منذ 7 سنوات | لبنان / النهار




استقدمت قوات النظام السوري والفصائل المعارضة والمقاتلة تعزيزات تضم المئات من المقاتلين مع عتادهم الى مدينة حلب وريفها في شمال سوريا، استعداداً لمعركة "مصيرية" يسعى الطرفان من خلالها الى السيطرة الكاملة على المدينة. وتتجه الأنظار اليوم الى اللقاء الذي يعقد في مدينة بطرسبرج الروسية بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يتوقع ان يطوي صفحة التوتر التي سادت بين البلدين عقب اسقاط مقاتلات تركية مقاتلة روسية على الحدود السورية في 24 تشرين الثاني 2015 ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في القضايا الاقليمية ومنها الازمة السورية.

وسجلت التعزيزات العسكرية في حلب بعد اعلان الطرفين استعدادهما لمعركة قريبة بعدما أحرزت الفصائل المقاتلة تقدماً السبت في جنوب غرب حلب. وتمكنت اثر ذلك من فك حصار كانت قوات النظام قد فرضته قبل ثلاثة اسابيع على الاحياء الشرقية للمدينة، كما قطعت طريق امداد رئيسية لقوات النظام الى الاحياء الغربية في حلب.

وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: "كلا الطرفين يحشد المقاتلين تمهيداً لجولة جديدة من معركة حلب الكبرى"، مشدداً على ان "معركة حلب باتت مصيرية للمقاتلين وداعميهم".

واوضح ان "قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها أرسلت تعزيزات بالعديد والعتاد إلى مدينة حلب وريفها الجنوبي".

وأضاف ان "نحو الفي عنصر من المقاتلين الموالين لقوات النظام، سوريين وعراقيين وايرانيين ومن حزب الله اللبناني وصلوا تباعا منذ يوم أمس الى حلب عبر طريق الكاستيلو (شمال المدينة) قادمين من وسط سوريا".

وتلقت قوات النظام ضربة قوية السبت بعد تمكن الفصائل المقاتلة من السيطرة على الكليات العسكرية في جنوب غرب حلب، وعلى الجزء الاكبر من حي الراموسة المحاذي لها والذي تمر منه طريق الامداد الوحيدة الى الاحياء الغربية.

وأكد مصدر أمني سوري ان "القوات السورية استوعبت الصدمة وجلبت تعزيزات وثبتت مواقعها بشكل حصين"، لافتا الى انها "تتعامل مع الوضع المتشكل على نحو يشمل كل السيناريوات والاحتمالات".

ونقلت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات عن مصدر ميداني ان "الجيش وحلفاءه استقدموا التعزيزات العسكرية اللازمة لانطلاق عملية استرجاع النقاط التي انسحب منها" جنوب غرب حلب. وقالت ان الجيش يسعى الى استرداد هذه المناطق "بعملية عسكرية وشيكة قد تنطلق في أي وقت". كما اشارت الى اعلان "لواء القدس الفلسطيني الذي يؤازر الجيش العربي السوري عن وصول تعزيزات كبيرة له إلى معمل الإسمنت" حيث تتركز الاشتباكات حاليا بين الطرفين.

وفي موازاة ذلك، تمكنت قوات النظام منذ ليل الاحد حتى الفجر من ادخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمحروقات إلى مناطق سيطرتها في غرب حلب عبر طريق الكاستيلو.

ويخشى سكان الاحياء الغربية ان يتمكن مقاتلو الفصائل من فرض حصار كامل عليهم، مما دفع قوات النظام الى استخدام طريق الكاستيلو الذي كان طريق الامداد الوحيد الى الاحياء الشرقية لسيطرة الفصائل، قبل تمكنها من قطعه في 17 تموز اثر معارك ضارية امتدت اسابيع.

وقال عبد الرحمن بأن هذه الطريق باتت "المنفذ الجديد الذي تعمل قوات النظام على تأمينه كبديل موقت من الطريق الرئيسي الذي كانت تعتمده ويمر عبر منطقة الراموسة".

