منذ 7 سنوات | ثقافة / الأنباء

كي لا يُكرّم المبدعون في هذا البلد فقط لحظة موتهم، وفيما علمت “الانباء” ان صراع الشاعر زغلول الدامور يكبر مع المرض، نستذكر هذه القامة الفنية التي أعطت الكثير للشعر والزجل اللبناني محافظا مع نخبة من كبار شعراء الزجل على هذا التراث المهدد يوماً بعد يوم بالاندثار.

واستحضارا لابداعه في ذاكرة الجيل الجديد، البعيد عن هذا الفن الشعبي الاصيل، نعود لنلقي الضوء على هذه الشخصية وابرز محطات حياته الممتلئة شعرا وفرحا، حتى في لحظات وجعه ومرضه حيث لا زالت على باله تخطر قصيدة ما، مؤمنا بان الزجل اللبناني لن يموت.

فزغلول، ابن بلدة الدامور، اسمه الحقيقي جوزف الهاشم من مواليد العام 1925، قد تجاوز التسعين من العمر، حيث شاخت معه الموهبة بعدما كبرت معه منذ نعومة اظافره، فلفت هذا الصبي نظر اساتذته ورفاقه فباتوا يقولون “هيدا الصبي ابن الداموري مزغلل عم يكتب الشعر” ومن عمر تسع سنوات وهو يُعرف بزغلول الدامور.

انشأ الزغلول جوقته الاولى في العام 1943 وكانت باسم جوقة زغلول الدامور، وكان له الفضل على الكثير من الشعراء، وجمعته مسيرة طويلة مع العديد منهم لا سيما الشاعر الجنوبي الراحل زين شعيب والشاعر طليع حمدان.

أحبّ الشعر وضحى من أجله، وتبارى مع كبار شعراء المنبر وكان له صولات وجولات في كل المناطق اللبنانية وفي العالم، حيث ذهب الى بلاد الاغتراب واحيا الحفلات الزجلية بضيافة الجاليات اللبنانية.

تميز بوطنية لم تخدشها النعرات الطائفية التي شهدها لبنان، ولم يتردد بإحياء حفلات بيت الدين مباشرة بعد انتهاء الحرب اللبنانية، مؤكدا بشعره ان وحدة اللبنانيين أقوى من صوت الحروب.

وعلى امل ان لا يكون الاهتمام الرسمي يقتصر فقط بالتسابق على نعي الكبار ورثائهم، تحية لزغلول الدامور الصابر على وجعه ووجع بلاده في آن.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024