منذ 7 سنوات | العالم / Huffington Post

انضمت هونغ كونغ والمكسيك واليابان، أمس الثلاثاء 21 مارس/آذار 2017، إلى قائمة المناطق والدول التي قرَّرت إغلاق أبوابها أمام استيراد اللحوم من البرازيل، أكبر دولة مصدرة للحوم الأبقار والدواجن في العالم، والتي تواجه تبعات فضيحة ضخمة للحوم فاسدة.

وانفجرت الفضيحة عندما اكتشفت الشرطة، الجمعة، أن عدداً من كبار مصدّري اللحوم قاموا برشوة مفتشين في دوائر المراقبة الصحية لكي يصادقوا على تراخيص تفيد بأن كميات ضخمة من اللحوم الفاسدة الموجودة لديهم هي صالحة للاستهلاك الآدمي.

وتصدّر اللحوم البرازيلية إلى 150 دولة، وتبلغ قيمة الصادرات البرازيلية من لحوم الأبقار والدجاج 10 مليارات دولار سنوياً.

وقال وزير الزراعة البرازيلي، بلايرو ماغي، في مؤتمر صحفي في برازيليا "نتوقع أن تفقد أكثر من ثلاثين دولة ثقتها في بلدنا (كمصدر للحوم) بسبب هذه القضية".

واعترف بأن بلاده ستكون "أمام كارثة" في حال أغلق الجميع أبوابهم في وجه اللحوم البرازيلية، بينما يشهد أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية انكماشاً تاريخياً.

أكبر ضربة تجارية

وجاءت أكبر ضربة تجارية من العملاق الصيني، فالصين هي الثانية بين الدول التي تشتري لحوم البرازيل في العالم، وقد أوقفت استيرادها بعد تفكيك شبكة تقوم بتسويق منتجات غير صالحة للاستهلاك.

وصدّرت البرازيل في 2016 كميات من لحوم الدواجن بقيمة 859 مليون دولار إلى الصين، وبقيمة 702,7 مليون دولار من لحوم الأبقار، بحسب أرقام وزارة التجارة.

وقالت وزارة الزراعة البرازيلية إن "الصين لن تفرغ شحنات اللحوم المستوردة من البرازيل إلى أن تحصل على معلومات"، مشيرة إلى مؤتمر بالدائرة المغلقة "سيعقده الوزير (ماغي) مع السلطات الصينية لتوضيح الأمور".

كما علقت هونغ كونغ وارداتها من اللحوم البرازيلية الثلاثاء.

وقال مركز هونغ كونغ لسلامة الطعام إنه علَّق مؤقتاً استيراد اللحوم والدواجن المجمدة والمبردة "بسبب الشكوك في نوعية اللحوم البرازيلية".

كما علَّقت الاستيراد أيضاً تشيلي، سادس دولة مستوردة للحوم البرازيلية.

ورداً على هذا الإجراء، هدَّد ماغي بإجراءات انتقامية. وقال "نحن أيضاً من كبار المستوردين من تشيلي… إذا كان علي القيام برد أقوى لحماية السوق البرازيلية فسأفعل ذلك".

من جهته، صرَّح انريكو بريفيو، الناطق باسم المفوضية الأوروبية، أن الاتحاد الأوروبي طلب من البرازيل أن "تسحب فوراً كل المؤسسات المتورطة في عملية الغش من لائحة" الشركات التي يسمح لها بالتصدير.

ويشتبه بأن المخالفات ارتكبت من جانب 21 مستودعاً للتبريد، بينها أربعة لديها تصاريح تصدير إلى الاتحاد الأوروبي.

ومساء الثلاثاء انضمت المكسيك واليابان إلى قائمة الدول التي علقت استيراد اللحوم البرازيلية.

الانتعاش الاقتصادي مهدد؟

قال انريكو بريفيو، إن "المفوضية تتابع (الملف) عن كثب مع الدول الأعضاء، ونلتزم بدرجة أكبر من الحذر في الفحوص الإلزامية للمواصفات على واردات المنتجات ذات المنشأ الحيواني القادمة من البرازيل".

وحتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي مخالفة تتعلق بمنتجات واردة إلى الاتحاد الأوروبي أو تم تسويقها فيه.

من ناحيتها علقت كوريا الجنوبية مؤقتاً توزيع لحوم الدجاج المستوردة من البرازيل حتى التحقق من النوعية، واستؤنف توزيع هذه اللحوم الثلاثاء بعدما تأكدت السلطات من أنه لم يتم استيراد أي لحوم فاسدة.

وتسعى البرازيل التي تهزها أصلاً أزمة سياسية كبيرة، إلى الحد من عواقب هذه القضية.

وذكرت الجمعية البرازيلية لمصدري اللحوم أن "أكثر من 7 ملايين شخص يعملون في قطاع اللحوم، الذي يشكل 15% من صادرات البرازيل".

وقال مكتب التحليلات الاقتصادية "كابيتا إيكونوميكس"، إن الفضيحة التي تورطت فيها شركتان برازيليتان متعددتا الجنسية في قطاع الصناعات الغذائية "يمكن أن تضر بالانتعاش الاقتصادي في البلاد"، لأن البرازيل "تواجه خسارة محتملة في صادراتها بقيمة 3,5 مليار دولار، أي ما يعادل 0,2% من إجمالي الناتج الداخلي".

حالياً، أغلقت 3 مستودعات تبريد، كما ذكرت وزارة الزراعة، وتمت إقالة 33 موظفاً.

وانتهزت أكبر نقابة أوروبية للمزارعين الفرصة للدعوة إلى التزام الحذر في المفاوضات الجارية بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أميركا الجنوبية "ميركوسور"، التي تضم البرازيل والأرجنتين والأوروغواي وباراغواي حول اتفاق للتبادل الحر.

وقال الأمين العام للنقابة بيكا بيسونن إن "المعايير التي نعتمدها في مجال سلامة الأغذية ورعاية الحيوانات هي من الأعلى في العالم، ولا بد من مراعاة ذلك بالنسبة للواردات المرسلة إلى الاتحاد الأوروبي".

والتقى مفاوضو الاتحاد الأوروبي و"ميركوسور"، الإثنين، في بيونس آيريس، في جولة جديدة من المفاوضات.

وتقول وزارة التجارة البرازيلية إن الصادرات البرازيلية من لحوم الدجاج تجاوزت قيمتها 5,9 مليار دولار في 2016، ولحوم الأبقار 4,3 مليار، إلى حوالي 150 بلداً.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024