يميل الناس دائماً للقيام بحركة جسدية دون شعور منهم، ومنها ما هو حركة بسيطة أو إيماءة تعطي مؤشراً عن عدم الصدق.
فهناك بالتأكيد إشارات مثل التململ، والتعرق، والتنفس بصورة غير منتظمة قد تكون مجرد علامات على قلق شخص ما (أو أنه بطبعه عصبي ومتوتر)، لذا عليك الاحتياط قبل أن تحكم على شخص بأنه كاذب على أساس الإشارات الجسدية فقط.
ومع ذلك، إذا لاحظت أياً من الرايات الحمراء الـ 12 التالية والتي أوردتها صحيفةIndependent البريطانية، فخذها بعين الاعتبار، إذ ربما تساعدك على اكتشاف الكذب.
إذا وجهت سؤالاً مباشراً إليهم وحركوا رؤوسهم فجأة، فإنهم قد يكذبون عليك بشأن شيء ما.
وفي هذا الصدد، تقول محللة السلوك الأميركية ليليان جلاس في كتابها "لغة جسد الكاذبين" The Body Language of Liars "سيرجعون رؤوسهم، أو سينظرون إلى الخلف، أو ينحنون إلى الأسفل، أو يميلون إلى الجانب".
وهذا يحدث في كثير من الأحيان قبل الرد على سؤال لا يمكنهم التهرب من الإجابة عليه.
تقول جلاس "حينما يكذب شخص ما يتنفس أسرع، إنَّها حركة لا إرادية".
وتضيف "عندما يزداد معدل التنفس، يرفعون أكتافهم ويخفضون أصواتهم، إذ تنتج سرعة التنفس من زيادة معدل ضربات القلب وتغير نسبة تدفق الدم، فالجسم يقوم بهذه الأنواع من التغيرات عند العصبية الزائدة أو الشعور بالتوتر الناتجين عن الكذب".
تشرح جلاس "يحدث ذلك لمحاولتهم الدائمة إقناعك وأنفسهم بشيء ما، إذ يحاولون التحقق من صحة القصة بأذهانهم". فمثلاً قد يقولون كلمات مثل "لم أكن.. لم أكن.." مراراً وتكراراً.
ويُعد التكرار أيضاً وسيلة منهم لكسب المزيد من الوقت لتجميع أفكارهم، فعليك وقتها بمتابعة الأسئلة لأنهم يحاولون غالباً المماطلة في الإجابة.
وتضيف "يحاولون دائماً التفكير فيما سيقولونه لاحقاً".
تشمل هذه المناطق الحنجرة، والصدر، والرقبة، والرأس، والبطن.
وتوضح جلاس: "دائماً ما أرى ذلك في قاعة المحكمة حينما أعمل كمستشارة للمحامين، أستطيع أن أخبرك أن شهادة شخص ما قد أدَّت لتوتر المتهم حينما أرى يد الأخير تغطي مقدمة حنجرته".
وتضيف "لم أكن أُقدِّر أبدأً أهمية استخدام هذا السلوك الكاشف إلا حينما انضممت إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي كعميلة خاصة".
تقول جلاس "إنَّها علامة كاشفة على الكذب، الكاذبون يضعون أيديهم على أفواههم بشكل تلقائي، إذ أنهم لا يريدون التعامل مع مشكلة ما أو الإجابة على سؤال معين".
وتضيف "عندما يضع البالغون أيديهم على شفاههم فهذا يعني أنهم لا يريدون الكشف عن كل شيء وأنهم لا يقولون الحقيقة، كأنهم يريدون بذلك أن يقطعوا التواصل تماماً".
تكشف جلاس "في هذه الحالة يسيطر الجسم على أفعالهم بشكل لا إرادي، فرك القدمين يخبرك بأن الكاذب المحتمل في حالة عصبية غير مريحة، ويوضح ذلك أيضاً سعيه للانسحاب من الموقف، يريدون فقط أن يبتعدوا".
وتضيف "هذه واحدة من الطرق الأساسية لاكتشاف الكاذبين، فقط انظر إلى أقدامهم وستخبرك بالكثير".
تقول جلاس "حينما يستمر المتحدث في كلامه ويعطيك الكثير من التفاصيل الفائضة والمعلومات التي لم تطلبها فهذا احتمال كبير على عدم قول الحقيقة، الكاذبون يتحدثون كثيراً لأنهم يرون في انفتاحهم الظاهر وسيلة ليصدقهم الآخرون".
توضح جلاس "حينما يظهر كذبهم يحاولون قلب الطاولة عليك بالعدوانية والدفاع عن النفس، لغضبهم من اكتشاف كذبهم، وهذا يؤدي بهم إلى الإشارة تجاهك كثيراً".
تقول جلاس: "إذا شاهدت من قبل فيديو مسجلاً لاستجواب مشتبه به يبدو أنه مذنب، فكثيراً ما ستلاحظ الصعوبة التي يُظهِرونها في الحديث، ويحدث ذلك نتيجة أن الجهاز العصبي التلقائي يقلل تدفق اللعاب في أوقات التوتر، مما يؤدي بالطبع إلى جفاف الأغشية المخاطية بالفم".
كما يُعدَ العض المفاجئ للشفاه أو ضمّها علامة أخرى على الكذب.
عندما يكذب الناس، فعادةً ما يمتنعون عن النظر إلى عيني من يُحدثهم مباشرةً، وفي المقابل يستطيع الكاذب أن يذهب لما هو أبعد بالحفاظ على تواصل العينين في محاولة منه للسيطرة عليك والتلاعب بك.
وتقول جلاس "بيرني مادوف المحتال الأشهر في التاريخ كان دائم التحديق في الناس بصورة أطول من المعتادة دون أن يرمش على فترات منتظمة".
وتضيف "عندما يقول الناس الحقيقة فإنهم ينظرون حولهم ويذهبون أحياناً بعيداً عنك من وقت للآخر بشكل طبيعي، فيما يستخدم الكاذب على الجانب الآخر البرود والنظرة الثابتة من أجل السيطرة والتخويف".
عليك الحذر أيضاً من الرَمش السريع.
الكذب يؤدي إلى التوتر وعدم الراحة، وحينما تصبح قلقاً وغير مرتاح فإنك تميل إلى التعرُّق.
وتشرح جلاس: "قد يتصبَّب العرق على شفاههم العليا أو على جباههم، نتيجة لنشاط الجهاز العصبي التلقائي".
بعض الناس لا يمكنهم الوقوف ثابتين، والبعض الآخر يميلون إلى التململ عند التوتر. إذا كان المتحدث إليك من عادته التململ أو لديه سبب وجيه لذلك فتجاهل الأمر.
ومع ذلك، فالتململ قد يكون علامة على فشل شخص ما في الكذب. (الكاذب الجيد قادر على الحفاظ على أعصابه في أي مناقشة).
وناقش مايك فيجيل الوكيل السابق بإدارة مكافحة المخدرات تجربته الشخصية -كضابط سري مُكلف بملاحقة عصابات تجارة المخدرات- في مقابلة مع موقع Business Insider الأميركي أكد فيها أن التململ يُعد بمثابة إشارة تحذيرية بأن شيئاً غامضاً على وشك الانكشاف.
