رأى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ان "الاولوية في المرحلة الانتقالية التي تمر فيها المنطقة هي المحافظة على لبنان واللبنانيين ليكونوا مستعدين للجلوس على الطاولة"، مؤكدا ان "لا احد يستطيع ان يأخذ منا شيئا عندها".


واشار الى "ان زعامة الرئيس سعد الحريري هي ثابتة واكيدة وان الانتخابات المقبلة ستؤكد على ثباتها"، مشددا على "ان ولاءنا للبنان اولا وعروبتنا دائما ثابتة واكيدة، وان لا احد يستطيع ان يؤثر على اللبنانيين او ان يغيرهما، لا التكفيري ولا التقسيمي".


ونوه بدور المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة تجاه لبنان، واصفا "بأنهما عنوان للاستقرار والامان والخير ولن يؤثر عليهما اي كلام مسيء ولن يغير موقفهما".


وتحدث الوزير المشنوق في الافطار الصباحي الذي اقامه على شرفه احمد ناجي فارس في حضور فاعليات وشخصيات سياسية وامنية وبيروتية من بينها محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت ورئيس اتحاد العائلات البيروتية محمد عفيف يموت.


بعد كلمة ترحيبية من كمال احمد ناجي فارس الذي وصف الوزير المشنوق "بوزير الامن والامان"، استهل المشنوق كلامه بالقول: "سيرة بيروت كانت دوما سيرة خير والدليل المؤسسات التي عاشت اكثر مئة سنة بواسطة البيارتة وخيرهم وجديتهم، انا اريد ان اشكر الجميع على مبادرتهم الكريمة بالمشاركة في انشاء قاعة فوق المسجد، وان شاء الله تكون ايامنا ايام خير وبناء واصالة".


واستهل كلامه بالقول: "سيرة بيروت كانت دوما سيرة خير والدليل المؤسسات الاجتماعية التي تعمل منذ اكثر من مئة سنة بواسطة البيارتة وخيرهم وجديتهم، انا اريد ان اشكر الجميع على مبادرتهم الكريمة بالمشاركة في انشاء قاعة فوق مسجد رأس النبع، وان شاء الله تكون ايامنا ايام خير وبناء واصالة".


اضاف: "ارغب في التحدث عن امور ثلاثة: اولا يتعلق بثلاثة من الحاضرين، الريس محمد الحوت الذي هو خير من يمثل بيروت والرئيس الدائم لنجاح طيران الشرق الاوسط، اما اللواء ابراهيم بصبوص فهو الرجل الصامت الذي عملت واياه 3 سنوات وتميز بالجدية في تحمل المسؤولية وبالعمل بصبر ومن دون ملل من خلال متابعته لمشاكل الناس ولحقوقها في كل لبنان، وسيسجل في تاريخ قوى الامن الداخلي انه كان رمزا للجدية وعنوانا للنزاهة والشفافية وعنوانا لمدرسة المسؤولية.

اما الشخص الثالث فهو الرئيس الدكتور فوزي زيدان له علينا حق وواجب، حق الاعتذار عن الشكل الذي سارت به الامور، لكن التغيير هو سمة التاريخ، وهو اول من يقبل بالنتيجة. ففي السنوات القليلة التي امضاها في اتحاد العائلات البيروتية تمكن من اعطاء الاتحاد نكهة مختلفة عن كل تاريخه وقد يكون عن كل مستقبله ايضا. اعطى نكهة سياسية قديرة وعلنية من اجل ان توصل صوتها وتدافع عن بيروت وعن الدولة وكل ما هو حق لكل مواطن لبناني، وذلك من خلال كتاباته ومتابعته ودأبه وصبره، ولقد كانت النكهة اكثر من ضرورية، لانه اعطى صفة للاتحاد قادرة على ان توصل صوتها وقادرة ان تقول انها تمثل وتتجرأ على ما لا يتجرأ عليه غيرها. هذا لا يمنع ان كل رئيس اتحاد مر كان له نكهة خاصة، وكل انسان يطبع في المكان الذي هو فيه، وانني لا اقلل من اهمية الذين تعاقبوا على رئاسة الاتحاد. كما ان الرئيس الجديد محمد عفيف يموت "ابو ربيع" هو اخ وصديق وستكون نكهة مختلفة فهو تاجر بيروتي محب لمدينته التي يعرفها حجرا حجرا وشارعا شارعا وعائلة عائلة، ويهتم بها بمحبته وانفتاحه عليها جميعا، وان شاء الله تكون ولايته ولاية قادرة ان تعبر عن محبة الاتحاد وتمثيله الحقيقي لكل البيارتة، واني على ثقة انه وزملاءه سيتمكنون من الاضطلاع بهذه المهمة".


