منذ 7 سنوات | حول العالم / Huffington Post

تخيَّل نفسك في العمل وكل شيء يسير بشكل طبيعي، حتى تنهض في أحد الاجتماعات لتقدّم عرضاً، ثم تُفَاجأ بأنك عارٍ تماماً.

إنه حلمٌ يراود العديد من الناس في منامهم، وما زال الخبراء غير متأكدين تماماً بعد من تفسيره، بحسب النسخة الأميركية من "هافينغتون بوست".

يتفق معظم علماء النفس على أن هذا الحلم لا يمثِّل رغبةً واقعية لدى صاحبه بالظهور عارياً على الملأ، لكن من المُرجَّح أنه متعلقٌ بكون صاحب الحلم مُحرَجاً من شيءٍ ما في نفسه لا يعرفه الآخرون.

واقترح علماء نفس آخرون أن هذا النوع من الأحلام ينبع من الشعور بالذنب، أو من عقدة النقص، أو قد ينتج من تراكم آثار شعورٍ بالإهمال أو الحرمان في الماضي.

يعتقد بعض الناس بطبيعة الحال أنه مجرد حلم لا يعني شيئاً على الإطلاق. ولكن على الجانب الآخر يقتنع بعض علماء الأعصاب وعلماء النفس أن الأحلام تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على الصحة العقلية والعاطفية بغض النظر عن تفسيرها.

وتشير العديد من الأبحاث التي أُجرِيَت في هذا الصدد إلى أن الأحلام تساعد على استرجاع الذكريات، وحلِّ المشكلات التي نصارعها خلال ساعات اليقظة، وتفعيل العواطف، حتى وإن كانت هذه الأحلام مُزعِجة كظهورك فجأة عارياً في العمل أمام الجميع.

حتى أحلامك المُزعِجة تفي بغرض ما

وضع بعض الفلاسفة مثل أفلاطون وأرسطو، والمحلل النفسي سيغموند فرويد لاحقاً، الأسس للنظرية التي تقول إن الأحلام ما هي إلا وسيلة لنقل رغبات اللاوعي إلى مكان آمن وغير حقيقي، بدلاً من تركها في مكانٍ أو توقيتٍ قد يكون ضاراً أو مرفوضاً بالنسبة لنا.

أعدَّ الأستاذ في علم النفس وطب النوم بمركز جامعة ستانفورد الأميركية لعلوم النوم والطب، ويليام ديمنت، والملقب بـ"أبي طب النوم"، دراسةً بالغةَ الأهميةِ عام 1960 وثَّق من خلالها الآثار السلبية الناتجة عن غياب الأحلام.

وكشفت الدراسة عن أن الأشخاص الذين يدخلون في نوم حركة العين السريعة - REM (وهو نوعٌ من النوم يجعلك غير قادرٍ على الحلم)، يتعرَّضون لمزيدٍ من التوتر، والقلق، والانفعال الزائد، وزيادة الشهية، وقلة المرونة الحركية، والمزيد من مشاعر الفراغ، واضطراب الشخصية عما كانوا عليه وقت قدرتهم على الحلم.

وكتب ديمنت في دراسته: "يمكن أن يؤدي كبت الأحلام، إذا استمر لفترةٍ طويلة، إلى اضطراباتٍ خطيرةٍ في الشخصية".

وبعد عودة المشاركين بالدراسة للنوم الطبيعي مرةً أخرى، تضاعفت أحلامهم بنسبة 50% عما كانت عليه قبل بدء التجربة، كما استمروا في الحلم أكثر من المعتاد، لفترةٍ وصلت إلى أربع ليالٍ لتعويض ليلةٍ واحدةٍ حُرموا فيها من الحلم.

وعلى مدار العقود التالية على دراسة ديمنت، أظهرت المزيد من الدراسات نفس النتائج، وأكدت على إثبات التأثير القوي للأحلام على الصحة العاطفية، لتؤدي بذلك وظيفةً نفسيةً هامة.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024