وبث تلفزيون "الاخبارية" السوري في شريط اخباري عاجل: "بدء دخول صهاريج المحروقات والمواد الغذائية والخضروات الى مدينة حلب".

ودخلت هذه المساعدات غداة ارتفاع غير مسبوق لاسعار المواد الغذائية وندرة بعضها في الاحياء الغربية، للمرة الاولى منذ عام 2013.

ويقيم نحو مليون و200 الف نسمة في الاحياء الغربية لسيطرة النظام في مقابل نحو 250 الفاً في الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة.


تعزيزات المعارضة

في المقابل، استقدمت الفصائل المعارضة والاسلامية تعزيزات عسكرية أيضاً. وقال عبد الرحمن ان "المئات من مقاتلي الفصائل وتحديدا من جبهة فتح الشام ("جبهة النصرة" سابقا قبل فك ارتباطها عن تنظيم "القاعدة") ومقاتلي تركستان يصلون تباعا من محافظة ادلب وريف حلب الغربي الى محيط حلب".

وأعلن تحالف "جيش الفتح" الذي يضم "جبهة فتح الشام" وفصائل اسلامية أخرى، في بيان ليل الاحد "بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة"، وقال: "نبشر بمضاعفة اعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة. ولن نستكين باذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب".

وصرح رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" انس العبدة في مؤتمر صحافي باسطنبول: "انطلقنا الآن من حالة حصار إلى حالة تحرير كامل حلب... هناك فرصة حقيقية أمام الضباط والجنود الذين يقاتلون مع الجيش الاسدي للانشقاق".


لقاء بوتين واردوغان

ومع الاستعدادات العسكرية في حلب، يلتقي بوتين واردوغان في بطرسبرج اليوم.

وصرح إردوغان في مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية الرسمية بأنه يريد إعادة ضبط العلاقات مع روسيا على صفحة بيضاء ومعاودة التعاون في مجموعة من المجالات.

وأشار الرئيس التركي مراراً إلى بوتين باعتباره "عزيزي" أو "المحترم" فلاديمير كما وصفه بالصديق.

وقال :"هذه الزيارة تبدو بالنسبة الي معلماً مهماً جديداً في العلاقات الثنائية ... بداية جديدة من صفحة بيضاء".

وأضاف: "ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الروسية - التركية. ستشمل هذه الصفحة الجديدة التعاون العسكري والاقتصادي والثقافي".

وعشية القمة الروسية - التركية، دعت روسيا واذربيجان وايران الى التصدي "بشكل شامل" للارهاب في اعلان مشترك تم تبنيه في ختام قمة لرؤساء روسيا واذربيجان وايران في باكو.


واشنطن

وفي نيويورك، رأت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة سمانتا باور أن حسم المعركة على مدينة حلب، لن يكون سريعاً، متخوفة على مصير المدنيين العالقين في القتال.

وقالت امام مجلس الامن الذي انعقد لمناقشة الازمة في حلب: "كلما طال أمد القتال، علق عدد أكبر من المدنيين في الوسط، ودفعوا ثمناً أكبر".

ولاحظت أن "القتال خلال الايام الاخيرة يؤكد ما عرفناه منذ فترة طويلة جداً... وهو انه على رغم القوة الكبيرة لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد وروسيا وايران وحزب الله، فان اياً من الطرفين لن يتمكن من تحقيق نصر سريع وحاسم في المعركة على حلب".

واستمع اعضاء المجلس الى شهادات من اطباء سوريين عرضوا صوراً صادمة لاطفال مصابين بهجمات بالبراميل المتفجرة، وقالوا انهم لم يتمكنوا من انقاذهم بسبب نقص الادوية.


منبج

وعلى جبهة أخرى، يطارد مقاتلو "قوات سوريا الديموقراطية" آخر فلول تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) داخل مدينة منبج في ريف حلب حيث لا يزال عشرات الجهاديين يقاتلون في جيب بوسط المدينة، متوقعين الانتهاء من "تحرير المدينة بالكامل" خلال ساعات.




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024