منذ 7 سنوات | لبنان / وكالة وطنية

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداسا في كنيسة تجلي الرب، التي دشنها، وسيكرس مذبحها في بلدة مار بطرس كريم التين، وعاونه المطران كميل زيدان في حضور السفير البابوي غابرييل كاتشا، الرئيس السابق أمين الجميل، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العقيد جرجس أبو ناصر ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وحشد من المؤمنين من أبناء البلدة والجوار.

وألقى الراعي عظة، استهلها بالقول: "وتجلى الرب يسوع أمامهم" (مر 9: 2)"، مضيفا "يسعدني مع سيادة راعي الأبرشية المطران كميل زيدان وسيادة السفير البابوي أن نبارك ونكرس كنيسة تجلي الرب الرعائية في مار بطرس كريم التين العزيزة، بمعاونة كاهن الرعية الاب جان مهنا والآباء المريميين والكهنة، وبمشاركة وأبناء الرعية وبناتها وهذا الجمع الغفير الوافد من مختلف البلدات والمناطق، وعلى رأسهم فخامة الرئيس الأسبق الشيخ أمين الجميل ونواب المنطقة وقائمقام المتن ورؤساء البلديات والمخاتير والهيئات الرسمية والمدنية والعسكرية والثقافية".

وقال: "إني أحيي وأهنئ رعية مار بطرس كريم التين ولجنة إدارة الوقف وبناتها على هذا الإنجاز الكبير بفضل إيمانهم وسخاء قلوبهم وأيديهم. نسأل الله أن يكافئهم بفيض الخير والنعم عليهم. إننا نقدر شجاعتهم واتكالهم على عناية الله ببيته، مدركين كلمة الله في الكتاب المقدس: "إن لم يبن الرب البيت، عبثا يتعب البناؤون". أما اليوم، وقد اكتمل بيت الله، تستطيع الرعية أن تقول مع سفر أخبار الأيام الثاني: "والآن يا رب، بنيت لك هيكلا مجيدا، مكانا لسكناك إلى الأبد".

أضاف "عندما اخترتم هذه التلة المطلة من مار بطرس كريم التين على المنطقة الكسروانية أيضا، لتبنوا عليها الكنيسة الجديدة، اخترتم كذلك بصواب تخصيصها لعبادة الرب المتجلي، فكانت كنيسة تجلي الرب. فيأتي الاحتفال إلينا مزدوجا: عيد التجلي شفيعها، وعيد تكريسها مع مذبحها. فيسعدنا تدشينها بهذه الليتورجيا الإلهية التي نقدمها على نيتكم جميعا، وعلى نية كل أبناء الرعية؛ والمحسنين والمهندسين والمنفذين، وكل من له تعب في هذا المشروع المقدس؛ وعلى نية كل الحاضرين والمشاركين".

وتابع "وتجلى الرب أمامهم" (مر 9: 2). أراد يسوع أن يتجلى ببهاء مجد ألوهيته، أمام ثلاثة من تلاميذه، بطرس ويعقوب ويوحنا، بهدفين: الأول، استباق مجد قيامته وشد عزيمتهم لقبول واقع آلامه وصلبه وموته مرذولا من الجميع. وكان قد أنبأهم عن هذا الواقع منذ قليل فلم يستطيعوا تحمله وقبوله. والهدف الثاني إعلان مصير آلامه وموته الذي ينتهي بالقيامة، فيكون موته فداء عن خطايا البشرية جمعاء، وتكون قيامته لبث الحياة الجديدة المبرِّرة للنفوس. وفي ضوء هذا الهدف يعطي معنى لآلامنا، ويدعونا لكي نضمها إلى آلامه، فتصبح وسيلة فداء وخلاص لنا ولمجتمعنا. التلاميذ الثلاثة الذين شاهدوا مجد ألوهيته، هم إياهم اصطحبهم معه إلى جبل الزيتون ليروا ضعف إنسانيته المتألمة، من دون أن ينسوا مشهد التجلي. ومع هذا انغلبوا للضعف، ولم يصمد منهم إلا صغيرهم يوحنا، الذي رافقه حتى الصليب مع مريم أمه. فكانت أول ثمرة لموته أمومة مريم للبشرية جمعاء بشخص يوحنا: "يا امرأة، هذا ابنك! يا يوحنا هذه أمك" (يو19: 26-27)".

وأردف "في حدث التجلي ظهر موسى وإيليا: الأول يمثل الشريعة، والثاني الأنبياء. ما يعني أن يسوع الإله المتأنس هو كمال كل ما كتب في الشريعة وما قيل عنه في النبوءات. هكذا عرف به فيليبس لنتنائيل منذ اللحظة الأولى قائلا: "إن الذي كتب عنه في شريعة موسى وفي الأنبياء، قد وجدناه. وهو يسوع ابن يوسف من الناصرة" (يو1: 45). وظهر أيضا سر الله الواحد والثالوث: الآب بالصوت الذي سمع "هذا هو ابني الحبيب، فله اسمعوا"، والابن بشخص يسوع المسيح، والروح القدس بالغمامة التي ظللتهم (مر9: 7)".

وختم "فيما نجدد إيماننا بصليب المسيح الفادي وبقيامته المحيية، وبالإله الواحد والثالوث، إنما نعلن جوهر إيماننا المسيحي، ونعمل من أجل فداء وطننا وشعبنا وإحيائه، كي يتجلى ببهاء القيم الروحية والأخلاقية والوطنية. ومعا نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين". 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024