريطانيين صوّتوا يوم 23 يونيو(حزيران) 2016 لفائدة خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، وهو ما تسبب بموجة من الصدمات ضربت دول أوروبا التي لم تتمكن من استيعاب تصويت الناخبين البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.


واعتبر محللون وسياسيون أن ما حدث مثّل أكبر انتكاسة في عشر سنوات يشهدها الاتحاد الأوروبي لأنصار فكرة الوحدة الأوروبية.


وبحسب تقارير وتحليلات تناولت الحدث، فإن تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي يضع خامس أكبر اقتصاد في العالم في مواجهة حالة من الضبابية الشديدة التي تكتنف آفاق نموه وجاذبيته المستثمرين، وقد تضر اقتصادات أخرى في أوروبا وغيرها.


كما توقعت أن يكون لهذا التصويت أثر سلبي على النمو في بريطانيا في المدى القصير على الأقل، وقد يدفع البلاد نحو الركود، كما أنه قد يدفع بنك إنجلترا المركزي إلى خفض أسعار الفائدة إلى الصفر، واختبار مدى استعداد الدائنين للاستمرار في تمويل عجز الموازنة البريطانية.


تحذيرات ومخاوف

وحذر قادة العالم في الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا بريطانيا من أن خروجها من الاتحاد الأوروبي سيؤثر سلبا على مكانتها بوصفها قوة تجارية عالمية.


وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن بريطانيا ستأتي في "مؤخرة الصف" في ما يتعلق بإجراء مباحثات مع الولايات المتحدة.


كما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يضع دخول المملكة المتحدة إلى السوق الموحدة على المحك".


لكن خبراء الاقتصاد المؤيدين لخروج بريطانيا رفضوا تلك التحذيرات، ووصفوها بالترويج للإشاعات المقلقة، ويقولون إن "بريطانيا قد تبرم اتفاقيات تجارة مع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى خارجه، وقد تخفض أيضاً رسوم الواردات من تلقاء نفسها إذا لم يكن هناك اتفاق وشيك". 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024