منذ 7 سنوات | حول العالم / Huffington Post

تسبَّب تقرير أعدته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية عن محمد بزيك، الأميركي من أصل ليبي ذي الـ62 عاماً الذي يستمر منذ عقدين في رعاية أطفال مصابين بأمراض ميؤوس منها، تسبَّب في تدفُّق التبرعات عليه من كافة أنحاء الولايات المتحدة الأميركية.

يروي التقرير المُلهِم، الذي كتبته هايلي برانسون بوتس، الصحفية الحاصلة على جائزة بوليتزر، كيف أنَّ بزيك هو الشخص الوحيد في مقاطعة لوس أنجلوس الذي يستقبل هؤلاء الأطفال ذوي الحاجات البالغة، حتَّى وهو يقوم على رعاية ابنه الذي يُعاني إعاقةً في النمو، بحسب ما ذكر تقرير لموقع Vocativ الأميركي.

ويرعى بزيك الآن فتاةً تبلغ من العمر 6 أعوام، مُصابة بخللٍ دماغيٍ يُسبب لها نوبات يومية وأدَّى إلى إصابتها بالعمى، والصمم، ومعظم جسدها مشلول. وبخلاف الوقت الذي يقضيه في المسجد، والذي تقوم فيه ممرضة على رعاية الطفلة، يمكث بزيك إلى جانبها في البيت أو في المشفى.

نُشِر التحقيق في 8 فبراير/شباط، بعد يومٍ واحدٍ من قضاء محكمة استئناف أميركية بتعليق القرار التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنع المهاجرين واللاجئين القادمين من 7 دولٍ ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة (من بينها ليبيا، التي هاجر منها بزيك في عام 1978).

وفي اليوم نفسه، تعاطفت قارئة مع قصة بزيك و"إيمانه، ولُطفِه، وإخلاصه، وحبه لأطفاله" في وقتٍ كانت تشعر فيه بأنها "مُضطربة وغارقة في خطاب الكراهية الذي تراه على الإنترنت"؛ فأطلقت حملة تمويلٍ جماعي على موقع GoFundMe لصالح بزيك وعائلته.

وكتبت القارئة: "الكثير من الخوف الذي يسود هذه البلاد قائمٌ على جهل مُطبق. أبلغ من العمر 52 عاماً، وحتَّى عامٍ واحدٍ مضى، لم أكُن أعرف أي شخصٍ مسلمٍ (معلومة هامشية: أنا يهودية). الهدف الأساسي هو تكريم محمد بزيك وتقديم دعم مادي لعائلته؛ فأن يكون لديك طفل ذو إعاقة هو أمر مُكلِف للغاية".

ويتلقَّى بزيك 1700 دولار أميركي شهرياً ليقوم بمهام الرعاية، وهو مُرخَّص قانوناً لتقديم الرعاية الطبية للأطفال المصابين بهذا النوع من الأمراض.

وفي أقل من 24 ساعة، تخطَّت الحملة هدفها بجمع أكثر من 100 ألف دولار أميركي. ووفقاً لبيان صحفي أصدره GoFundMe، جاءت التبرعات من كافة الولايات الأميركية بإجمالي 113 ألف دولار، وكان أكبر تبرع من شخص واحد بقيمة 2500 دولار.

وصرَّح المتحدث باسم GoFundMe لموقع Vocativ عبر البريد الإلكتروني بأنَّ "حملة محمد بزيم هي إحدى أسرع الحملات نمواً في تاريخ موقعنا".

وعلاوةً على الدعم المادي، عرض البعض على شبكة الإنترنت تقديم دعم عيني لمحمد. أحد هؤلاء كان ماني جودوي، مدير شركة لخدمات دفن الموتى، والذي عرض تقديم خدماته لمحمد مجاناً. ووفقاً للتقرير، فقد دفن محمد 10 أطفال تقريباً خلال الفترة التي قضاها في الرعاية.

وقال جودوي: "(قدَّمت هذا العرض) لأنَّ الكثير ممَّا يملكه محمد يذهب لرعاية أولئك الأطفال، ولا أقصد الأشياء المادية فقط، بل الأشياء التي لا يُمكِن تقديرها بمالٍ، وكوني أباً يجعلني أفهم ذلك تماماً".

وأضاف: "حين يحدث خطبٌ ما، فلا نريد أن يقلق هذا الرجل أبداً من توافر المصادر أو الأموال اللازمة للتعامل معه، وليتأكد من أنَّ أطفاله سيُوارون التراب بالقدر نفسه من الحب والكرامة الذي كان يُظهِره لهم".

وتابع: "الشعور بالفقدان الذي يصيب أباً (حين يموت طفله) الذي يُمثل له كل شيء. الفقدُ الذي يشعر به على مستوى آخر تماماً، حتى إن كان يتوقعه".

ووفقاً لآدم، أحد أطفال محمد بزيك، الذي يُعاني هشاشة العظام والقزامة، فإن العائلة "لا يسعها شكر الجميع لما قدموه من تبرعات".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024