منذ 7 سنوات | حول العالم / Huffington Post

أُجبر رضا أصلان، الباحث ومقدم البرامج التلفزيونية، على أكل دماغ بشري أثناء تصوير حلقة مع طائفة هندوسية من آكلي لحوم البشر ضمن سلسلة تلفزيونية جديدة تعرض الأديان حول العالم.

لكن تناول الدماغ البشري لم يكُن أكثر ما سبَّب مشكلات للمؤلف الأميركي في الحلقة، إذ أكدت بعض جماعات الهندوس الأميركية والهندية أن الحلقة الافتتاحية للسلسة التي تُعرض على شبكة "سي إن إن"، التي تركز على طائفة الأغوري الغامضة، تُعادي الهندوسية وتُحدث بلبلة حول ثالث أكبر ديانة في العالم.

تأتي الحلقة التي عُرضت يوم الأحد الماضي في مختلف أنحاء العالم وسط المخاوف المتزايدة من قِبل المسؤولين في الحكومة الهندية حول حساسية موقف ذوي الأصول الهندية في الولايات المتحدة في أعقاب سلسلة من جرائم الكراهية المزعومة في الأسابيع الأخيرة، وفقاً لما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.

وخلال البرنامج، التقى أصلان مجموعة من طائفة الأغوري خارج المدينة الهندوسية المقدسة فاراناسي، وقاموا بتلطيخ وجهه برماد الموتى وإقناعه بشرب الكحول من جمجمة بشرية.

يُذكر أن أحد أفراد المجموعة، والذي قام بتهديد أصلان بقطع رأسه لأنه "يتحدث كثيراً"، قام بإطعامه شيئاً ادَّعى أنه قطعة من دماغ بشري.

أتبع أصلان الحلقة بعد عرضها بمنشورٍ على فيسبوك، قال فيه: "هل كنتم تريدون معرفة مذاق الدماغ البشرية مثلاً؟ إنه كالفحم. لقد تم إحراقه تماماً!". ينتهي المقطع بهروب أصلان وطاقم التصوير بعد قيام الرجل الهندوسي برميهم بفضلاته.

ذكر أصلان بوضوح في الحلقة أن الأغوري، الذين يبلغ عددهم بضعة آلاف فقط من ضمن مليار شخص هندوسي، مجموعة متطرفة، كما أجرى مقابلات مع مجموعات أخرى من الأغوري الذين لا يتناولون لحوم البشر.

لكن التركيز على هذه الطائفة المتطرفة أدى إلى إثارة الانتقادات ووصف الحلقة بأنها مضللة في عرض الهندوسية، وتثير خوف المشاهدين الذين ليس لديهم استيعاب كامل للديانة، في نفس الوقت الذي لا تزال تعاني فيه الجالية الهندية الأميركية من هجماتٍ على اثنين من الهندوس وأحد السيخ في جرائم بَدَت أنها بدافع الكراهية في الأسبوعين الماضيين.

يُذكر أن الضحية الأخيرة، أحد قاطني مدينة سياتل، قيل له: "عُد إلى بلدك" قبل إصابته برصاصة في الذراع.

وفي بيانٍ لها، صرّحت لجنة العمل السياسية الأميركية الهندية، قائلةً: "مع ورود العديد من التقارير حول الهجمات ضد ذوي الأصول الهندية في جميع أنحاء الولايات المتحدة بدافع الكراهية، أظهر البرنامج الهندوسية على أنَّها ديانة تحُضُّ على أكل لحوم البشر، وهو ما يُعد طريقة غريبة للنظر إلى ثالث أكبر ديانة في العالم".

وأضافت: "في بيئةٍ مشحونة، من الممكن أن يؤدي عرض مثل هذه الأشياء إلى خلق تصور وحشي عن الهنود الأميركيين، مما قد يجعلهم أكثر عرضةً للمزيد من الهجمات".

وغرَّدت تولسي غابارد، أول عضوة هندوسية في الكونغرس، هذا الأسبوع أنها "منزعجة" بسبب البرنامج. وكتبت: "تستخدم سي إن إن سلطتها ونفوذها لتضليل الناس وتخويفهم من الهندوسية. وعلى ما يبدو أن أصلان سعى لإيجاد سبل أكثر إثارة وعبثية لتصوير الديانة الهندوسية".

وأضافت قائلةً: "لم يقم أصلان وقناة سي إن إن فقط بإلقاء الضوء على طائفة من الهندوس الهائمين المتصوفين لخلق صور مروعة، كما لو كنا بجولة في حديقة حيوان، لكنهم كرّروا الصور النمطية الخاطئة عن الطائفة، الكارما والتناسخ وغيرها من الأشياء التي يجتهد الهندوس في مقاومة تنميطهم بها".

وقال فامسي جولوري، أستاذ الدراسات الإعلامية في جامعة سان فرانسسيسكو، إن ما قامت سي إن إن بعرضه كان "قاسياً ومتهوراً بشكلٍ لا يُصدق" لخلق صورة مثيرة وغريبة حول الرجال الملتحين والمتشددين في مثل هذا الجو المتوتر الذي يعيشه الهنود الأميركيون.

هذا وقد اعترض العديد من الهنود على الشبكات الاجتماعية على وصف مدينة فاراناسي بأنها "مدينة الموتى"، على وصف طقس غمر رماد الموتى في نهر الجانج بأنَّه "رمي" للرماد.

وصرّح أصلان: "على الرغم من كل هذا، أعلم أنه لا يزال هناك الكثير ممن شعروا بالإهانة بسبب ما عُرض في الحلقة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمعالجتها لقضايا مثل التمييز الطبقي في الهندوسية، الذي لا يزال موضوعاً حساساً بالنسبة للكثير من الهندوس في أميركا".



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024