منذ 7 سنوات | لبنان / وكالة وطنية

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الاحتفالي في كنيسة سيدة الدر العجائبية في المختارة بعد ترميمها، عاونه المطرانان بولس مطر وطانيوس الخوري ولفيف من الكهنة، في حضور الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان، الوزير السابق وليد الداعوق ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي،النائب ناجي غاريوس ممثلا النائب العماد ميشال عون، الوزيرين وائل ابو فاعور وأليس شبطيني، السفير البابوي غابريال كاتشا، النواب: وليد جنبلاط، طلال ارسلان، فريد الياس الخازن وعلي فياض، قائد الجيش العماد جان قهوجي، النائب السابق فريد هيكل الخازن على رأس وفد من مشايخ آل الخازن وشخصيات وفاعليات سياسية ورسمية وعسكرية وديبلوماسية.


وكان وفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز يتقدمهم جنبلاط وارسلان وحشد من الفاعليات ورؤساء البلديات استقبلوا الراعي والوفد عند مدخل قصر المختارة التي زينت الشوارع المؤدية اليه باللافتات المرحبة والاعلام البطريركية واللبنانية وصور الراعي عند مداخل البلدات المؤدية الى المختارة.


العظة


بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "وتجلى الرب يسوع أمامهم" (مر 9: 2)،

وقال فيها: "يسعدنا أن نحتفل معكم بقداس عيد تجلي الرب يسوع بألوهيته على جبل طابور، هنا في كنيسة سيدة المختارة. والمناسبة هي اختتام أعمال ترميمها بمبادرة مشكورة من الاستاذ النائب وليد بك جنبلاط. وبذلك يواصل مبادرة الشيخ بشير جنبلاط الذي بناها سنة 1820 قرب قصره إكراما لمشايخ آل الخازن أصدقاء العائلة الجنبلاطية، فيتمكنوا من إحياء قداس الأحد عندما يحلون ضيوفا عليه. وتتجمل هذه المناسبة باحياء الذكرى الخامسة عشرة لمصالحة الجبل التي أرسى أسسها صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير والزعيم وليد بك جنبلاط والأمير طلال مجيد إرسلان".


أضاف: "إنني أحيي مشايخ آل الخازن الكرام الذين توافدوا إلى هذا الاحتفال المزدوج بدعوة كريمة من الاستاذ وليد بك، وكل المشاركين معنا، وبخاصة أبناء الرعية في المختارة العزيزة. نقدم هذه الذبيحة المقدسة على نيتكم جميعا، وعلى نية كل من له تعب في هذه الكنيسة التي أُعلنت فيها كلمة الله وتوزعت نعمة الأسرار وعاش المؤمنون والمؤمنات جمال الاتحاد بالله والوحدة فيما بينهم، على مدى مئة وست وتسعين سنة. وبعد أربع سنوات سنحتفل، إن شاء الله، بيوبيل مئتي سنة على تشييدها، وبيوبيل مئة سنة على إعلان لبنان الكبير".


وتابع: "وتجلى الرب أمامهم" (مر 9: 2). أراد يسوع أن يتجلى ببهاء مجد ألوهيته، أمام ثلاثة من تلاميذه، بطرس ويعقوب ويوحنا، بهدفَين: الأول، استباق مجد قيامته وشد عزيمتهم لقبول واقع آلامه وصلبه وموته مرذولا من الجميع. وكان قد أنبأهم عن هذا الواقع منذ قليل فلم يستطيعوا تحمله وقبوله. والهدف الثاني إعلان مصير آلامه وموته الذي ينتهي بالقيامة، فيكون موته فداء عن خطايا البشرية جمعاء، وتكون قيامته لبث الحياة الجديدة المبررة للنفوس".


أضاف: "في ضوء هذا الهدف يعطي معنى لآلامنا، ويدعونا لكي نضمها إلى آلامه، فتصبح وسيلة فداء وخلاص لنا ولمجتمعنا ولوطننا.

التلاميذ الثلاثة الذين شاهدوا مجد ألوهيته، هم إياهم اصطحبهم معه إلى جبل الزيتون ليروا ضعف إنسانيته المتألمة، من دون أن ينسوا مشهد التجلي. ومع هذا انغلبوا للضعف، ولم يصمد منهم إلا صغيرهم يوحنا الذي رافقه حتى الصليب مع مريم أمه. فكانت أول ثمرة لموته أمومة مريم للبشرية جمعاء بشخص يوحنا: "يا امرأة، هذا ابنك! يا يوحنا هذه أمك" (يو19: 26-27). هذه الكنيسة على اسم سيدة الثديين ترمز إلى أمومة مريم الروحية لنا جميعا، وإلى تشفعها من أجل كل أم".


وقال: "في حدث التجلي ظهر موسى وإيليا:الأول يمثل الشريعة، والثاني الأنبياء. ما يعني أن يسوع الإله المتأنس هو كمال كل ما كتب في الشريعة وما قيل عنه في النبوءات. هكذا عرف به فيليبس لنتنائيل منذ اللحظة الأولى قائلا: "إن الذي كتب عنه في شريعة موسى وفي الأنبياء، قد وجدناه. وهو يسوع ابن يوسف من الناصرة" (يو1: 45).


وظهر أيضا سر الله الواحد والثالوث: الآب بالصوت الذي سمع "هذا هو ابني الحبيب، فله اسمعموا"، والابن بشخص يسوع المسيح، والروح القدس بالغمامة التي ظللتهم (مر9: 7)".


وختم الراعي: "فيما نجدد إيماننا بصليب المسيح الفادي وبقيامته المحيية، وبالإله الواحد والثالوث، إنما نعلن جوهر إيماننا المسيحي، ونعمل من أجل فداء وطننا وشعبنا وإحيائه، كي يتجلى ببهاء القيم الروحية والأخلاقية والوطنية. ومعا نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين". 




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024