وتابع: "الامر الآخر الذي اريد ان اتحدث عنه هو ان هناك تساؤلات كثيرة عن مجريات الاوضاع، ما اريد قوله انه يجب ان يكون واضحا لكم، ان هناك رأيا يدعو الى الفوضى والمواجهة واستعمال الكلام الكبير، والبعض يقول انني افضل مغرد في هذا المجال قبل ان اتولى مهماتي الوزارية، اريد ان اقول ان المنطقة بأكملها تمر بمرحلة انتقالية وادعي انها هذه المرحلة ستستمر 3 سنوات حتى يعود الاستقرار الى المنطقة. وخلال هذه المرحلة نحن امام خيارين: اما ان نحفظ اهلنا ومدننا ومصالحنا ومكاسبنا بالهدوء وحسن الادارة والمتابعة والمثابرة، واما ان نسعى الى قلب الطاولة والخراب وهذا سهل كثيرا، وانا كنت من دعاة هذا الخيار منذ سنة وكثيرون منكم يعرفون هذا الشيء، وتجاه اندفاعي جاء الرئيس الحريري وقال لي: ماذا حدث بالشعب السوري؟ فقلت له: هذا واضح ولستم بحاجة الى جواب لتعرفوا ما هو حاصل في سوريا. فقال لي: انا لن اقبل ابدا ان يحصل للبنانيين ما حصل للسوريين ولو على حساب كم كلمة كبيرة او صغيرة او تفاصيل". 


واردف: "هذه المسؤولية ليست بجديدة على الرئيس الحريري، كما ان زعامته ليست جديدة ولا يؤثر عليها اي شيء، والكلام التافه الذي يتحدث عن المقايضة برئاسة الحكومة لا نقبله ولا نقر به ولا نقايض سعد الحريري بأي شيء في البلد، لان زعامته ثابتة واكيدة ويستحقها وتمت بالانتخابات، وهو على زعامته ثابت، بدعمكم ورضاكم وببيروتيتكم الى ان تأتي انتخابات اخرى، ومن الاكيد انها ستؤكد على هذه الزعامة اكثر مما هي ثابتة الآن، وبالتالي فان المحافظة على انفسنا في هذه المرحلة الانتقالية هي التي تسمح لنا بأن نكون موجودين على الطاولة عندما يتضح مسار التطورات، وبالتأكيد بقدرتكم ومتابعتكم لن يستطيع احد ان يأخذ منا اي شيء".


وقال: "انني منذ اللحظة الاولى التي قررت فيها وبترشيح من الرئيس الحريري ان اكون وزيرا للداخلية اتخذت قرارا بان اكون وزير داخلية كل لبنان، لان العقل السني البيروتي الاصيل هو الذي يكون مسؤولا عن جميع اللبنانيين وعن كل الدولة مع المحافظة على اولية الاهتمام ببيروت بأهلها وسكانها".


وختم المشنوق: "تسمعون كثيرا عن دول هي عنوان للاستقرار وللامان وهي عنوان للخير والفضل على لبنان وهي المملكة العربية السعودية سد العروبة الأول في الدين وفي السياسة. دولة الحرمين الشريفين وخادمهما الأكبر من أي كل كلام مسيء يقال عن بلده وعن شعبه، اضيف اليها الامارات العربية المتحدة، ففي ابو ظبي وحدها هناك حوالى 60 الف لبناني، احوالهم ممتازة ومرتاحة، وبعضهم ناجح كثيرا من اخواننا واهلنا في طرابلس وصيدا وبيروت وفي كل مكان. هذه امارات الشيخ زايد والعروبة واليوم بقيادة الشيخ محمد بن زايد رائد المبادرة السياسية العربية، لا يؤثر عليها اي كلام ولا يغير موقفها، فانها ستستمر في المحافظة على اللبنانيين والاهتمام بهم اكثر ورعايتهم اكثر، كما ان هناك مصدر ارتياح آخر، وهو انه سيصل خلال 24 ساعة مصطاف عربي مميز هو الشيخ عبد الله بن حمد العطية نائب رئيس الوزراء السابق في قطر مع مجموعته وهو كان اول من بنى بين الخراب والدمار في العام 1992 في منطقة الزهار في عاليه، واذكر ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري ارسلني اليه لارحب به باعتبار ان لا احد يتجرأ ان يقوم بالذي قام به في ذاك الوقت. انه عائد الى بيروت وان شاء الله يكون قدومه خيرا وبداية لمجيء العرب الى لبنان، لان مجيء العرب لا يعزز التجارة والاحوال الاقتصادية فقط بل هو رمز للاستقرار من جهة، والاهم هو التأكيد على عروبة لبنان واللبنانيين والتي لا يستطيع احد التأثير عليهم وتغييرهم، لا التكفيري ولا التقسيمي، التكفيري الذي يأتي ليحدد لنا ايماننا وصلاتنا وهو اقرب الى الكفر، والتقسيمي الذي يأتي ليدعو بازدواجية الولاء. لا، نحن ولاؤنا للبنان اولا، وعروبتنا دائما ثابتة واكيدة". 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024