منذ 7 سنوات | لبنان / وكالة وطنية

شدد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، على ضرورة أن "لا نخرج بقناعة كلبنانيين من أن الحوار مضيعة للوقت، كما يجب أن لا نبخس ما حصل من حوارات"، لافتا إلى "فتح أفق جديد في الحوار حول بعض الاصلاحات الدستورية، ولا عيب في هذا الامر، وفي الوقت نفسه، ربما تأتي لحظة سياسية ما تنضج فيها "طبخة البحص" الرئاسية، وربما تكون تسوية لبنان تحتاج الى صلح اليمن، أو ربما صلح اليمن قد يسبق تسوية لبنان، وربما يحتاج "بحص الرئاسة" الى مزيد من الوقت لينضج، وأمل أن لا تجرنا الغرائز الى زرع المزيد من الضغائن بين السوري واللبناني، فهناك أزمة باتت تشعر بها كل بلدة، لكن الامر لن يعالج ولا يقارب بمنطق التحريض"، داعيا أهل السياسة والاعلام الى "التنبه للضخ الدائم في مسألة الخلافات السورية- اللبنانية، لان لا خيار أمام اللبنانيين إلا التفاهم".
وسأل: "لماذا لم تغص الدولة بـ600 مليون دولار من أموال الانترنت منهوبة من جيوب المواطنين؟، وهل سأل احد في بعض المناقصات التي حصلت سابقا، كيف اعيدت وانخفضت في شهر 12 مليون دولار.، وهل سأل احد ان عائدات الجمارك علينا 750 مليار ليرة تحصل سنويا وهناك 750 مليار ليرة لا تحصلها الدولة فتذهب سرقة؟".
وخلال تمثيله رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط، في رعاية حفل العشاء السنوي لصندوق دعم المريض التابع لجمعية "آفاق"، الذي أقيم في راشيا، قال أبو فاعور: إن الخير هو هذا الذي يبذل ويذهب لمساعدة الكثير من ابناء راشيا والبقاعين الغربي والأوسط وحاصبيا، واذا كنا نفرح في ما نقوم به، لكن ما نطمح اليه كـ"حزب تقدمي" يتجاوز هذه المبادرة من الناس الخيرين الى رغبة اقامة نظام سياسي اولا، واقتصادي ثانيا وصحي ثالثا لا يحتاج فيه الفقير الى ان يقف اي كان وسيطا بينه وبين الدولة، فنحن نقوم بهذا الدور، ونطمح الى ان نصل الى يوم تصبح فيه الدولة هي الراعية والمسؤولة الوحيدة عن المواطن".وأضاف: "ان نظامنا الاقتصادي الجائر والصحي غير العادل يحتاج الى اعادة نظر، لذلك كانت هذه المبادرة التي أطلقت من قبل وزارة الصحة وفعليا من قبل "الحزب التقدمي الاشتراكي" لرفع مساهمة الاستشفاء لمن تجاوز الـ64 عاما من 85 في المئة الى 100 في المئة"، متسائلا: "هل الدولة هي دولة رعاية او لا؟، وهل المواطن هو من مسؤولية الدولة أم الاحزاب والوزراء والنواب والقوى السياسية والجمعيات الخيرية؟. وهل هذا الامر الذي يبذل من هذا الحزب- نحن حزب نتشرف بان نكون حزبا-، هل ذلك يبذل من دون مقابل؟".

وتابع: "نحن في هذا الصندوق لا نطلب مقابلا سياسيا ولا غير سياسي، نحن واسطة خير بين الخيرين، وننظم هذه العلاقة"، متسائلا: "ألم يحن الوقت لتصبح الدولة هي الراعية الوحيدة للمواطن في لبنان".

كما أشار أبو فاعور إلى أن "هناك دولتان في لبنان: الظاهرة المعلنة من وزراء ونواب وشخصيات وسياسيين، وهناك الدفينة العميقة الغامضة، دولة المصالح والفساد الذي ينهش الدولة"، متسائلا: "هل الـ70 مليار دولار فقط ديون وما نسبة النهب، وفضيحة مثل فضيحة الانترنت فيها 600 مليون دولار نهب، هذه جريمة يراد لها أن تكون جريمة دون مجرمين، وهناك محاولة للملمتها ولفلفتها، وان الامر غير واضح، والقضاء لا يزال يحقق اذا كانت هذه المعدات التي ضبطت هي معدات تخابر شرعي أم لا، وحتى اللحظة لا نعرف ما هي هذه المعدات، ومن الممكن اي تكون هذه المعدات غدا برادات او غسالات او غيرها".

