منذ 7 سنوات | العالم / عربي21



تقترب جولة المفاوضات السورية في جنيف وبعد ثمانية أيام من الاجتماعات، من الانتهاء من دون تحقيق أي تقدم يذكر، إذ ركزت على بحث جدول أعمال يؤسس لجولات أخرى لم يتم الاتفاق عليه بعد بسبب الهوة الواسعة بين الحكومة والمعارضة.


ويرى كل من الطرفين أنه حقق تقدما وإن بسيطا في هذه الجولة. بالنسبة للمعارضة، تناول البحث خلال لقاءاتها مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الانتقال السياسي، وهو الموضوع الأبرز في نظرها على طريق إيجاد الحل لنزاع مستمر منذ حوالي ست سنوات تسبب بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص.


بالنسبة للحكومة السورية، بات موضوع "مكافحة الإرهاب" محورا أساسيا في مواضيع البحث.


لكن ما يراه الطرفان تقدما هو في الواقع ما اصطدمت به جولات التفاوض السابقة. فلطالما طالبت الحكومة بإعطاء الأولوية لـ"الإرهاب"، معتبرا أن القضاء عليه ينهي النزاع، لكن الحكومة تدرج معظم أطراف المعارضة في خانة "الإرهابيين". بينما تطالب المعارضة بحصر الكلام في المرحلة الانتقالية التي يفترض استبعاد أي دور فيها للرئيس بشار الأسد.


ويتوقع دبلوماسيان غربيان أن تنتهي محادثات السلام السورية "بأجندة متفق عليها"، وخطة لاستئناف المفاوضات هذا الشهر في جنيف.


وقال دبلوماسي غربي ثالث إن المعارضة لا تزال تسعى للحصول على تأكيدات بأن الحكومة السورية لن يستخدم "الإرهاب" كذريعة لإخراج المحادثات عن مسارها.


والتقى وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري صباح الجمعة نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومجموعة من المسؤولين الروس. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "الجانبين أعربا عن ارتياحهما لسير المحادثات في جنيف على الرغم من محاولات البعض إفشاله".


ويلتقي دي ميستورا الجمعة الوفود الأربعة المشاركة في جولة المفاوضات السورية الحالية التي بدأت في 23 شباط/ فبراير، الممثلة للحكومة السورية ولأربعة جهات معارضة، أبرزها وفد الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة نصر الحريري.


وذكرت مصادر مواكبة للمفاوضات أن دي ميستورا، وبعد اجتماعات رسمية في مقر الأمم المتحدة الخميس، واصل مباحثاته غير الرسمية مع الأطراف المشاركة حتى وقت متأخر من الليلة الماضية.


ولم ينجح المبعوث الدولي حتى الآن في عقد جلسة تفاوض مباشر واحدة. ولم تلتق الوفود وجها لوجه إلا في الجلسة الافتتاحية التي اقتصرت على كلمة ألقاها دي ميستورا، وقال فيها إنه لا يتوقع خرقا ولا معجزات.


وقال عضو الوفد المعارضة منذر ماخوس هذا الأسبوع: "لا نزال هنا. هذا بحد ذاته إنجاز".


ويشارك مبعوثون من دول عدة، على رأسها الولايات المتحدة وروسيا، بالإضافة إلى قطر وتركيا وفرنسا، في المحادثات مع الوفود بعيدا عن الإعلام وقاعات الاجتماعات الرسمية.


وتتهم المعارضة الحكومة السورية بـ"المماطلة"، عبر طلبه إضافة مكافحة الإرهاب إلى العناوين الثلاثة التي اقترحها المبعوث الدولي، على أن تبحث بالتوازي، وهي: الحكم والدستور والانتخابات التي تشكل محاور العملية الانتقالية.


إلا أن رئيس وفد الحكومة إلى جنيف بشار الجعفري صرح الخميس بعد لقاء مع دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة، أن النقاش تناول "مسألة مكافحة الإرهاب كسلة على قدم المساواة مع بقية السلات".


ولم يتضح ما إذا كانت مسألة مكافحة "الإرهاب" ستكون جزءا من البنود كما كان يسعى وفد الحكومة السورية بقيادة بشار الجعفري. وتعتبر المعارضة أن موضوع مكافحة الإرهاب "لا يحتاج إلى مفاوضات".


واتهم الجعفري وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السياسية والعسكرية، بأخذ مفاوضات جنيف "رهينة" لرفضها إضافة الإرهاب على جدول الأعمال.


وبعد حوالي ساعة من تصريحات الجعفري، خرج وفد الهيئة العليا للمفاوضات من لقاء مع دي ميستورا، ليعلن بلسان الحريري أن الاجتماع تركز لليوم الثالث على "الانتقال السياسي، وهذه النقاشات تتطور أكثر كل يوم".


وبحسب مصادر في وفد الهيئة العليا للمفاوضات، فإن الهيئة لا تريد بحث العناوين الثلاثة التي طرحها دي ميستورا بالتوازي، بل تفضل البدء بالانتقال السياسي أولا والتقدم في هذا الملف قبل بحث الدستور والانتخابات.




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024