بعد النصر الميداني الأهم ضد قوات بشار الأسد منذ العام 2013 بفك الحصار عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب، أطلق الثوار السوريون المرحلة الرابعة من «ملحمة حلب الكبرى» الهادفة الى تحرير المدينة كلها من قوات النظام والميليشيات الداعمة له.


ففي ساعة متقدمة مساء، أعلن تحالف يضم فصائل مقاتلة معارضة لبشار الأسد بدء معركة تحرير كامل مدينة حلب في شمال سوريا، غداة تمكنه من فك الحصار عن احيائها الشرقية في ضربة كبيرة لجيش الأسد والميليشيات المتحالفة معه.


وفي بيان أصدره قال تحالف «جيش الفتح» الذي يتألف من فصائل عدة بينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، «اننا في جيش الفتح وبعد اسبوع من المعارك المتواصلة(...)، نعلن بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة».


وأضاف البيان «نبشر بمضاعفة اعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة، ولن نستكين بإذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب».


ودخلت أمس أول قافلة مساعدات إنسانية إلى أحياء حلب الشرقية غداة فك الحصار عنها. وقال ناشطون إن فعاليات ومؤسسات أهلية من مدينة إدلب استطاعت إدخال أول قافلة مساعدات إنسانية مكونة من مواد غذائية إلى أحياء حلب الشرقية، مشيرة إلى أنها عبرت من حي الراموسة .ولفت الناشطون إلى إمكان إدخال قوافل أخرى إلى الأحياء الشرقية لحلب، تزامنا مع استمرار الثوار في توسيع مناطق سيطرتهم في مدينة حلب ومحيطها.


وتصدى الثوار أمس لمحاولة ميليشيا «حزب الله» التقدم في حي الراموسة، وأسفرت المعارك عن سقوط قتلى من الحزب وتدمير آليات عسكرية، وسط قصف عنيف من قبل الطائرات الروسية.


وأعلنت غرفة عمليات فيلق الشام عن تدمير دبابتين من طراز «تي 72» بعد استهدافهما بصاروخين حراريين في محيط الراموسة، بالتزامن مع قنص عدد من ميليشيا «حزب الله« وعناصر الحرس الثوري الإيراني أثناء محاولتهم التسلل إلى المنطقة.


واستهدفت الطائرات الروسية كلية المدفعية وحي الراموسة بعشرات الغارات الجوية، كما استهدف الطيران الحربي حي المشهد بالقنابل الفوسفورية المحرمة دوليا، وتعرضت أحياء المرجة والأنصاري والميسر إلى قصف عنيف.a


وشنت الطائرات الروسية والاسدية مئات الغارات الجوية على مواقع الثوار في جنوب مدينة حلب ومحيطها.


وقال مصدر في جبهة فتح الشام إن مرحلة السيطرة على المدينة بشكل كامل بدأت الآن، مشيرا إلى أن قوات النظام انسحبت بالكامل من معركة السيطرة على كلية المدفعية، وحل مكانها مسلحو «حزب الله« وقياديون في الحرس الثوري.


وأضاف المصدر أن خسائر «حزب الله« والإيرانيين هي الكبرى في سوريا، حيث خسر الحزب أكثر من عشرين مسلحا بينهم قيادي كبير إضافة إلى قتلى من الضباط الإيرانيين، مؤكدا أن المعارضة غنمت كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إضافة لمستودعات كاملة للذخيرة خلال معارك حلب.


وأحبطت المقاومة السورية أمس هجوماً لقوات النظام وميليشياته على محور الراموسة وتمكنت خلال المعركة من تكبيدها خسائر في العتاد والعدد، وسط قصف جوي عنيف تشهده المنطقة منذ يوم أمس.


وقال مراسل «زمان الوصل» في حلب، إن المقاومة السورية تواصل عمليات التمشيط في تجمع الكليات العسكرية في الراموسة ومحيطها بهدف تأمين الطريق الذي تم فتحه بين أحياء حلب الشرقية وريفها الجنوبي.


وأشار المراسل إلى أن المقاومة السورية تمكنت خلال عمليات التمشيط اليوم من أسر عدد من عناصر جيش النظام بينهم ضابط برتبة نقيب، كانوا مختبئين في أحد المباني في الكلية المدفعية.


وأكد مصدر ميداني في المقاومة السورية لـ»زمان الوصل» استمرار فتح الطريق بين أحياء حلب الشرقية وريفها الجنوبي من بوابة منطقة الراموسة، نافياً كافة الأخبار التي تتحدث عن قطعه من قبل قوات النظام، لافتاً إلى أن المقاومة السورية تعمل على تأمين الطريق لفتحه أمام قوافل المساعدات والأغذية والمدنيين مُشيراً إلى أن الطريق في الوقت الحالي يُستخدم كطريق عسكري.


وتحدث المصدر عن تجهيزات المقاومة السورية لإطلاق المرحلة الرابعة من «ملحمة حلب الكبرى» والتي تهدف للسيطرة على أحياء حلب الغربية والثكنات العسكرية التي تتبع لجيش النظام في مدخلها، وأبرزها الأكاديمية العسكرية والتي اعتبرها أهم حصون قوات النظام في المنطقة.


وأكد المصدر استعداد وجاهزية المقاومة السورية لهذه المرحلة معنوياً ولوجستياً، مشيراً الى أن «المرحلة الأصعب تم إنجازها وتمكنا بفضل الله من السيطرة على تجمع الكليات العسكرية، والمعنويات مرتفعة لدى كافة المقاتلين من كل الفصائل، والجميع ينتظر إطلاق المرحلة الرابعة على أحر من الجمر«.


وأضاف: «أما عن تذخيرنا والاستعداد اللوجستي، فقد منّ الله علينا بغنائم تكفينا لتحرير حلب وتزيد، وسنستخدم اسلحتهم التي اغتنمناها منهم لقتالهم بها وهزيمتهم بإذن الله«.


تجدر الإشارة إلى أن فصائل المقاومة السورية تمكنت أول من أمس من إنهاء حصار دام 30 يوماً عن أحياء حلب الشرقية التي تضم أكثر من 350 ألف نسمة، وذلك بعد معارك عنيفة ضد قوات النظام والميليشيات المساندة لها جنوب حلب استمرت لمدة 7 أيام متواصلة.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024