منذ 7 سنوات | لبنان / وكالة وطنية

اقام السفير الفرنسي ايمانويل بون مساء اليوم حفل استقبال في قصر الصنوبر على شرف وزير الدفاع الفرنسي لودريان لمناسبة زيارته الى لبنان في حضور محمود بري ممثلا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ووزير الشؤون الإجتماعية بيار ابو عاصي وحشد من الشخصيات.


بداية عبر الوزير لودريان عن سعادته لوجوده هذه الليلة في قصر الصنوبر المكان الرمز في تاريخ لبنان، فالإعلان عن لبنان الكبير تم فيه هذا الحدث الأساسي الذي سنحتفل بذكراه المئوية في عام 2020.


وقال: "زيارتي الأخيرة كانت في نيسان 2016، عندما رافقت رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند الى لبنان آنذاك، ولبنان الذي ازوره اليوم مختلف عما سبق، فقد اتخذت خطوات مهمة للخروج من الأزمة المؤسساتية، وهذا ما يرضي السلطات الفرنسية. ففي غضون أشهر، اتفقت القوى السياسية اللبنانية على انتخاب رئيس للجمهورية وبتكليف رئيس للوزراء بتشكيل الحكومة، كل ذلك تم في غضون فترة زمنية قصيرة، وكان القرار لبنانيا وبمعزل من التأثيرات الخارجية. وانا اليوم اثق بقدرة اللبنانيين على متابعة هذا المسار وعلى انجاز الموازنة والإنتخابات النيابية، ومن المهم ان تستمر هذه الدينامية بإنتخاب مجلس نيابي يؤمن صحة التمثيل للجميع.


ورأى لودريان ان المؤسسة العسكرية هي من اولى المؤسسات التي يضع الشعب اللبناني ثقته بها. فالجيش اللبناني لا يضعف امام مواجهة الإرهاب وهذا التهديد عرفناه نحن جيدا، فالإرهاب الذي ضرب باتاكلان في نوفمبر تشرين الثاني عام 2015، نيس وسانت اتيان دو Rouvray في تموز عام 2016، هو نفسه الذي ضرب لبنان برج البراجنة في نوفمبر تشرين الثاني عام 2015، أو القاع وزحلة خلال الصيف عام 2016 . وصخرة الروشة، التي اضيئت بألوان فرنسا ولبنان في عام 2015 شكلت دليلا على ان بلدينا اتحدا في الحزن والألم والنضال. وليس من المبالغة القول، كما فعل وزير الخارجية الفرنسي خلال زيارته الأخيرة، بأن لبنان هو واحد من الخطوط الأمامية الرئيسية في مواجهة داعش، خط امامي يمسكه الجيش اللبناني وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية بكفاءة فعالة ملحوظة، وهذا كله يثير اعجابنا وتقديرنا لأننا نقدر ان الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية بدفاعها عن لبنان تساهم ايضا في الدفاع عن امن اوروبا.


لذلك فمن الطبيعي أن نفرد أولوية كبيرة لتعاوننا مع الجيش اللبناني، من خلال تأمين التجهيزات والتدريبات او من خلال ارسال المساعدات العسكرية او من خلال التدريب في فرنسا، ونحن نفعل ذلك لأننا نعلم أن الجيش اللبناني هو شريك يعتمد عليه، تغلب على الإنقسامات وهو متواجد في جميع أنحاء الأراضي اللبنانية، ويقدم للمؤسسات اللبنانية الحماية قيمة وشرعية في فترات التوتر. وكشف عن النية في تعزيز التعاون في المستقبل. وقال:"يسرني أن اؤكد ان المساهمة الإستثنائية التي أعلنها الرئيس هولاند في بيروت في نيسان عام 2016، ستتحقق في الأسابيع المقبلة. في عام 2017، وسيتلقي الجيش اللبناني وسائل لمكافحة العبوات الناسفة وسيارات مصفحة، والتدريب والذخائر وقطع الغيار وسيخصص مبلغ عشرين مليون اورو هذا العام من اجل الأمن في لبنان".


وتابع:"غدا، سأزور جنوب لبنان للقاء جنود قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وأحيي القوات الفرنسية المتمركزة في دير كيفا.أشكر مقدما وزير الدفاع اللبناني لمرافقه لي، فوجوده إلى جانبي سيشكل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي واللبنانيين. وتشكل الوحدة الفرنسية التابعة لليونيفيل، بعديدها 850 المساهمة الفرنسية ألاهم لعملية حفظ السلام. ليس بعددها كبير فقط، بل بمهمتها ايضا، لأنها قادرة على التدخل بسرعة في المنطقة كلها".


وحيا الجنرال نوربرتكور، والعقيد لويك جيرارد، قائد فوج المشاة البحرية.


ورأى لودريان ان هذا الحضور القوي يبرز عزم فرنسا، مع المكونات الأخرى في القوات الدولية على المساهمة في وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، في انتظار التوصل إلى حل طويل الأجل. وقد نفذت المهمة إلى حد كبير، لأن الهدوء يسود في الجنوب منذ عشر سنوات حتى الآن، والأمم المتحدة تقوم بعمل رائع هناك.


ونحن نعمل جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية. الهدف معروف للمجتمع الدولي وللجميع: هو موضح في القرار 1701، والأمم المتحدة هي الضامن. والهدف هو مساعدة الحكومة اللبنانية على ممارسة سيادتها الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية. ونحن نعلم أن المعركة ضد الإرهاب يستنفد جزءا كبيرا من قدرات القوات المسلحة اللبنانية، والتي يمكن نشرها في الجنوب. ولكنها لا تزال مسؤوليتنا، في انتظار ظروف أفضل، أن تتعاون بنشاط مع الجيش اللبناني بحيث تكون كل يوم مؤهلة لإنجاز مهمتها في المنطقة.


وختم لودريان ان "لبنان قوي ومؤسسات قوية ونابضة بالحياة وجيش قوي هو ما تعمل عليه فرنسا في اطار تعاونها المشترك مع لبنان، ومن خلال التزامها بالأمم المتحدة و"اليونيفيل".



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024