وسأل: "كيف يمكن ان نجدد ثقة المواطن بالسياسيين والدولة، وكيف للمواطن ان يقتنع بان هذه الدولة التي سيخضع لها بضبط السرعة او في الكهرباء والماء وبكل الخدمات هي الدولة الام الحنون والراعية والحامية، وهي تقصر في ادنى الخدمات الطبية اتجاه من تجاوز الـ64 وبعضهم ينام على مرضه، لان لا قدرة له ان يذهب الى مستشفى او يتوسل على ابواب المؤسسات الخيرية او السياسيين، لذلك بقدر ما اوجه الشكر اليكم على المساهمة والمساعدة بقدر ما اعدكم باسم "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وباسم النائب جنبلاط بان هذه السياسة الاصلاحية المطبقة في وزارة الصحة وفي كل الوزارات التي يتسلمها الحزب هي سياسة مستمرة والشعار الذي يجب ان يكون في المرحلة اللاحقة، فلنأخذ من السارق لنعطي الفقير".

وشكر وزير الصحة للمنظمات الدولية على "الجهد الذي يقومون به في منطقة البقاع في موضوع النازحين السوريين"، متمنيا أن "لا تجرنا الغرائز الى زرع المزيد من الضغائن بين السوري واللبناني، فهناك ازمة ومشكلة باتت تشعر بها كل بلدة وتعاني منها، صحيح، ولكن هذا الامر لن يعالج ولا يقارب بمنطق التحريض، لان هذا التحريض قد يقود الى صدام، وهو ليس لمصلحة اللبناني او السوري، فلننبه اولا اهل السياسة وثانيا اهل الاعلام من الضخ الدائم في مسألة الخلافات السورية - اللبنانية والاجراءات التي يقوم بها بعض اللبنانيين والتجاوزات التي يقوم بها بعض السوريين، فالسوري الذي قدم الى لبنان ليس من اجل السياحة بل لان هناك حربا في سوريا، والدولة اللبنانية لديها اجراءات وهي تتصرف كدولة، فعلاقة المواطن السوري النازح هي مع الدولة التي تتصرف وتتخذ الاجراءات الامنية وغيرها وتخفف من ازمة النزوح، ولكن يجب ان لا نصل الى مرحلة يصبح فيها كل مواطن او بلدية تأخذ على عاتقها اجراءات احادية غير مدروسة، وتربي الضغائن وتثير الاحقاد، الا اذا كان المطلوب ان نصطدم ببعضنا كسوريين ولبنانيين، وبالتالي، تكون الحرب التي نجونا منها حتى اللحظة في هذا الصراع المنتشر في محيطنا، نحن من يأتي به الى لبنان، فالامر يقارب بعقول باردة وبادارات رسمية".

وقال: "ربما تكون حجم الآمال ليست على قدر ما يتمناه اللبنانيون، بعد جولة الحوار الثلاثية، لكن هذا يجب ان لا يدعو الى الكفر بالحوار، ونحن في هذه المناسبة نوجه الشكر لرئيس مجلس النواب نبيه بري على الجهد الدائم الذي يقوم به لاجل تاكيد منطق الحوار، لان ليس هناك اي منطق آخر، واذا فشلت هذه الجولات، ربما تأتي لحظة سياسية اخرى مناسبة تنجح فيها جولات الحوار"، مضيفا: "الموضوع هو موضوع توقيت سياسي، ويجب ان لا نخرج بقناعة كلبنانيين ان الحوار مضيعة للوقت، فالحوار ليس مضيعة للوقت ويجب ايضا ان لا نبخس في ما حصل من حوارات ، هناك افق جديد فتح في الحوار حول بعض الاصلاحات الدستورية ولا عيب في هذا الامر، وفي الوقت نفسه، ربما تأتي لحظة سياسية ما، تنضج فيها طبخة "البحص الرئاسية"، وربما تكون تسوية لبنان تحتاج الى صلح اليمن او ربما يكون صلح اليمن قد يسبق تسوية لبنان، وربما يحتاج بحص الرئاسة الى مزيد من الوقت لكي ينضج، ولكن سيأتي وقت وينضج هذا "البحص" وستتحقق التسوية السياسية في لبنان"، ولافتا إلى ان "لا خيار امام اللبنانيين الا التفاهم، واذا كنا قد عبرنا المرحلة الصعبة من الصراع في سوريا دون الاضرار بالاستقرار والامن الداخلي في لبنان، فالحري بنا في الربع الساعة الاخير من هذه الازمة ان نحمي انفسنا ووطننا من هذه التداعيات". 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024