منذ 7 سنوات | لبنان / السفير




يتمسك «حزب الله» اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالعماد ميشال عون مرشحالرئاسة الجمهورية.

وقد طرح الحزب خيار عون منذ بداية الشغور الرئاسي، انطلاقا من كون هذا الرجل يمثل حيثية بارزة في طائفته، وهو مقتنع بأن ظلما كبيرا لحق بموقعه التمثيلي وبرئاسة الجمهورية، «ولديه معطيات أنه بشيء من الهمة والجهد في الإمكان التصدي للموضوع».

ما يريح في شخصية مثل عون، حسب قيادي بارز في الحزب الأبرز في «8 آذار» أنها شخصية «قابلة للتفاوض والاتفاق، حتى لو ان البعض يصفه بالعناد والصلابة، ولكن اذا اتفق مع أي طرف على شيء ما يلتزم بما اتفق عليه».

ويستشهد القيادي بترشيح الرئيس سعد الحريري لعون منذ سنتين، «فلولا اعتقاده انه خيار ممكن وعاقل وفيه مصلحة وطنية لما كان بادر الى الحديث معه، والذي عطّل يومها هو الوزير سعود الفيصل الذي رفض توجه الحريري بعدما قطعا خطوات وأعطيا وعودا واتفقا على مراحل إنضاج الخيار، فجاء الأمر السعودي بالفيتو».

ويشير الى ان عون اعتبر ان هذا سلب للرئاسة من يد الشعب اللبناني بفرض خيارات خارجية إقليمية مدعومة دوليا، «ونحن اعتبرنا أن أي إجراء سيحصل بديلا من هذا الإجراء في هذه المرحلة، يعني أن هناك نيات خبيثة في كيفية التصدي للرئاسة، لان الرئيس سيكون مأمورا لتنفيذ مشروع من ضمن اللعبة الإقليمية الدولية».

ويؤكد القيادي أنه «اذا كان سمير جعجع قد اعترف بأن عون هو الأجدر، ولو نكاية بالنائب سليمان فرنجية وخوفا من وصوله الى سدة الرئاسة ومحاولة لجذب عون حتى يبعده عن الحزب، إلا أن هذا الاعتراف أكد أن حيثية عون المسيحية كبيرة وهناك إمكانية لان يشكل ضمانة حقيقية، لذلك نحن بقينا متمسكين بالعماد عون».

ويضيف أن الحريري ادّعى أن الهدف من ترشيح فرنجية «هو محاولة إرضاء حزب الله، وعادة من يريد إرضاء طرف فعليه أن يتكلم معه، لا أن يتوقع أن الحزب يرضى ويعجبه هذا الترشيح، هذا التفاف غير منطقي».

ويتابع «قال الحريري لاحقا إنه اعتقد أن الحزب سيقبل، في الرئاسة لا أحد يعمل وفق ما يعتقد، بل يعمل وفق ما يعلم، ونحن فهمنا أن ترشيح فرنجية ليس من أجل فرنجية، بل من أجل إحداث شرخ داخل «8 آذار»، وإحداث فتنة بين فرنجية وعون، وبين الحزب وعون، أي ان الهدف ليس بريئا».

ويشير الى انه «عندما ينتخب فرنجية وهو يشعر أنه مدين لجهة صدمته بمن هم فريقه السياسي، سيشكل من رشحه ظهرا له، وبالتالي شروطه هي التي ستكون حاكمة، وسيكون هذا الرئيس محسوباً علينا نظريا ولكنه مطوّق بالتزامات وبمشكلة قائمة، وحينها تتفرمل الحلول حتى ولو كانت صحيحة، ما يوقعنا في مشكلة كبيرة».

ويضيف «قلنا لفرنجية يا معالي الوزير راهنا انه وقت ميشال عون وليس وقتك، والنواب الـ70 الذين سينتخبونك إذا اكتمل النصاب ليسوا لك وستكون مقطوعا من شجرة، ويسجل لفرنجية انه كان متفهماً ومدركاً لحقيقة الحاجة الى أوسع إجماع وطني، وخصوصا من فريقه السياسي».

ويوضح «اننا كنا نقول منذ البداية انكم اذا تريدون ان توفروا على هذا البلد اختاروا عون، واذا لم تختاروه يعني الفراغ مستمر، وقامت الدنيا ولم تقعد، وخرجوا بمقولة ان الحزب يهددنا، بينما نحن نوصف ونحكي الحقيقة التي هم لا يريدونها، لماذا؟ لسببين أساسيين منطقيين:

- الاول، ان عون كمرشح رئاسي لا يمكن أن يترك الموقع لأحد ما دام على قيد الحياة، ولاعتبارات أساسية تنبع من التضحيات التي قدمها.

- الثاني، نحن نثق بأن عون حليف صادق وبالتالي لا نقبل بعد كل هذه التضحيات التي قدمت ولا تزال تقدم، أن يأتي رئيس يشغلنا ويطعننا بالظهر ويرجعنا الى ألف باء السياسة في لبنان».

ويؤكد «ان ما سيصلون اليه في موضوع رئاسة الجمهورية هو الذي كان ممكنا الوصول اليه منذ سنتين وثلاثة أشهر، حتى لو أخّروا سنة إضافية فسنصل الى النتيجة نفسها، إما ميشال عون أو الفراغ لتعذّر الحلول الاخرى، ما داموا يعرفون ذلك فليمتلكوا الجرأة وينهوا الفراغ، خصوصا ان عون يقول انه على استعداد للاتفاق معهم وبالتفاصيل، وفي كل الأحوال يظهر أن السعودية التي قالت لا في يوم من الأيام لا تعتبر أن لبنان أولوية، كما أنه ليس هناك اندفاع دولي لإنهاء الشغور»، ويختم: «نحن مع عون ما دام عون مرشحا


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024