منذ 7 سنوات | لبنان / المستقبل





طوت مصالحة الجبل عامها الخامس عشر ومعها تاريخ مرير بغيض من «حرب انتهت إلى غير رجعة» كما جزم رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في عبارة مستعادة من خطاب إرساء المصالحة مع «القامة الوطنية الشامخة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في آب 2001»، ليعيد الجبل بالأمس تمتين أواصر هذه المصالحة التاريخية مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي خلال حفل تدشين كنيسة «سيدة الدر» المارونية في المختارة. 

وأمام هذا المشهد الوطني الجامع المكرّس للعيش المشترك في جبل عازم على أن يبقى على صورة لبنان متنوعاً عصياً على أن تهزّه رياح الفتنة العاصفة في أرجاء المنطقة، نوّه الرئيس سعد الحريري بهذه «العلامة المضيئة في تاريخ لبنان» مبدياً في تغريدة عبر «تويتر» ثقته بأنّ «المصالحة وضعت أساساً متيناً للحياة المشتركة بين اللبنانيين وطوت صفحة مؤلمة لن تتكرر بإذن الله»، ووجّه في هذه المناسبة «تحية خاصة للأخ وليد جنبلاط وللبطريرك صفير والمسيرة المستمرة بجهود البطريرك الراعي».


وكان جنبلاط، بعد استقباله على رأس وفد روحي البطريرك الماروني عند مدخل قصر المختارة صعوداً نحو باحة «البركة» حيث أقيم الاحتفال بتدشين الكنيسة  تمنّى في كلمته أن «تدرّ علينا الأيام المقبلة رئيساً للجمهورية كي نحفظ جميعاً لبنان من الرياح العاتية (...) فتستعيد المؤسسات المعطلة دورها وتعود عجلة الدولة إلى الدوران»، مجدداً التأكيد على التمسك بثوابت «المصالحة والوحدة الوطنية والعيش المشترك والحوار» مع إشارته إلى أنّ «أي أثمان تُسدد في سبيل السلم أرخص من أثمان الحرب والقتل الدمار».


كذلك أعرب الراعي في كلمته عن التطلع «إلى المصالحة السياسية بين فريقي 8 و14 آذار والوسطيين (...) لإحياء الدولة ومؤسساتها الدستورية بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية»، مشدداً في هذا السياق على أنّ انتخاب الرئيس «هو الباب وعبثاً نحاول التسلق إلى الدولة من مكان آخر»، واستغرب «الجدوى من طرح جميع المواضيع» قبل إنجاز الاستحقاق الرئاسي وسط تأكيده أنّ «رئيس الجمهورية هو وحده الكفيل بقيادة طرحها والنظر فيها كلها».

 وبعدما سأل: «بأي حق يتعطل انتخاب الرئيس ويتعطل معه المجلس النيابي وتتعثر الحكومة وتدب الفوضى في المؤسسات العامة وتتوقف التعيينات وتُشل الحركة الاقتصادية؟» 

أردف البطريرك الماروني خاتماً بالقول: «مبادرة انتخاب الرئيس تحتاج إلى رجالات دولة كبار يدركون أنّ الحل يأتي من الداخل بشجاعة وتجرّد من المصلحة الذاتية وبغيرة النظر إلى مصلحة البلاد التي تعلو الجميع»


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024